الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجتثاث العمران العراقي فعل مرضي عند امراء الطوائف والاعراق !

جمال محمد تقي

2010 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


قبل ثلاث سنوات فجرت فرق الموت الناعم والاجتثاث الحاسم ، والتهديم الجازم ، النصب الرائع لابو جعفر المنصور في بغداد ، وبعدها تعالت اصوات الاهالي المنددة بهذه الفعلة البغية الغبية والتي لا تثير بالناس غير حمية حمايتها واعتزاز اهل العراق بمعانيها المنتصبة !
تداول امراء الميليشيات الطائفية ازاحة نصب الجندي المجهول ، لكن احدهم همس باذان الاخرين هذا العمل سيجعلنا مكشوفين امام الناس لانهم سيربطون بينه وبين الجنود العراقيين الذين قتلوا بالحرب مع ايران ـ هو لا يعترف بهم كشهداء ـ لذلك لا داعي لهذا الاجتثاث الان ، اتركوا الامر منسيا ، وعليكم بكل اثر مؤثر غيره يذكر الناس بما بناه النظام السابق . . لنجتث اثاره كما نجتث ناسه !
تسائل البعض لماذا لا يجتثون القصور الرئاسية ؟ لماذا يستخدمونها هم انفسهم مع ان النظام السابق قد بناها وعمرها ؟
وتسائل اخر لماذا يحتفظ موفق الربيعي بتمثال نصفي كبير لصدام حسين في مكتبه ؟ ربما يجيب احدهم تهربا : بانه يفعل ذلك شماتة به ـ لا شماتة بالاموات ـ ربما ليبيعه في اوروبا بثمن غالي يحلم به !
كثيرون يعتقدون ان امثال موفق الربيعي وطاقم المتسلطين الجدد معجبين بصدام في عقولهم الباطنة وهم يهابونه ويخافون وقفته حتى وهو يتقدم الى حبل المشنقة ، ربما يغارون منه ، اي انهم يتمنون ان يكونوا مثله ، طبعا هذا في دواخلهم السرية ودهاليز تلافيفها الا مشروطة !
هذا المالكي يقول في كلمة له : هو منو راح ينطيها حتى ياخذوها ، يقصد السلطة طبعا ، هذه نبرة امتاز بها صدام وعن جدارة فهي خبطة معلم بالتهديد والتورية والثقة والحزم والقسوة والتدبير السري والعلني ، ربما يقلدونه دون ان يشعروا ربما ، نحن بحاجة لفريق كامل من البحاثة في الحالات النفسية التي يعاني منها اقطاب السلطة الجديدة ـ تقمص ، دونية ، اسقاط ، ازدواجية ، انفصام ، هستيريا ، فوبيا قهرية ـ !
تتواتر الاخبار اليوم عن تفجير نصب اللقاء في ساحة اللقاء الذي يرمز لتصافح وتعاضد ابناء الشعب ، وايضا قوس النصر الذي يرمز لقوة الجيش العراقي وعظمته وعظمة تضحياته هو الاخر تعرض لتفجير اجتثه من اساسه بعبوات ناسفة !
لماذا لا يغلقون منتزه الزوراء لانه اقيم في ظل البعث ، لماذا لا يجتثون الجسور الجديدة التي بنيت في عهد البعث ، لماذا لا تغلق الجامعة الكنلوجية ولماذا لا يغلق المتحف البغدادي ودار الازياء العراقية وووووو لانها جميعا بنيت في زمن النظام السابق !
لماذا بقيت نفس اسماء المحافظات بل وحتى المحافظات التي استحدثت زمن النظام السابق ـ دهوك النجف صلاح الدين ـ لتجتث كما يجتث الزمن العراقي الجميل من الذاكرة انه زمن ليس ملكا لنظام بعينه هو زمن هذا الشعب وهذا الوطن مهما كان شكل نظامه السياسي ؟
ليس غريبا ان يفجر نصب الحرية وجدارية فائق حسن بذريعة انها تحاكي زمنا لم يكن رائقا للطائفيين والعنصريين المتحكمين اليوم ، فزمن عبد الكريم قاسم لم يكن مريحا للحكيم والبارزاني والحزب الاسلامي لذلك ساهموا بالاطاحة به ، ثم من قام بتنفيذ هذه الاعمال فنانين يساريين وطنيين وبامتياز ، وهذا الامتياز لا يروق لدعاة دويلات الطوائف والاعراق !
بئس لامة لا تحترم ولا تحافظ على موثقات تاريخها المجسدة بالعمران الشاخص!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز