الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملتقى الرأسمالية في اسرائيل

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


على هامش الملتقى السنوي لاجتماع قيسارية:
ملتقى الرأسمالية في اسرائيل !

يعقد أيام (7 – 8 ) تموز في مدينة القدس الملتقى السنوي المعروف باسم "اجتماع قيسارية" باشتراك ممثلين عن القوى الرأسمالية في الاقتصاد الاسرائيلبي أولا وبعض الباحثين الاكاديميين وممثلين عن الحكومة من رئيس الحكومة أريئيل شارون وحتى وزير المالية بنيامين نتنياهو ثانيا ... . هذا الاجتماع هو الاجتماع الثاني عشر لهاذا الملتقى .....فمنذ الاجتماع الاول وحتى يومنا هذا ترسخت في هذا الملتقى الافكار الداعمة للفكر الاقتصادي – الاجتماعي النيوليبرالي ...هذا الفكر يقوم على أساس دعم مخططات الخصخصة لمشاريع وشركات القطاع العام ..بل تصفيتها ونقل الملكية لعائلات تمثل القوى الرأسمالية في المجتمع الاسرائيلي وبعض الشركات العولمية المرتبطة بها أيضا. من يتفحص جدول أعمال المؤتمر يلاحظ أن هذا الجدول يقوم على أساس وضع البرامج الفكرية الداعمة للرأسمالية في طريق سيطرتها على ممتلكات الشعب – القطاع العام – في جميع المجالات ، وتوثيق العلاقة ما بينها وبين القوى الحاكمة..... والهدف مواصلة طريقها الى لهف الممتلكات وزيادة الارباح ....هذا المؤتمر "يهندس" في أبحاثه الوسائل الى ذلك ... ومن أجل تمرير تلك المخططات والافكار توضع بعض البنود الهامشية لبحث قضايا اجتماعية مثل موضوع البطالة مثلا لكن هذه البنود تبحث ضمن الرؤيا العامة للفكر الذي يتبناه هذا المؤتمر


من أجل توضيح ما جاء أعلاه نذكر هنا عناويين جدول أعمال المؤتمر كما نشرها "المعهد الاسرائيلي للديمقراطية " الذي يرعى وينظم المؤتمر كل عام "أسواق ووسطاء ماليين " ، "اصلاحات في الحكم المحلي" ، "نحو الاصلاحات في الجهاز التعليمي " ، "علاقات العمل في ظل المتغيرات "، "البطالة وتقليص الفجوات في الطريق الى النمو الاقتصادي". وغير ذلك من الابحاث واضح لنا نحن الذين نساهم في عملية العراك اليومي مع السياسة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة في اسرائيل أن الهدف من كلمة "اصلاح – اصلاحات" هو خصخصة تلك الفروع والغاء علاقات العمل المنظم وتخفيض اجور العاملين وحقوقهم ، يضاف الى ذلك نقل السيطرة الى القوى الرأسمالية مجانا ليرتفع ثراؤها باطراد . الاصلاحات في الحكم المحلي تعني مواصلة تجويع الموظفين العاملين فيه من قبل الحكومة التي ترفض تحويل اجورهم منذ عدة أشهر ( عرابة البطوف (14) شهرا ) ووقف تحويل الميزانيات الاخرى ، والشرط هو فصل موظفين ، تخفيض أجور الباقين وخصخصة قسم كبير من الخدمات ...أما "الاصلاحات" في التعليم فهي أيضا الدخول الى متاهات المدارس والكليات والجامعات الخاصة ووقف أي تعليم حكومي وبذلك يصبح هذا الفرع أيضا في خانة الربح والخسارة الرأسمالية وليس ضمن المسؤولية الحكومية ، منذ فترة وجهاز الصحة يتماوج في مسيرة الخصخصة لدرجة أن الوضع وصل الى مرحلة متقدمة فمن لديه المال يحصل على خدمات طبية متطورة وفورية ومن يفقده فعليه الانتظار طويلا وربما تكون فترة الانتظار هذه طويلة لدرجة أن المريض – المواطن يفقد حياته قبل تلقيه العلاج ....هذا صحيح أيضا بالنسبة للشرائح الضعيفة وخدمات الرفاه الاجتماعي التي أصبحت تملكها شركات خاصة همها الاول والاخير هو الربح ولا غيرالربح .... وبذلك يتعرض المواطن المحتاج الى الخدمات ، الى مزاج الربح هذا، وليس الى ضرورة حصوله على الخدمات اللائقة ....

الحديث عن هذا المؤتمر السنوي يعيدنا الى قساوة الواقع الذي نعيشه فنتائج المؤتمرات السابقه أدت الى تشجيع سياسة الحكومة الداعمة للقوى الرأسمالية .... أدت الى استمرار الارتفاع في عدد الاغنياء في المجتمع الاسرائيلي وزيادة تراكم أرباحهم – رأسمالهم (في السنه الاخيرة فقط ارتفع عدد الاغنياء من أصحاب الملايين بنسبة 20% مقابل اتساع رقعة الفقر بنسبة مماثلة أي اضافة الف مليونير جديد مقابل 1,3مليون شخص تحت خط الفقر) ويكفي أن نذكر هنا مشاريع الخصخصة الكبيرة التي أدت الى نقل الملكية على كبرى الشركات الحكومية لأصحاب الرساميل بواسطة تقديم قروض لهم من الحكومة بواسطتها "يتملكون" أسهم الشركة والتي تخمن بأسعار منخفضة وبعد عام أو عامين يبيع هذا المتمول – الرأسمالي الشركة بسعر مضاعف ثم يسدد القرض ويرصد عشرات ملايين الدولارات في حسابه الخاص من هذه الصفقة وبذلك يحصل على ممتلكات الشعب – القطاع العام ..هدية وعليه الاهتمام بسداد جزء منها لمن أهداه اياها –أي من كان في الحكم – ويكفي أن نذكر هنا مثال واحد وهو شركة الكيماويا ت التي اشترتها عائلة آيزنبرغ (من الرأسماليين الكبار في اسرائيل وله شركات عدة في العالم منها شركات مشتركة مع بعض المتمولين العرب) بمبلغ 200 مليون دولار وحصلت على هذا المبلغ كقرض من البنك الذي تملكه الحكومة وبعد فترة وجيزه باعت الشركة بمبلغ أضعاف المبلغ الذي اشترت به الشركة وسددت القرض للبنك ورصدت ملايين الدولارات في حسابها الخاص (للتوضيح قيمة الشركة اليوم 2,4مليار دولار ) . هذا مثال واحد للترابط العضوي ما بين الرأسمال والحكم ، قضية أخرى ساخنة اليوم تهم الفساد التي وجهت لرئيس الوزراء اريئيل شارون وعائلته وارتباطه في صفقات مالية مشبوهه مع قوى رأسمالية ....اعفاء المستشار القضائي للحكومة لعائلة شارون لم يعفها من أوساخ الفساد هذه ....

الحركات الاجتماعية تعقد في كل عام مؤتمرا موازيا لهذا المؤتمر الرأسمالي الذي تقدم فيه الوجبات الفاخرة جدا ... تطرح من خلاله الحلول البديلة اقتصاديا واجتماعيا وتجري مناقشات يساهم فيها خبراء وعمال ونقابيين يقدمون الحل البديل القائم على اساس، العدالة الاجتماعية والتكافل، ورفض الفساد والالتحام القائم ما بين قوى الرأسمال والقوى الحاكمة المتبني لفكر الليبرالية الجديدة ..الذي يؤدي في المحصلة الى زيادة عدد القلة من الاغنياء وتوسيع العدد الكبير للفقراء ...حتى الآن لم تستطع هذه الحركات – الاجتماعية والنقابية – من توسيع دائرة الدعم لها ولم يتحول نشاطها الى نشاط جماهيري يهدد كيان القوى الحاكمة وحلفاءها الرأسماليين ...خاصة وأن البعض من هذه الحركات "يعتاش" من تبرعات بعض الرأسماليين ممن يصفون أنفسهم بأن لديهم حساسية للقضايا الاجتماعية .....

أمام هذا التناقض والاستقطاب في المواقف لا بد أن نواصل معركتنا ضد السياسية الاقتصادية القائمة على الفكر الليبرالي الجديد ، خاصة وأننا نتسلح بفكر العدالة الاجتماعية والمفاهيم الاشتراكية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيلين ديون تكشف عن صراعها من أجل الحياة في وثائقي مؤثر


.. -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين




.. نيويورك تايمز: تجاهل البيت الأبيض لعمر الرئيس بايدن أثار الج


.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مسعود بزشكيان




.. بزشكيان يحصل على 42 % من أصوات الناخبين بينما حصل جليلي على