الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال انطولوجيا الانتخابات ..نكون دولة ديمقراطية أو لا نكون

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 2 / 1
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


إذا كانت مجتمعاتنا (العربية والاسلامية ) تخشى على مستقبلها بالانغلاقها على الماضي بكل تراثه مع انها تعيش (عالمثالثية أو رابعية متأخرة عن الركب العالمي)،وهي جسد مترهل ..جاهل وكسول في الانتاج (المادي والمعرفي)،ومن المؤسف أنها راقدة كطرف متنحي ،تحيا خارج المركز الممول للحياة،وهكذا تتصف بالتطفل أو العالة على التقدم الحضاري البشري وتجتر اجترارا على تاريخها،وقد أصبحت تعاني حسب السؤال الانطولوجي ( الهاملتي) :(نكون أو لا نكون) ،الذي يعني مواجهتها بمسألة استمرار الانوجاد أو الانقراض.
لو استعرنا من التاريخ (ابن رشد )، الذي نادى بفصل الدين عن الفلسفة والعلم،وكانت فلسفته الواقعية مادة خصبة لأوربا في نهضتها وتخلصها من استبداء الكنيسة واتبعاها (النبلاء) ،الذين استعبدوا الفلاحين كأقنان في الأراضي المملوكة لهم،هنا التوأمان تعاورا لدعم الحكام المستبدين غير هيابين بحرية الشعوب بل مستخفين بها ليحافظوا على امتيازاتهم الكبيرة،فأصاب مجتمعاتنا الانهيار واستشرى الظلم والجور،وما زلنا نعاني من عقدة (الحاكم المستبدــ دكتاتوري ملكي أو جمهوري ــ بمباركة سدنة عقلية الوهم ،التي لم تغادر مقولاتها الماضوية ). والسؤال المهم هناوالعراق مقبل على حل انطولوجيا الانتخابات ،هل ندافع عن منجزاتنا الديمقراطية أم سنعيد الامتيازات لأصحاب النفوذ المترهل القديم؟ لاأظن أن الاجابة ستاتي سريعة،فسلاح الجهل والتجييش للعاطفة البدائية (العزف على استحضار النزعة البدوية والاقطاعية) سمة احزاب السلطة ،الممسكة بالمبادرات كونها صنو لها،وعيوبها متماثلة،وعلى سبيل المثل،عقلية الغزو باتت السمة البارزة في الاستحواذ على مؤسسات دولتنا الفتية (المفترض أنها لعموم الشعب) قد دب فيها الفساد المالي والفئوي والطائفي،هنا تراجع الأداء،وأضحى الخروج إلى دائرة الضوء والنزاهة شيئا عسيرا،بل يحتاج لزمن اجتماعي،نتجية ماحصل متعمدا!!،وهو يسري باتجاه تخريب العملية الديمقراطية لإعادة بناء العراق الجديد،وهذه المسألة في غاية التعقيد،فالأصل أننا نحيا في ظل مفاهيم دولة مدنية عصرية عناصرها الأساسية (الحرية والمساواة)في حين ما يجري يثبت عكس ما نريد ونتمنى ،كما أننا نستنكر الغاية المبهمة التي يحاول زرعها أقطاب التعتيم السياسي لما سيحل بمنظومة قيام دولتنا في تجربتها الرائدة في منطقتنا،اما التمشدق بأن هناك مساع لبلورة (مكونات الدولة)هذا الأمر لا دليل عملي على صحته،وهكذا نسير باتجاهين متضادين متعارضين،الأول ينحصر في قوى الفوضى الاجتماعية ،التي أفلحت في تأخير المكتسبات الديمقراطية،واما تزل تمسك بمقود تحسد عليه،مع انها غير لائقة مدنيا وحضاريا،لعدم انتمائها فكريا لروح عصرنا العلمي،والثاني المنادي بتوسيع رقعة الحريات،ويحاول فك العقد السياسية والدستورية والاجتماعية وحتى الاقتصادية والتربوية. هنا نصل إلى سؤال انطولوجيا الانتخابات المقبلة،هل يمسك الشعب العراق معولا ليحطم مرتكازات اعاقة نمو قدراتنا الوطنية؟
هذا ما نتوقع ان تحسمه صناديق الاقتراع باعتبارها إحدى أهم التحولات الكبرى التي نتجت عن الهزيمة المذلة لعقل الاستبداد سواء أكان دكتاتوريا او من يتوارى متسترا باحجية مخزية اسطورية تتخذ من سدنة العقل الوهمي أصولا متطرفة لتعرقل نظامنا الديمقراطي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توابيت
jasim ( 2010 / 2 / 2 - 06:47 )
الصديق باسم الجنابي
لعبة صناديق الاقتراع خطيرة جدا فهي التي اوصلت هتلر الى الحكم وهل التي تسير عليها اغلب الديقراطيات المتحضرة
لعبة خطرة جدا ...وهي ليست لعبة حظ .. وانما لعبة قذرة وجميلة في وقت واحد وهي بحاجة الى تربة خصبة
صناديق الاقتراع في ظل متاريس الرايات السود هي توابيت لشعب حي

اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24