الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزار*(قصص قصيرة جدا)

بان ضياء حبيب الخيالي

2010 / 2 / 1
الادب والفن


غربة
تآكلت جدران بيتهم القديم بشيخوختها وتهدم بمعول الزمن جزء من سور الحديقة ،وحتى قبل تصدع الجدران المتقفقفة بشرا شيب رطوبتها في قيظ الصيف وقر الشتاء لم يعد الحي القديم يلائم سكنهم،فقد تفتقت صرر الزمن عن دراهمها ... قرر والدها بصباح ما،الانتقال بهم لدار أخرى بحي أنيق جدرانها وردية موشومة بنقوش ذهبية ، هناك تحسست بعينيها بشرة الحيطان الجديدة تلمست تضاريسها الملساء بحزن حتى المساء، ورغمها تيبست جدران شغافها، تشققت ،تساقطت،استفاقت،تحولت، طيورا طارت، حطت ،على قطع طوب قديمة لحائط دار مهجورة....
هزار
حلمي هزار على غصن عمري ،صوّبتهُ بلؤمها بندقية الزمن ،مزقت صوته المتسربل بالسحر لقلبي ، طار متبعثرا بموته ،أعاقت جذوري الرفرفة وراءه ...اقتفيته ببصري حتى الانطفاء وبقي الصدى حولي يردد رجيع نشيجي و تصفيق أجنحته المتكسرة ....
ذباب
أهدر رئيس مجلس شيوخ عشائر الذباب دم حكيمة المدينة لأنها في خطابها الأخير عابت على فرسان العشيرة تسكعهم في المقاهي ودورانهم بين خرائب الأمور في المدينة وإهمالهم دور العمل في تطور حضارة المخلوقات وأكثر ما أثار حفيظة كبار الشخصيات في حكومة الذباب حينما أشارت بلؤم وهي ترمق رئيس الجلسة لأياد كبيرة تعمل خفية للمساعدة على استشراء مرض التفاهة الذي من الممكن ان يقضي على جنسهم منبهة الشعب إنهم عندها سيتقاتلون على توافه الأمور دون الاتحاد بوجه كبائرها وإنهم سيغتالون بذلك أفراحهم بأيديهم وسيبتداون بلفظ ادويتهم والاستزادة من سموم جراثيم التفاهة ....ضرب رئيس الجلسة بحنق المطرقة على المنضدة منهيا جلسة الاستماع لأقوالها طالبا إياها مغادرة البلد دون رجعه...وناولها احد الحراس صرة ملابسها ....فتبسمت بحزن وهي تدير ظهرها نحو باب الرحيل قائلة :
ـ بالضبط سادتي ...هذا ما كنت اعنيه....!
زمهرير
حينما أغرقتني بمحيطاتك المتجمدة ،تشبعت بالصقيع ،لم أمت ،عشت لأصبح مبشرة لسيادة عصر الجليد على الأرض....
بياض
خيط دخان ضئيل ارتفع مولولا قليلا وتشتت في فضاء كبير حتى التلاشي في البياض هو ما تبقى من قصتي القصيرة جدا تلك التي سطرت حروفها الخمسين بنبضي...قبل قليل....
غنى
علمت مؤخرا أن أغنى الأغنياء من يمتلك ....امرنفسه...!!!!
بصيرة
أراني أرى ولا أبصر كلما كان ...قلبي خاويا....!
فصول
لأنك تخطف أنفاسي بمرورك الشتوي القارص
لأنك أقوى من ان يرتعش لك جفن بحلول ربيعي في زمهرير أنانيتك
لأنني تعبت من احمرار الصيف في وجنتي أمام صقيع عينيك
قررت ان انطوي لأرحل بسكينة مثل أوراق الخريف


*الهزار من الطيور المغردة يسمى أحيانا الكناري البري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي