الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الرأسمالية والاشتراكية

مصطفى عبيد

2010 / 2 / 5
العولمة وتطورات العالم المعاصر


مصر بين الرأسمالية والاشتراكية

هل نحن مجتمع رأسمالى ؟؟ . هل يمكن ان نطلق على الاقتصاد المصرى اقتصاد حر ؟ وإن كان ذلك صحيحا فما هى مظاهر الحرية ؟ وإن لم يكن فماذا نسمى اقتصادنا وكيف نصنفه ؟ إنها تساؤلات منطقية تتكرر فى كل أزمة وتتضح عند كل مشكلة . لا يمكن ان يكون هذا الاقتصاد حرا ، إنه عشوائى . وكما اننا لم نعرف الاشتراكية الحقيقية خلال حقبة الستينيات التى ادعى فيها نظام الحكم انه اشتراكى صرف ، فإننا لا نعيش الآن فى ظل اقتصاد حر كما يطنطن المطنطنون ويخرف المطبلون والزمارون .

أين ذلك الاقتصاد الحر الذى يدعّونَّه والاسعار تتأُثر بآليات العرض والطلب صعودا فقط ! ترتفع الاسعار العالمية فترتفع الاسعار المحلية وعندما تتراجع الاسعار العالمية تظل الاسعار المحلية على نفس مستواها ان لم ترتفع . أين الاقتصاد الحر من رجال اعمال سلطويين استمرءوا فساد الحكومة واستولوا على الاراضى و"سقعوها " ونهبوا البنوك وتهربوا من الضرائب ، ولم يقدموا لمجتمعاتهم خيرا الا فى اطار " المنظرة " والتفاخر .!! كيف يمكن الادعاء بأننا فى مجتمع رأسمالى ولا توجد شبكة للضمان الاجتماعى تجعل الفقير يحيى حياة طيبة ولا يضطر الى التسول والسرقة ..إن أهم مقومات الاقتصاد الحر الذى كان الليبرالى العظيم الدكتور سعيد النجار يبشرنا به قبل عشرين عاما هى الحقوق الاساسية للمواطنين فى التمتع بتأمين صحى حقيقى ، وتعليم جيد ولائق ، واحترام حقوق وآدمية الانسان . فى الاقتصاد الحر لا تغيب الدولة تماما _كما يروج بعض الجهلاء_ وإنما تبقى ضابطة ومنظمة ومراقبة للانتاج والتجارة . كما تبقى يد الدولة قابضة على الخدمات الاساسية ومنتجة لكثير من السلع الاولية .

فى العهد الناصرى بشروا الفقراء باشتراكية صادقة تحقق العدالة وتلغى الفوارق الطبقية ، وكان ما جرى بعيدا عن اى عدالة فقد استبدلت طبقةالاعيان والباشاوات بطبقة منافقى السلطة ال"نفورييش" كما يسميهم علماء النفس ، والذين لم يكتفوا باغتصاب حقوق اثرياء العهد السابق وانما طاحوا فى خلق الله نهبا وابتزازا . وفى الايام الحالية بشرونا بالاقتصاد الحر والرأسمالية الناهضة التى ستوفر فرص العمل وتحقق التنمية ، ولم نشهد سوى الغش والنهب وتسقيع الاراضى والاحتكار. وبين التجربتين الاشتراكية والرأسمالية فى مصر كان العيب فى التطبيق وليس فى ال"نظرية " كما يقول لينين .

إن الحكيم الصينى زياو بنج يقول " لا تهم القطة ان كانت سوداء ام بيضاء ، المهم انها تصطاد الفئران " ولاشك ان العيب لم يكن فى التجربة الاشتراكية فى مصر الستينيات ، ولا هو فى تجربة الاقتصاد الحر فى مصر اليوم . إن المشكلة الحقيقية فى النظام السياسى الذى يطبق اى نظام . والله اعلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع