الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا علاوي ...لا تدفع لهم ...بل هم من ينبغي أن يدفع ...!

كامل السعدون

2004 / 7 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


إذا كان على العراق المحرر أن يدفع تعويضات ، بأثرٍ رجعيٍ لضحايا الغزو الصدامي للكويت ، فمن الأولى أن يدفع الكويتيون وأشقائهم الخليجيون أولاً ، بل والآخرون المصريون والأردنيون واللبنانيون والأمريكان والروس وغيرهم ، دية قتلانا وخراب بلدنا لأكثر من ربع قرن من العهد الصدامي الفاشي …!
أو ليس الدفع بأثرٍ رجعي …؟
طيب …العوض الأول هو الأسبق تاريخياً ، بترول مجاني ، مساحات من الأرض العراقية منحت مجاناً ، كوبونات نفط ، هدايا ، ضيافات ، ثم حرب شاملة استمرت لثماني أعوام وكلفتنا خراباً مادياً واجتماعيا مهولاً مضافاً لقرابة المليوني شهيد وأسير ومعوق ومعذّب ومهجرّ ومهدم بيته ومقتول اختناقا بالأسلحة الكيماوية ومعدوم بالمقصلة ومدفونٌ حياً و…و…و… ، وجميعه في حربٍ دمويةٍ ظالمةٍ شُنّت من أجل العرب والعرب أولاً ، أو على هامش تلك الحرب ومن آثارها الجانبية …!
حسناً …ثم تلي ذلك حربٌ جديدةٌ دمرت العراق ونشرت الخراب فيه وسممت أجوائه ومياهه بسموم اليورانيوم المنضب وغيره ، وأعقب كل هذا حصارٌ دام قرابة العشرة أعوام وأستهلك من العراقيين ملايين الأطفال والشيوخ والنسوة وأخيراً وليس آخر أفواج الإرهابيون الذين زج بهم العرب عبر حدودنا فقتلوا منّا في عامٍ واحد الآلاف المؤلفة من الأرواح البريئة التي ما أساءت لأحد وكل ذنبها أنها تريد أن تعيش خيارها الوطني وتهجر خيارات قبائل العربان …!
عوضونا عن كل هذا الذي حلّ فينا بسببكم ، ثم نعوضكم عن غزو صدامكم للكويت …!
أليس هذا هو العدل يا عرب …يا أشقاء … يا من لعقتم الدم العراقي عشرات السنين بلا رحمة ، وتأتون اليوم لتطالبون الضحية بأن يعوضكم …!
بعض حلفاء صدام السابقون ، الأكثر حنكةٍ ودهاءٍ وعدلاً منكم أيها الأشقاء ، فعلوا هذا معنا …!!
الأمريكان أجهزوا على صدام حسين وحطموا جبروته وحررونا منه بدماء أبنائهم ومليارات دافعي الضرائب عندهم ، وفوق هذا سعوا في كل أنحاء العالم لإسقاط ديوننا ونجحوا مع الكثيرين ، ممن كانوا يبيعون لصدام ويقبضون ، فماذا كنتم تبيعون أيها الأشقاء مما لم تقبضوا ثمنه …؟
لا شيء …!
كنتم تبيعون صدام الغزل الرخيص وتمنحونه الدعم في المحافل الدولية وتشترون له السلاح ليوقف الإيرانيون عند حدودهم ويمنعهم عنكم ، ونجح في هذا بدمائنا وأموالنا وخراب بيوتنا وتحطيم مرتكزاتنا الاقتصادية وإفلاس خزينتنا وقتل مئات الآلاف منّا خلف جبهة الحرب ( حربكم ) في السجون وعلى أعواد المشانق وفي القبور الجماعية و…و…و…الخ .
الكثير من دول العالم ، ممن هم ليسوا بالأشقاء ولا المنتفعين مباشرةٍ من حرب صدام الأولى ، أسقطوا ديون صدام حسين ليحررونا من أعباء لسنا مسؤولين عنها .
هم فعلوا هذا ، لا حباً بنا حسب ، ولكن طمعاً بالاستثمار في بلدنا ، وهذا هو الذكاء التجاري ، وهكذا يتم التعامل بين الدول ذات المصالح المشتركة ، طيب أما لديكم مصالحٌ مشتركة معنا ، أو أما تحلمون بمصالح مستقبلية مشتركة يعتمد عليها أمن شعوبكم واستقرار أنظمتكم ….؟
إن من الغباء أن يطالب الخليجيون ، والذين يبيعون مجتمعين ما يفوق العشرة ملايين برميل نفط باليوم ، يطالبون العراق الذي يسكنه قرابة الستة وعشرون مليون مواطن ( أي ما يفوق سكان الخليج مجتمعين ) والذي يعاني من تدهور صناعته النفطية وخراب مؤسساته الصناعية وتدهور زراعته وتلوث أرضه وانتشار الجريمة والإرهاب والأمراض فيه ، والذي بالكاد ينتج مليون ونصف المليون برميل من النفط يومياً ، يطالبونه بأن يدفع لهم تعويضات مليارية عن جريمة لم يرتكبها شعبه بل حاكمه الدكتاتور الذي لم يكن حاكماً شرعياً منتخباً ليجوز تحميل شعبه أعباء جرائمه .
لا …هذا لا يصح يا أخوتنا الخليجيون …هذا لا يجوز أبداً …أبداً …!
نتمنى على حكومتنا المؤقتة ورئيسها السيد علاوي أن يلقم العربان المطالبين بالتعويضات حجراً …بل حجراً ثقيلاً …ويقول لهم ادفعوا مستحقاتنا أولاً ، لندفع لكم بالمقابل مستحقاتكم اللاحقة …!
أو ليس الدين الأول أولى بالسداد …؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى