الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعي المجتمع

ايمان محسن جاسم

2010 / 2 / 1
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


هل ما زال البعض يراهن على البعث ؟ ولماذا يطلب منا البعض الآخر أن نفرق بين البعث والبعثيين ؟ هل هو موسم الانتخابات الذي يبيح للآخرين أن يغازلوا البعث كفكر والبعثيين كأفراد من أجل لملمة الأصوات الكافية لشغل مقعد في البرلمان العراقي القادم ؟ تلك الأسئلة ما كانت لتطرح بعد سبعة أعوام من سقوط النظام البعثي الشوفيني لولا هيمنة وسيطرة بعض عناصر البعث المقبور على زمام الأمور في بعض الأحزاب والكيانات والكتل السياسية وهذه الهيمنة ولدت الثقة لديهم إنهم قادرون في الأقل على القيام بانقلاب مدني في البرلمان العراقي القادم لهذا كانت إجراءات هيئة المسائلة والعدالة بشطب هذه الكيانات وتلك الأسماء مهما كان رقمها وحجمها محل تقدير وإعجاب الشعب العراقي الذي لا يريد عودة المقابر الجماعية والأجهزة البوليسية والبدلات الكاكية اللون خاصة وان الانتخابات البرلمانية القادمة تشكل محطة مهمة جداً في تاريخ العراق المعاصر وفي إبراز ملامح الدولة العراقية الحديثة , خاصة وان النظام الانتخابي الذي اعتمد القائمة المفتوحة يتيح حرية كافية للمواطن باختيار الشخص المناسب الذي يمثله في البرلمان الذي نتطلع أن يكون بمستوى الثقة التي سنمنحها لهم وبمستوى المسؤولية التي سيتحملونها في تشريع وإقرار القوانين المنظمة للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلد , هذه القوانين التي كان يجب أن يشرعها البرلمان الحالي فالكثير من القوانين المهمة تم ترحليها للبرلمان القادم لاسباب مجهولة . ونجد أيضاً ان من أبرز ملامح المرحلة القادمة هو انكفاء الطائفية المقيتة واندماج مكونات المجتمع العراقي مع بعضها البعض مما يعطي صورة كانت يجب أن تسود منذ بداية التغيير في العراق . وبنظرة سريعة على الأحزاب والكيانات والائتلافات التي ستخوض الانتخابات نكتشف انها ابتعدت عن الاصطفاف الطائفي والعرقي والمناطقي بما يعزز من فرص ارتفاع نسبة المصوتين عما كان عليه في الانتخابات البرلمانية السابقة أو انتخابات مجالس المحافظات العام الماضي وهذا ما أشارت إليه استطلاعات الرأي الأخيرة حيث يتوقع أن تكون نسبة المصوتين أكثر من 65% , وهذا لم يأت من فراغ بل ناجم عن تكوين وعي مجتمعي لنبذ كل أفكار التطرف والعنف واستخدام لغة الحوار بالشكل المناسب والوقت المناسب ولغة الحوار هذه لا يمكن أن تجدها في فكر البعث الشوفيني الذي حكم العراق أربعة عقود اتبع فيها الإقصاء والتهميش والتهجير والتغييب تحت مسميات عديدة وقاد البلد إلى الهاوية وجعل من شعبه أفقر شعوب المنطقة رغم ثرواته الهائلة , ولغة الحوار لا يعرفها كل الطغاة في العالم منذ فجر التاريخ , ولا يعرفها وعاظ السلاطين الذين يطلقون فتاوى الموت الجماعي ضد الشعب العراقي لا لذنب اقترفه هذا الشعب سوى أنه أختار الحياة بالطريقة التي تؤمن له الحرية والكرامة بعيدا عن نهب ثرواته وزجه بحروب طاحنة مع أشقائنا في العروبة والدين , رسالتنا لمكونات الشعب العراقي تتلخص في ان أمامنا فرصة كبيرة لأن تكون تجربتنا القادمة مثمرة عبر اتخاذنا قرار المشاركة أولا وقرار التصويت لهذه القائمة أو تلك أو هذا المرشح أو ذاك ثانيا طالما ان جميع المرشحين خضعوا للأنظمة والقوانين العراقية وبالتالي فهم سيمثلون شعبهم خير تمثيل و لا يحملون العصي ليضعوها في عجلة البناء الديمقراطي للدولة العراقية لأنهم لا يحملون أجندات أقليمية خارجية تريد بنا السوء ولا يضمرون لنا الحقد والكراهية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -