الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عولمة المصطلحات

حسان أيو

2004 / 7 / 3
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يقول أسبينوزا > فأي قوة نملك نحن دول الأطراف حتى يستطيع إنساننا المتحول جبراً إلى المواطن المسير في دولته الاستبدادية والشمولية التي تمارسبحقه شتى أنواع القمع .
فقط ضمن خطابات رنانة تروق لدولنا الاستبدادية إطلاقها عبر الأثير فلو أستمعت لتلك الخطابات تجد فيها المؤسسات والحريات الفردية والعامة ، تجد فيها الديمقراطية والمواطنة حيى تشعر عند أستماعك إلى تلك الخطابات بأنك في جو يسود فيه المجتمع الذي ينتج نظامه بيده مكوناً السمة الأساسية للمجتمع المدني ، هذا فقط ضمن الخطابات ، وتبقى الدول ذات المركز المتقدمة ، وأمامها رقعة الشطرنج وخارطة العالم تتفرج وهم يحركون بيادقهم أي دولنا الأطراف المتخلفة كما تستهوي مصلحتهم الخاصة ، فهم الذين يختارون المستبدين وهم الذين يقدمونهم كمجرمي حرب وإرهاب بعد إنتهاء أدوارهم وتخرجهم بدرجة أمتياز في أستبداد شعوبهم .
يتراهنون على تطبيق الديمقراطية في مجتمعات بعيدة كل البعد عن الديمقراطية فهل من منطق أن تكون هناك ديمقراطية في دول مستبدة لشعوبها ،فلقد تم إعداد السيناريوهات بشكل جيد حتى تعودنا على تلك المسرحيات التي يخرجونها لنا ، ومن هذه المسرحيات ، مسرحية المصطلحات التي يبثونها للأطراف وكذلك مصطلحات العولمة ، فأصبحنا نسمع عولمة الاقتصاد ،عولمة الثقافة ، عولمة الفن ، عولمة التاريخ ، عولمة الغذاء ، عولمة التنمية ، حتى بات كتابنا يتصارعون للعودة الى المراجع للبحث في ماهية هذه المصطلحات .
فلو عدنا الى الماضي البعيد نجد أن حضارة الأطراف هي صاحبة الفضل للعالم جميعاً ، ولكنها لم تستطع الحفاظ على هذا التاريخ المليء بالثقافات التي كانت تتواصل باستمرار ، حيث أستفاد الغرب من حضارتنا وعادوا صياغة ثقافتنا ، أما نحن فقد خسرنا ذواتنا حتى أصبح الفرد منا يعاني الإضطراب والقلق .
الغرب المركز المتقدم يستثمر إنتاجنا بأرخص الأسعار ويعيد لنا المواد الاستهلاكية بأغللا الأثمان فأين القرية الكونية ، أين إزالة الحدود في العالم ، وأين كما يقولون بأنك تستطيع أن تعبر القارات دون جواز سفر ، وكيف تعاملنا نحن دول الأطراف المتخلفة مع هذه القرية الكونية ، وكيفية خلق ظروف لتداول هذه الثقافة ، وكيف نتعامل مع هذا التطور في ظروفه الحالية التي خلقت لدولنا التيارات المختلفة ، فخلقت لدى المثقفين عدة تيارات ، فننهم من يؤيد ويناهض العولمة قلباً وقالباً وتيار آخر يرفض العولمة رفضاً تاماً ويجد بأنها ثقافة مستهلكة وعبارة عن استعمار جديد بطريقة حديثة ( أمركة العالم ) ، وتيار متوسط يعيش حالة توفيقية يناهض أحياناً ويرفضها أحياناً أخرى ففي الزمن الذي يطرح فيه إزالة الحدود في ظل القرية الكونية نجد على العكس تماماً في دول الأطراف بأن هناك تشديد على الحود والتضيق عليها ، وكذلك في عصر نهاية القوميات نجد بأن القوميات في عصر العولمة ظهرت بشكل أقوى من الأول ، فالعولمة خلقت تيارات تناحرية تقاتلية وأعطت مجالاً لظهور صراعات أثنية ، قومية ، دينية ...... الخ فمن هنا نحن نعيش أزمة تفسير المصطلحات ومدى تطبيقها في دولنا الاستبدادية ، فكيف تحيا الديمقراطية في دول الأطراف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م