الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنوثة...!

جلال نعيم

2004 / 7 / 4
الادب والفن


أنا إمرأة بلا أشرعة ..
أو هكذا قال لي (ألرّجل) ألمُعلّق مثل مسمار في حجرتي ، أو هذا ما قالته لي عيناه ، ربما لأنّه يصمت ليراقب ، أو يراقب ليحلّل دون أن ترتجف له شفة ، أو ترمش له عين ، قال لي مرّة " إنّكِ تجدّفين بألإتجاه ألذي تريدين دون أن تثنيكِ ريح او حتى عاصفة ! " (رأس ناشف) هو ما خرجت به من ألدنيا ، أو من تلك ألبلاد ألبعيدة ( أليست هي ألدنيا ؟! )
كنتُ اقول لا ، وأوافق نفسي دائماً ، إلإ إن نفسي لا توافقني وتروح لتتمرّد عليّ ، ربّما لأنّه ألمسمار نفسه ، ألمُعلّق في كلّ ألحجرات ألتي أسكنها ، هكذا ، حتّى بلا إذن أو مُقدّمات ، وحتّى بلا بداية .. هل أبحث عن نهاية ؟! لا نهايات عندي ، كما إنّه ليس خياري ألذي أجدّفُ إليه قدرَ ما هو ما أجده وأنا أرسو عند كلّ ساحل ، بحاجبيه الكثيفين أو من دونهما ، بصمت أو بدونه ، مسمار مُتسمّر ومُتَمَسمر على حائط حجرتي أو في راحة يدي مادام هو نفسه مَنْ يُحدّق و يراقب ويُحلّل ، بينما لا أملك أن أخفي شيئاً ، فأنا واضحةٌ مثل زورق وحيد في نهرٍ عار ، بلا أشرعةٍ طبعاً ، كما قال أو كما أوهمني ، فما عدتُ أميّز من أيّ ضفّةٍ جئتُ ، وإلى أيّ ساحلٍ أمضي ، وكأنّها مسافتي ألتي لا تكتمل إلإ به ، بعينيه ألمُقفلتين أو ألدامعتين أو ألبرّاقتين بغضبٍ لا يندمل ولا يقوى على تفجيره مثل أيّ مسمار عُلّق على حجرة أو في راحة يد ، وأقصد يدي ، يدي ألتي دأبت على ألتجديف وما ملّت منه ، لتجده في آخر ألدرب مثلما تركته في أوّله ، يُحدّق ويُراقب ويُحلّل ، رغم أنّي أكثر وضوحاً من زورقٍ بعيد و .. وحيد ، يُشيّد سماواتٍ بلا عواصف ومجاذيف بلا أذرع ، يتطّلع إلى أفق بلا صلاواتٍ أو أمنيات .. هكذا .. مثل فراغٍ مُطلَق ، أو أبعادٍ بلا بوصلات ، ولكنّه حتى عندما يشمّ في ملابسي ألداخليّة رائحة زورقٍ آخر ، أو طعم أمنية ، يلوذ بصمته وتحديقه ، بينما تندلق أللّذة مثل عسلٍ أحمر .. وأتشجّع فلا أخفي حُمرة تصعد إلى خدودي أو دهشة تتسلّل ألى أصابعي مُلامسةً ذاك ألزورق ، بملابس أو بدونها ، حيث برودة ألخشب وصلابته وروعة ألخلاص أو لوعته ، أو حتى مُجرّد دفئه وهو يتموّج فيّ مثل نهر ، وأنا أراقص ذراعيّ وأرفع صدري مُستقبلةً عواصفه مثل شراع ، بينما يدبّ فيّ مثل طفل أو دُمية أو بحرٌ أشتهيه فألقي مجاديفي فيه بكلّ لوعة ألمسامير ألمحفورة على جسدي ، أهتفُ فيه بصمتٍ أن "خذني" ، وأتأوّه ولا أهمس ، وأتهادى في ريح .. بيضاء مثل حمامة ، تتهجّى روعة ألتحليق ، تخترقني ألسماوات ألواحدة بعد ألأخرى ، حيث أسجد ولا أصلّي ، بينما أحلّق بين ألقارّات بلا حجراتٍ أو مسامير ، ولا حتّى ملابس تتضمّخ بعطر هالة من بياض مستحيل ، أغرقُ فيه ولا أجدّف ، لأنّ لجريانه فيّ عُمقَ نهر ونعومة خشب أوغلُ فيه لأتنفّس مثل إمراة ، وأسيل مثل أنثى ، وأتأوّه ولا أصرخ ، حتّى يتكاثف فيّ ، في جمجمتي غيمٌ أزرق ، أحلم به ولا أدّعيه ، أتوسّده مثل حمامة وأعانقه كموج لأتيه وتهطل أمطاري بهيئة زخّةٍ وصراخ وزخّةٍ وصراخ آخر ثمّ .. زخّة وأنين .. هكذا في عرض بحر ما ، ومن دون بلادٍ بعيدة ، وبلا مسامير أو حجرات ..
" عفواً .. هل قلتَ أنّي بلا أشرعة ؟ "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي


.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال




.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا