الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطارق الحقد

سامي الحمداني

2010 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



مطارق الحقد[1]

عندما اجتمعت المعارضة العراقية في لندن، لم يكن في ذهن المجتمعين سوى هدف واحد هو إسقاط النظام الذي يكنون له كمية من الحقد الذي ملئ أفواههم قبل قلوبهم.

بالمقابل كان أركان النظام العراقي يعبرون عن حقدهم للمعارضين بالاجتثاث من الحياة كلها ولم يبخلوا في ذلك.

وكان الحاقدون على بعضهم يتراشقون الأحقاد عن بعد، وشاء قدر العراقيين العاثر أن يلتقي الحاقدون جميعا على أرض العراق بعد الاحتلال.

عاد الحاقدون إلى الوطن وفي ذهنهم إن كل ما يوجد في الوطن هو تابع للنظام، فنسوا الأعراف السياسية والدبلوماسية وحتى الأخلاقية، فتخطى حقدهم على النظام وتعداه إلى كل ما يرتبط به، ابتداء من الجيش والشرطة والأمن والأعلام والتعليم وحتى الفن. وبالمقابل ثارت براكين الحقد في نفوس أتباع النظام واعتبروا

كلما بناه نظامهم في الثلاثين سنة السابقة هو إرث لهم ويجب أن لا يتمتع به الحاقدون القادمون مع الاحتلال، فلم يسلم من حقدهم بناء ولا كهرباء ولا مصنع أو حقل. بل تعدى حقدهم على الشعب الذي اعتبر سكوته تأييدا للحقد الوافد.

الحاقدون في النظام الجديد خلقوا لهم أعداء كثر بين مختلف فصائل الشعب سواء من الجيش أو الشرطة وخاصة في أوساط النخبة من الإعلاميين وأهل الفن الذين يمثلون واجهة المجتمع والسلاح المسالم في يد السلطة.

تخندق الإعلاميون المحقود عليهم واتخذوا موقفا من النظام الجديد بعد أن شعروا بالإهمال والإقصاء والعزلة بل وحتى القتل.

أما الفنانون فقد هربوا بجلودهم من نار الحقد المستعرة، وأسسوا لهم مجتمعا فنيا

خارج العراق، واستطاعوا أن يتواصلوا مع تاريخهم الفني ، وأثبتوا إنهم فنانون العراق وليسوا فنانو السلطة.

ولم يسلم العراقيين بعد الاحتلال من جحافل الحقد التي كانت تنتظر الفرصة خارج الحدود ومن كل صوب، فهنالك حقد حرب الثمانية سنين الذي تغلغل في شوارع المدن العراقية والذي تمثل في إثارة الطائفية بطريقة لم يشهدها العراق على مدى تاريخه الطويل. وكذلك حقد غزو الكويت الذي تسرب مع زحف القوات المحتلة من مدينة إلى أخرى، يثأر ويزرع بذور الحقد في كل مكان.

أما الحقد الإسرائيلي فلم يستطع الإسرائيليون أنفسهم إخفاءه، فقد كان حقدا تاريخيا منذ السبي البابلي.

واليوم وبعد هذه التجربة الحقودة المتبادلة المريرة التي أجاعت الشعب وأنهكته، هل يتعظ الحاقدون أصحاب مؤتمر لندن ويثقوا بأنفسهم، وبأنهم الآن هموا أصحاب الحكم والسلطة، ومسئولون عن الشعب والنظام، وينتزعون الحقد من قلوبهم ويتصرفون بمسئولية.

وهل يتعظ حاقدوا النظام السابق ويفهموا التاريخ وتقلباته، وإنهم أصبحوا من الماضي الذي لا رجعة فيه فيتركوا للشعب اختيار من يقوده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصاعد حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع| #غر


.. روسيا تكثف الضربات على محطات الطاقة وكييف تستنجد| #غرفة_الأخ




.. أصوات انفجارات عقب استهداف مستوطنة مرغليوت بصواريخ أطلقت من


.. مظاهرة في مدينة كراتشي الباكستانية دعماً لفلسطين




.. معبر رفح.. مصر تصر على انسحاب القوات الإسرائيلية| #غرفة_الأخ