الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعمة الكتابة ونقمتها

نضال الشمخي

2010 / 2 / 2
الادب والفن



الكتابة هي وسيلة لنقل المعرفة والمعلومات بين الناس, وهي بجوانبها المعرفية والتثقيفية, تتسم بالمتعة وإضافة جو الراحة للقارئ، لذا يتوجب على الكاتب أن يكون قادرا على إيصال فكرته للناس بطريقة مفهومة وواضحة, وعليه أن يدرك, إنه لايكتب أو يخاطب نخبة معينة من القراء, وإنما الى مختلف درجات ثقافاتهم وطبقاتهم.
الذهن والنظر والسمع: دائما يستسيغن الشئ البسيط والجميل, الذي يريح الذهن ويمتع العين ويدغدغ الآذان ويتغلغل في أعماق الروح الأنسانية.
قد نجد أحيانا, عند قراءتنا، للشعرأوالقصة أو حتى بعض المقالات والخطابات الرنانة, مواضيع يصعب فهمها وإستيعابها, فيصاب القارئ بدوار ووجع الرأس, ويشعر كأن كلماتهم تنزل كصخرة الجلمود على رأسه, فبدلا من الإستفاده و الإستمتاع والراحة النفسية, نجده قد تعب ومل وشعر بدوار رأسه من كثرة تركيزه على موضوع من الصعب فهمه, يحاول ان يعيد الجملة مرات ومرات لعله يجد ما يقصده الكاتب من الكلمات والمصطلحات الطنانة الرنانة المحشوة في نصه, والتي لا تتركب منها أي جملة مفيدة!, فيكتشف القارئ وقد أضاع وقته لفك لغز قصة قصيرة او قصيدة ( مجعمرة) ليس لها رأسا ولا أساسا.
الكتّاب الذين تعودنا على قراءة روائعهم, كانت كتاباتهم تشدنا ونعيش معها, حتى إننا ننسى واقعنا وكأننا نعيش أحداث رواياتهم, فنكون جزءا من كتابة ذلك الكاتب أو الشاعر وقد نجد أحيانا أنفسنا أبطال تلك الرواية, أو تلك القصيدة, وهذا هو الإبداع بحد ذاته.
كان إسلوبهم يدغدغ مشاعرنا وأعماقنا, ويضيف لنا الكثير من المتعة والمعرفة في نفس الوقت.
لذلك فأن كتب حنا مينا وعبد الرحمن منيف وحيدر حيدر, وشمران الياسري وهادي العلوي وعلي الوردي, واحلام مستغانمي ونجيب محفوظ والشعراء أمثال السياب ونزار قباني ومظفر النواب وغيرهم من الكتاب والشعراء والمبدعين من العراقيين أوالعرب, سواءا كانوا في مجال الرواية او القصيدة أو الأبحاث والدراسات والكتب المترجمة, لكثير من اللغات الأجنبية, والتي لا يبتعد المترجم كثيراعن النص الأصلي بلغته الأصلية, كانت موجهة جميعها الى كل فئات وطبقات المجتمع.
أعرف أن للكتابة أنماط عدة, ولكن هذا لا يعني أن ندخل القارئ في دهاليز الحيرة والتعب, لنبين للناس أنماط عجيبة غريبة للكتابة, لم نسمع او نقرأ عنها من قبل!.
‘يذكّرنا الباحث العراقي المرحوم علي الوردي في إحدى كتاباته ويقول: ( لا يزال العامة عندنا متأثرين بهذا الإتجاه من الكتابة فأذا سمعوا كلاما غامضا مملوءا بالمصطلحات التي لا يفهمونها إعتبروه من أيات البلاغة والفلسفة العالية, ويقول رحمه الله:( رأيت ذات يوم رجلا من العامة يستمع الى خطيب وهو معجب به أشد الأعجاب, فسألته: ماذا فهمت؟ أجابني وهو حانق: وهل أستطيع أن أفهم ما يقوله هذا العالم العظيم!
غريبٌ إذا !!!, فهل يريد الكاتب أن يكون كهذا الخطيب, الذي لا يعي الناس مايقوله, وما يقصده؟, أم إنه يكتب لكي يفهمه الناس ويستفادون من كتابته, فالكتابة علم ومعرفة ومتعة , والعلم والمعرفة والمتعة يجب أن تكون للجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل