الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألشعب المصري المجيد والدور المنوط به والمتوخّى منه

محمد نفاع

2010 / 2 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


قد لا تكون هنالك حاجة الى الاشادة بدور الشعب المصري في معارك الامة العربية وقضيتها الجوهرية، قضية الشعب العربي الفلسطيني على مدى عقود عديدة، وكذلك الى الامل الوطيد بهذا الشعب المعطاء.
من معرفتنا وتجربتنا يظهر للعيان ان الاستعمار هو العدو الاساسي لشعوبنا العربية، وقد قام بهذا الدور ولا يزال، ومعه طبعا الحركة الصهيونية المتمثلة بسياسة حكومات اسرائيل المتعاقبة، ولا نبالغ القول ان الحركة الصهيونية هي حركة عنصرية خطيرة جدا وقد تكون من اخطر الحركات على السلام العادل في منطقة الشرق الاوسط وخارجها. كذلك الرجعية العربية التي تواطأت مع مخططات الاستعمار خاصة في سنوات 1936، 1947، وما بعدها في الكثير من المحطات.
كانت زيارة رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو الى جمهورية مصر العربية مؤخرا وفي جعبته ما يلي: الاعلان عن اقامة تسع مستوطنات جديدة في هضبة الجولان السورية المحتلة. واقامة سبع مئة وحدة سكن جديدة في نطاق القدس الشرقية العربية وكذلك ستة شهداء فلسطينيين في غزة والضفة.
كل هذا بمناسبة مرور سنة على العدوان الاجرامي على غزة مع التهديد بشن حرب جديدة على غزة قد تكون اكثر هولا واجراما.
ومن الغريب جدا ان يظهر العهر الصهيوني وكأن الجانب الفلسطيني هو الذي يقف حجر عثرة في طريق الوصول الى السلام العادل والشامل والدائم.
ألواقع انه قلما توجد قضية في العالم اليوم اوضح من قضية الشعب العربي الفلسطيني ايضا بناء على قرارات هيئة الامم المتحدة منذ قرار التقسيم سنة 1947 مرورا بقرار 242 وحتى اليوم. والامر اللافت للنظر ان اسرائيل كانت تخرج بعد كل حرب من حروبها العدوانية بمكافأة وليس بعقاب بسبب موقف نظم الاستعمار خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وامثالها.
لقد وجد الشعب العربي الفلسطيني نفسه يقوم بدور الثور الابيض المأكول، ولذلك تؤكل حقوق بقية العالم العربي في سوريا والعراق ولبنان وغيرها.
من الواضح ن كل الدول العربية والشعوب العربية مستهدفة من قبل هذا العدو اللدود المتمثل بالاستعمار واسرائيل. للشعب المصري وزن سياسي واخلاقي هائل مع بقية الشعوب العربية، والمطلوب والمطروح ليس شن الحروب، بل وضع هذا الثقل للضغط من اجل حل هذه القضية العادلة، وليس المشاركة في مخططات الاستعمار. ان الشروط التي تطرحها اسرائيل والمندرجة تحت خانات "التطبيع" او بدون شروط مسبقة هي شروط حكم قوي في ضعيف بدون اية مصداقية.
قليلة هي الدول التي مارست مثل هذه الاعمال الاجرامية ضد شعب محتل كما فعلت وتفعل اسرائيل، من اقامة مستوطنات عنصرية ومصادرة ارض، وبناء جدار فصل عنصري وتهويد القدس العربية العاصمة العتيدة للدولة العربية الفلسطينية. ونربأ ان يقام جدار فولاذي من قبل جمهورية مصر العربية بينها وبين قطاع غزة المحاصر من قبل اسرائيل بصورة اجرامية. لقد رأينا حملة التضامن العالمية الواسعة مع الشعب العربي الفلسطيني، ومنها الشعوب العربية، ان الشعوب العربية ودورها لا يجب ان ينحصر في خانة التضامن على اهمية هذا النشاط، فالامة العربية هي صاحبة القضية، ونار الاحتلال والاجرام الاسرائيلي طالتها وتطولها. لا نريد ان يكون الجانب العربي مهزلة امام الانسانية وهو صاحب الحق. ان مجرد ممارسة الولايات المتحدة لتبقى اسرائيل متفوقة عسكريا على كل دول الشرق الاوسط هي بحد ذاتها جريمة استعمارية، فمن هنا نفهم غزو العراق ولبنان.
لقد اعطت المقاومة اللبنانية درسا للمعتدي الاسرائيلي ولها كامل الحق في ذلك، فمع كل اضطهاد مقاومة، ونرفض هذه "الالقاب" الاستعمارية في ان كل من يقف حجر عثرة في طريق المخططات الامريكية هو ارهابي. لا توجد سياسة ارهابية اكثر مما تقوم به الولايات المتحدة واسرائيل ضد الشعب العربي الفلسطيني والسوري واللبناني، وكذلك في العراق وافغانستان.
نحن من اجل اعادة الجندي جلعاد شاليط الى اهله، ولكن ماذا مع الالوف المؤلفة من السجناء والاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال!!
نحن نرفض كذلك وكأن الخلاف المؤسف بين الفلسطينيين هو العقبة، فطيلة خمسة عقود لم تكن هذه الخلافات فلماذا لم تحل القضية!! ان محاولة اسرائيل لتجزئة القضية الشاملة للشعب العربي الفلسطيني هي حاولة خبيثة، فان ضرورة فك الحصار، وفك المستوطنات، وهدم جدار الفصل كلها جزء من القضية الجوهرية المتمثلة بالانسحاب الاسرائيلي التام من المناطق المحتلة والاعتراف بحق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس العربية الشرقية وحق اللاجئين العرب الفلسطينيين في العودة الى وطنهم بموجب قرارات الامم المتحدة.
لقد ذاقت الاقلية العربية الفلسطينية التي تعيش في وطنها في اسرائيل الامرّين من سياسة الاضطهاد والتمييز ومخططات الترحيل، لكن الوحدة الكفاحية لهذه الاقلية افشلت وتفشل كافة هذه المخططات. ان الطريق الوحيد والمجرب للوصول الى الحق، هو مقاومة كافة المخططات الاجرامية التوسعية لاسرائيل ومن امامها وورائها الولايات المتحدة الامريكية. كما ان تحييد الانظار الى الخطر الايراني هي اساليب ثعلبية خبيثة. نحن مع شرق اوسط نقي ونظيف من السلاح النووي وسلاح الدمار الشامل، لكن لماذا هذا التركيز على الجميع ما عدا اسرائيل!!
لقد قدمت الشعوب العربية ملايين الشهداء في معركتها ضد الاستعمار، وهي معركة مشرفة فرضت عليها فرضا، لكن الهدف سام ورفيع وهو التحرر والحرية. ومن هنا ثقتنا التامة بوزن ودور الشعب المصري المجيد في المعركة من اجل الحق العادل للامة العربية، فهذه هي كرامة ومصلحة الشعب المصري العريق والمجيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف