الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحب شفاهكِ منغلقة كانت، ومنفرجة

فاديا سعد

2010 / 2 / 3
الادب والفن



جلست اليوم أرسم اللوحة بعد أن هيأت كل مستلزماتها، وبدأت بتخطيط عينيك. كل الذين يتقنون فن الرسم يضعون خطوطا عامة للكائن كاملا.. إلا أنا، فقد بدأت من حيث أؤمن أن العالم يولد من ذلك الشق الصغير، الذي يبعد جفن رطب فوقه حاجب كهلال، الذي إذا ارتفع بانفعال فإن الربيع يزهر، وإن أطبق على أخيه، يعلن العالم نهاية الحياة، وأنا أريد أن أبدأ رسم لوحتي من ها هنا، من حيث يولد العالم من غور الجفنين، ويعلن نهايته من إغلاقهما، سأبدأ من تلك النظرة.

أنا الذي رسم عشرات العيون بألوانها وقزحياتها المعبّرة، لم ينجح مخطط النظرة في رسمتي، ولكن انتظري قليلا قد تكون المحاولات الأولى سيئة. دائما تكون المحاولات الأولى سيئة وغير متقنة، ورغم خبرتي ليست بقليلة، لكني مندهش لماذا تخرج الخطوط مشوهة؟

أتكون البداية خاطئة؟ فالعيون الحديثة نادرا ما توحي بمشاعر استثنائية. لم أقابل من زمن عيون تغزل الكون شعرا ونثرا.. منذ زمن طويل نسيت العيون أن ترقص وتغني وتناولني الفرح.

واستعدت المعنى الذي أحبه في عينيكِ.. أكانت حيرى؟ دهشة؟ هدوء صدمة ما؟ لا؟ ليست هذا ولا ذاك، ولا تلك؟!.

لم أستطع أن أفسر المعنى، لذلك اعذريني لن أبدأ من هنا.

قد أبدأ من فمك، وخططت الشفاه مغلقة، فشعرتُ بالكآبة والقشعريرة، فلا يجوز رسم شفاهك مغلقة. أنا لا أحبها منغلقة، لكنك ما كنت تفرجيها إلا لتلك اللقيمات القلية، التي وضعتها في الصحن، مع ذلك لا أريدها منفرجة كثيرا فأنا أكره الشفاه المنفرجة على آخرها.. توحي بثورة زائفة وهو أكثر ما أكرهه بالشفاه المنفرجة على آخرها وتوحي بثورة زائفة.

لقد كنتِ خجولة بحق. كل من كان متواجدا معنا في دعوة الغداء، طلب أطعمة وأكثروا من الشراب، وأنت كنتِ تجلسين كما لو أن العالم لا يحمل جديدا. بطريقة ارستقراطية.

منذ زمن رُفضت الطريقة الأرستقراطية في تناول الطعام وإبداء الرأي، مع أنها طريقة أصيلة، وأنا ما عدت أعرف بعد أن قلّدت شعوبنا الإقطاعية الطريقة الارستقراطية في الأكل والشرب والحوار، وجعلوها "فلح استقراطية" و" بدو استقراطية" ما عدّت أميز بين الطريقة الأصيلة والمفتعلة، وهل هي جميلة أو صارت مدعاة للتقزز.

عزيزتي أنا أحب شفاهك منغلقة كانت، ومنفرجة، أو التي بين بين، لذلك استقبلتهما واعيا وفاقدا للوعي، لأني وجدتهما حقيقيتان حين قبّلتني، واستفضتِ في ضرب شفاهي "الفلح استقراطية" و"البدواستقراطية". أنا سعيد بهما فقط لأنهما حقيقيتان.

لذلك كله سأبدأ غدا بمخطط الشفتين فأنا لا أريد الاقتناع بأنك صغيرة ما تزال تحلم بالطرق الغربية الصرفة والشرقية البحتة والصحراوية "البدواستقراطية".

اليوم أريد الاستمتاع بهذا الحب الذي شيّدته شفاهك في قلبي حجرا فوق حجر من غير أن أدري، التي خاضت في القبلة حتى فقدان الوعي، تلك الشفاه التي جعلتني أدين للرسم بدين الشفاه المنفرجة عن طريقة أصيلة. خاصة، ومبهرة كالهذيان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فرشاتك شكل اخر
ياسر هاشم ( 2010 / 2 / 3 - 12:45 )
انها فرشاة يولد من رحمها الخلود
اودعتيها طلاسم احارت العقول
وعند خطوطها اشرقت شمس لاتعرف الافول.
فسلاما لك ولفرشاتك


2 - إن كان الله محبة ...!؟
سرسبيندار السندي ( 2010 / 2 / 3 - 14:29 )
إن كان الله محبة ... فالجمال من يحيها ...!؟

اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب