الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقلب غوار الطوشي يرتد عليه !

سهر العامري

2010 / 2 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



مثلما جرت عليه العادة فإن المقلب الذي خططت له المخابرات الإيرانية ونفذه أحمد الجلبي بغباء منقطع النظر ارتد عليه اليوم بعدما سمحت الهيئة التميزية التي شكلها البرلمان العراقي لجميع المرشحين والكيانات التي شطبها قلم المخابرات الإيرانية في "هيئة المسألة والعدالة" ، ذلك الشطب المسيس الذي صفقت له الأحزاب الطائفية على مختلف مسمياتها ، ضاربة تبجحاتها الديمقراطية عرض الحائط ، ومهتدية بنظام ولاية الفقيه في إيران وبمجلس صيانة الدستور ، ذلك السيف المسلط على رقاب المرشحين في الانتخابات الإيرانية ، فالذي لا يقبله هذا المجلس يعتبر خارج دائرة المتنافسين حتى لو كانت له حظوظ بين أوساط الناخبين الإيرانيين .
تلك التجربة أرادت إيران أن تنلقها الى العراق وتستخدمها ضد كل من يتعرض الى تدخلها الفض في الشأن العراقي كصالح مطلق مثلا ، ولم يجد العقيد سليماني قائد فيلق القدس والمسؤول عن المنظمات الإرهابية في العراق أفضل من أحمد الجلبي وهيئته التي أكل الدهر عليها وشرب بعد أن تجاوزتها الأحداث في العراق في تنفيذ مهمة التصدي لكل من يتحدى إيران في العراق ، والى كل من يدافع عن العراق كوطن ، والى كل من يمقت الطائفية اللعينة التي صفقت لها إيران وتناغمت معها أحزاب طائفية أحلت الحس الطائفي محل الحس الوطني الذي يجمع العراقيين على مختلف مسمياتهم .
في مقلبه هذا فشل أحمد الطوشي ! تماما مثلما فشل في مقالب أخرى من قبل ، ويبدو أنه شعر بفشله هذا قبل أن تتخذ الهيئة التميزية التي شكلها البرلمان العراقي قرارها بشطب قرارات هيئة المسألة والعدالة وتجتثها من جذورها ، ولهذا السبب هجر العراق وسافر الى بيروت خوفا من عواقب الأمور خاصة بعد أن رأى العين الأمريكية الحمراء التي ظلت تترصد علاقاته بالمخابرات الإيرانية ، تلك العلاقة التي تحدث عنها أكثر من مسؤول أمريكي ، وكان آخرهم قائد القوات الأمريكية بالشرق الأوسط ، بترايوس ، الذي اتهم الجلبي ومدير هيئة التنفيذي علي اللامي على رأس الأشهاد بتلك العلاقة المشبوهة.
لكن العجيب في الأمر أن بعض الأحزاب التي تدعي أنها تمثل شيعة العراق انساقت وراء الجلبي ومقالبه ، وراح البعض منها يدافع بحرارة عن مقلب الجلبي الذي لا يقبله أي عقل سياسي ، وذلك لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر هو عدم وجود هيئة مسألة وعدالة بشكل قانوني ، مصدق عليها من قبل البرلمان العراقي على علاته ، ثم أن هناك أشخاصا قد رشحهم المالكي لإدارة عمل هذه الهيئة لكن البرلمان رفضهم جميعا بسبب تحزبهم في وقت كان يُراد للهيئة أن تكون مستقلة ، وفوق هذا وذاك هو أن علي اللامي ، المدير التنفيذي لهيئة الطوشي ، كان مسجونا لتخابره مع الإيرانيين وهو اليوم مرشح في الانتخابات المقبلة ، وهذان الحالان لا يؤهلانه لاجتثاث الآخرين ، فالحال الأولى : تحرمه من أن يقود هيئة بهذه الخطورة ، والحال الثانية تنزع عنه صفة الاستقلالية ، ولكنه مع كل هذا تمادى في تصريحات حتى وصل به الحال ليقول ، ردا على تصريحات بترايوس التي مرت علينا من قبل ، لو كان بترايوس عراقيا لجتثثته ! بينما راح أحمد الطوشي يبادله الابتسامة من بيروت ومن على قناة الحرة الأمريكية ، وفات اللامي أن بترايوس هو الذي أزاح صدام ، وهو الذي نصب الحكومة ، وهو الذي سمح أن يكون في العراق برلمانا ، فعلام هذا التطاول الفارغ الذي لا يفهم منه غير إرضاء الجانب الإيراني ، فاللامي رغم تبجحاته تستطيع القوات الأمريكية الآن أن تعيده الى ذات السجن الذي وضعته فيه أكثر من سنة.
وها هو يشاهد ويسمع اليوم أن القرار الأخير الذي شطب على قراراته هو القرار الأمريكي الذي اقترحه نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن قبيل زيارته الأخيرة الى العراق ، والذي رأى فيه أن تؤجل مسألة الاجتثاثات الى ما بعد الانتخابات ، وأن يسمح لجميع العراقيين الذين شطبهم أحمد الطوشي أن يشاركوا في الانتخابات القادمة ، وهو ذات القرار الذي أعلن اليوم في بغداد من قبل الهيئة التميزية التي شكلها البرلمان العراقي ، مثلما نقلت ذلك بعض وكالات الأخبار ، وربما ستكون الحال مختلفة بعد الانتخابات حين تختفي هيئة الجلبي وحين يكون اللامي نسيا منسيا ، فالأمريكان لن يغفروا لهما فعلهما هذا الذي جاء على الضد من المشروع الأمريكي الخاص بالعراق ، والذي توجد تصاميمه الأصلية في البيت الأبيض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون