الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعصب... رق عقلي طاغ جهول

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 2 / 3
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



يأبى الليبراليون ان يتعدى اي نفر على حرياتهم. كما يأبون اسر العبودية طائعين او مكرهين بحكم الحاجة والضعف معاً. هنا نفسر حاجة الاعتماد على الاخرين. اما الضعف فانه القوة الطبيعية التي لم تعد كافية لحماية النفس من المجتمع، ففي مجتمعنا الذي نؤسس لتنظيم اجهزته ونظامه السياسي والاجتماعي، لحماية الامن والعدالة والحرية واحلال دولة الدستور محل دولة الاستبداد والعنف، ان قبولنا كمجتمع انساني بهدف التمدن، يدخل ببسالة الحياة، يسطر مأثرة انسانية وحضارية، ويرسم نظاماً اجتماعياً او سياسياً حرصاً منه على انتقاله بعد خروجه من جهنم الدكتاتورية ليلج عالم الديمقراطية التي هي هنا سلوك عصري لفكر جديد، انقذتنا من مساوئ تأخرنا وتخلفنا الذي يرجع الى انحطاط خطاب دعاة الجهل والرواسب الثقافية القديمة. وان انتقالنا يمر بفترة حرجة فالتشوهات والقلقلة في حياة او توصيف انتقال المادة من حالتها الطبيعية الى اخرى صورتها تختلف بل تسبق انتقال المجتمع الانساني حيث هنا يحتاج وقتاًُ اضافياً وهو بطبيعته وطبيعة الاشياء بطيء وبسبب التعصب، نريد ان يفهم الناس حركة الزمن المتغير ابدأً والمتجدد ابداً فخدمة الانسانية او البشرية او مجتمعنا هي المقصد. حيث يصح هنا قول (فولتير) عن التعصب: (بأنه حق همجي مناف للعقل) ثم يسخر منه ويكشف الستار عنه فيقول: (بأنه في حقيقته نهب اقتصادي).
اما تولستوي الموهوب فيفرق بين النبي والكاهن اذ يقول: (النبي نبي بفطنته التي تهديه الى حقيقة وحقائق الاشياء، والكاهن مهما تعلم يبقى كاهناً، ولكن كثيراً ما يحدث في الحياة، ان يلبس الكاهن رداء الانبياء، ويبشرون في الناس بتعاليمهم القاصرة المحدودة. كي يحتلوا في الحياة مكاناً ممتازاً ويكونوا فئة منتفعة من عرق الملايين وكدهم. متعالية على غيرها من فئات المجتمع. وكل ذلك كي يدوم امتيازها وجاهها وسلطانها وتعظم منافعها الاقتصادية).
ولهذا يحكمون المجتمع باسم الدين. ومن هنا نراهم ايضاً لا يكتفون بالتزييف بل يحرمون الجماهير من حقها بالمعرفة الانسانية ويمنعون انتشار مبادئ الطيبة. وبالرغم من ارتزاقهم من جهدنا يتصورون ان لا غنى عنهم لخيرنا ومن هنا يختبئون وراء التعصب ولا يفقهون مجريات التاريخ وقوانين الطبيعة الانسانية. فالزمن متوقف عندهم، وهم حبيسو الخطاب السياسي القديم. يؤمنون بالحكم الفردي والغطرسة ونقص الخبرة البشرية وضيق الافق في عللهم، فاترون في الردود، سلبيو التكيف، في تشاؤم سابغ، واتعس ما فيهم استعباد المرأة العراقية، ومفهومهم عن الشرف ساذج وخاطئ، وعقل الانسان الذي يستجيب لهذه الفكرة او العقيدة. ان عقل الانسان هو محور كل الافعال بما فيه الجنسية، والشرف والخطيئة مسألة تربوية، اجتماعية، اقتصادية، وهي عمل فردي، ولأنهم ذكوريون، ولما يزالوا في جزء مهم من تفكيرهم وسلوكهم عرب جاهلية، نراهم يعتبرون المرأة ليومنا هذا (سبة)!.
ويصح هنا قول (ارنست همنغواي): (التعصب رق عقلي طاغ جهول، وهو يحكم سلفاً ويصدر احكاماً من دون ادلة ومن دون قاض او محلفين، ويجب علينا ان نهرب منه، فهو شاهد زائف غبي خائن قصير البصيرة. والتعصب مجلبة لكل ما هو سيئ، فهو يفرق بين اعز الاصدقاء ويعيق التقدم الانساني. ويسد الطريق امام المبادئ الخيرة، ويخلد استعباد الجسد والروح ويشن الحرب على افضل مقاصد البشرية اهمية).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول البلطيق في حالة قلق خشية مصير أوكرانيا


.. الجيش السوداني يقصف تجمعات للدعم السريع شمالي الخرطوم




.. استمرار المظاهرات في جامعة السوربون دعما لغزة


.. شاب فلسطيني ينقل حرب غزة عبر لغة الإشارة




.. قوات روسية تدخل قاعدة أميركية في النيجر ووزير الدفاع الأميرك