الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شقاوات السياسة ... واللعب بالنار

جمال المظفر

2010 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مازال بعض السياسيين يمارسون اللعب بالنار ويحاولون خلط الاوراق من اجل التغطية على جرائم كبرى اقدموا عليها او للفت نظر الاعلام العربي والعالمي الى قضاياهم ( المعطوبة ) دون معرفة ان اللعب بالنار قد يكوي اصابعهم التي تلطخت بدماء العراقيين الابرياء ..
فلو احصينا عدد السياسيين الذين توالدوا بعد الاحتلال وادينوا عبر القضاء بجرائم جنائية او فساد مالي واداري واخلاقي لوجدنا ان العدد يفوق الخيال ، فكم وزير جاء على وقع السرفات بدعوى انه من المعارضين السابقين ودخل العملية السياسية من هذا الباب وان من حقه الحصول على الامتيازات والمكاسب والمنافع وفق مبدأ لانضال من دون مقابل ، ولطش ( الاخ ) اموال الشعب وهرب برعاية امريكانية الى حيث الامان والنضال من جديد في بلاد الفرنجه ، وكم نائب في البرلمان ثبت بالدليل القاطع انه متورط بجرائم جنائية او تهجير جماعي وقتل على الهوية ، وكم مسؤول وجد ت في منزله اسلحة ومعدات حربية تكفي لتشكيل فرقة عسكرية على اساس ان الاخ ( قائد ) مهم ويجب ان يتمتع بالحصانة والحضانة..
اين وصلت قضايا الوزراء والبرلمانيين الذين لعبوا بمقدرات الشعب وساهوا في اراقة دمائهم ، هل تابعت الحكومة العراقية ملفاتهم مع الدول التي احتضنتهم ودعمتهم ، لماذا لايطالبوا ماما امريكا بتسليم وزير الكهرباء السابق ( ايهم ) بدون اللقب كي لايساء الى اسم ( السوامره ) الشرفاء الذين نعرف طيبتهم ونخوتهم ، واين وزير الثقافة الهارب ( اسعد ) المتهم بجرائم جنائية واين النائب الهارب محمد الدايني الذي مارس مزاحا ثقيلا مع زملائه بالبرلمان عندما فجر عبوة ناسفة توقع انها العاب نارية وظهر ان بعض اصدقائه ارادوا خداعه فظهر انها عبوة ناسفة حقيقية وليست لعبة اطفال ، وليته سمع الاغنية الشهيرة لراغب علامة ( لاتلعب بالنار وتحرق صابيعك ) والكثير الكثير من المهازل والجرائم التي جئ بها مع قهقهة الدروع وصهيل الاباتشيات الامريكية ...
كنا في زمن النظام السابق نقول ان صدام يلعب بالنار ولايعرف مع من يلعب وعلى حد قول الرئيس المصري حسني مبارك ( صدام .. دي امريكا يابه ) وليته سمع النصيحة وابتعد عن اللعب بالنار وليته احرق اصابعه لوحدها وانما احرقنا كشعب كامل بعنترياته وبهلوانياته ، وعلى حد قول الشاعر الشعبي الذكي الذي انشد وهو يلوح الى جدارية القائد الضرورة التي يفتتحها عضو القيادة : ( هذا الطيح حظنه ) وعندها امر هذا ( العضو ) العامل بفعل الفياجرا الفاجرة جلاوزته بانزال الشاعر لتطاوله على القائد اضاف الاخير في قصيدته : ( هذا الطيح حظنه بوش يكول لبلير ) فما كان من هذا العضو ( الغشيم ) الا ان فتل شواربه وراح يقهقه لان الشاعر اراد ان يشد انتباههم لا ان ينتقص من شخصية عنتر زمانه ..
الحمد لله ان العراق ولاد لساسة من طراز خاص ، صناع ازمات ، يلعبون بالنار دائما ، وكلما خمدت زادوها وقودا لتستعر من جديد ، ليس هناك من يهدئ اللعب او يعمل بروح دبلوماسية ويعتمد الحوار مع الاخرين بدلا من التأزيم ، وانما ساسة ناريون ، انفعاليون ، اهل نخوة مستعدون لحرق الاخضر واليابس من اجل اثبات فحولتهم وشقاواتهم ...
ذهب زمان شقاوات المنطقة وظهر زمان شقاوات السياسة ، فتل شوارب وابراز عضلات وتقاضي خاوات ، خاوات الامس اموال من المستضعفين اما خاوات اليوم فهي سياسية ، لطش ورشاوى عن مشاريع ومقاولات حكوميه وسرقات لاموال الدولة وعيني عينك دون حياء او خجل ...
المشكلة ان هواة السياسة لايدركون خطورة اللعب بالنار الا بعد ان يقع الفاس بالراس وهي المرحلة التي تعقب حرق الاصابع ، لان حرق الاصابع هي جرس انذار لصحوة الضمير ، اما الفاس فانه اخطر مرحلة وليس فيها مجال للندم او التراجع عن القرارات الخاطئة ، مثلما وصلنا اليه في زمن النظام السابق ووقع الفاس بالراس واي فأس قاسية ، انها الاحتلال وما ادراك ما الاحتلال ياايها اللاعبون بالنار ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ