الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهيار وحيدا على قارعة الطريق - قصة قصيرة مهداة الى الصديق أكثم نعيسة

كامل عباس

2004 / 7 / 4
الادب والفن


بين طرطوس ودمشق مسافة بعمر الورد . تضيق على مهيار أحيانا ليصبح حبة رمل مفروكة بين الجفنين , وتتسع أحيانا أخرى لتحتضن العالم بأكمله , قلب مهيار في طرطوس مع الحبيبة والبحر وعقله في دمشق مع بردى والمعذبين في الأرض , وبين العقل والقلب تهيم روح مهيار أكثر من مرة جيئة وذهابا على الطريق .
مهيار موظف بسيط في العاصمة لم يستطع رغم كل ما بذل من جهد أن تتحول وظيفته الى مدينته الساحلية .
هذا الأسبوع كان لرحلته طعم خاص .
استيقظ مهيار باكرا وتمكن من حجز مقعد له في باص شعبي كالعادة (هوب – هوب ) قبل ان ينطلق من المحطة . كان الزحام شديدا أكثر من المعتاد هذا اليوم . لم يصل الباص الى مشارف مدينة تل كلخ حتى امتلأ الممر بالركاب الواقفين , بدأ الهمز واللمز حول جشع أصحاب الباصات وطمعهم وشارك معهم مهيار مع انه أقل تضررا كونه يجلس على مقعد , مع ذلك استمر سيل الوافدين من مفارق عديدة , بدأوا بالتحدث مع بعضهم من أجل الاحتجاج وعدم استقبال أي وافد جديد .
عندما توقف الباص وصعد راكب جديد انفجر غضب مهيار وصاح بالسائق .
- ما أقل ذوقك أصبحنا مثل المكدوس داخل قطرميز
- وكل الله ياشيخ , حرام نقطعهم في الطريق , خطي .
- قلبك على الناس . انت كذاب تريد أن تصبح بين ليلة وضحاها مليونير
- لا الظاهر صاحبنا مثقف . فذلوك . ما عاجبك انزل وخذ تكسي يامعلم
- لن أنزل ولن نسمح لك بالتوقف مرة أخرى . هناك باصات كثيرة غيرك
- أطفأ السائق محرك الباص وأقسم أنه لن يكمل الرحلة مادام هذا ال.... فيه
كان يظن مهيار أن الجميع وخاصة الواقفين سيربطوا مصير رحلتهم به, ولكنه فوجئ حين انقلبت الأنظار باتجاه هو كأنها ترجوه ألا يعطل وصولهم الى أعمالهم في الوقت المناسب .
لايدري كيف وجد مهيار نفسه خارج الباص . لكن دمعة كبيرة تدحرجت على وجنتيه عندما تطلع الى الباص الذاهب الى دمشق بدونه .
كامل عباس
اللاذقية – أوائل تموز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال