الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاميرا شابة توثق مبادرات شابة

ختام نعامنة

2002 / 7 / 6
الادب والفن


فيلم جديد لفيديو 48

كاميرا شابة توثق مبادرات شابة

هناك مجموعات شابة اخذت على عاتقها ان تشق درب التغيير في الوسط العربي حتى ولو كان هذا في "الاشياء الصغيرة". ويتجلى هذا في بناء بدائل واطر مستقلة ترفيهية ثقافية وسياسية. وقد جذبت هذه الاماكن شبابا من القرى والمدن العربية الاخرى، رغم انها، او ربما لانها تعارض العادات والتقاليد. يعالج الفيلم الجديد لفيديو 48 المبادرات التي يطرحها هؤلاء الشباب لتغيير الوضع الذي يعيشون بعد ان يئسوا من جو الاحباط واللامبالاة السائد.

 

ختام نعامنة

 

ما الذي يهم الشباب العربي اليوم، ما الذي يشغل تفكيره، وما شكل سلم افضلياته بعد انهاء تعليمه؟ كيف يرى ويخطط مستقبله، وكيف تؤثر الاحداث السياسية الاخيرة، وخاصة انتفاضة اكتوبر، على حياته؟ كل هذه الاسئلة يطرحها الفيلم الوثائقي الجديد الذي يعمل على اعداده وتصويره طاقم فيديو 48.

من خلال التحقيق الذي اجريناه اعدادا للفيلم وجدنا ان هناك مجموعات شابة اخذت على عاتقها ان تشق درب التغيير في الوسط العربي حتى ولو كان هذا في "الاشياء الصغيرة" كما تقول. ويتجلى هذا التغيير في بناء بدائل واطر مستقلة بعضها ترفيهي او اجتماعي وبعضها ثقافي وسياسي، ليجد الشباب العرب انفسهم فيها ويتمكنوا من التعبير عن انفسهم ومشاكلهم. يعالج الفيلم الجديد المبادرات التي يطرحها هؤلاء الشباب لتغيير الوضع الذي يعيشون بعد ان يئسوا من جو الاحباط واللامبالاة السائد.

المثير ان المجموعة التي تعمل على انتاج الفيلم من اول مراحله لآخرها، هي ايضا مجموعة من شباب مدينة الناصرة الذين انهوا تعليمهم الاكاديمي، وهم حلا عبد الهادي ومنال جبور ونزار بطحيش، بالاضافة الى كاتبة هذه السطور، وبارشاد شارون هارودي المصوّرة والمحاضرة في معهد "كاميرا ابسكورا" بحيفا. ويعتبر هذا الفيلم الوثائقي الاول الذي تعده هذه المجموعة. وقد اخذ الطاقم الشاب على نفسه فحص مضامين المبادرات التي يقوم بها الشباب العرب بهدف تغيير حياتهم بانفسهم.

 

بين الانتفاضة والمقهى

كيف ولدت فكرة الفيلم؟ في السنوات الثلاث الاخيرة ولدت في مدينة حيفا ظاهرة جديدة تمثلت بمبادرة شباب عرب لاول مرة الى بناء اطر ثقافية وترفيهية عربية لشباب مثلهم. وتضمنت هذه الاطر المقاهي الليلية وعقد الامسيات والندوات الثقافية والحفلات الراقصة التي تحييها الفرق الموسيقية العربية سواء الراب او الروك العربي وغيرها.

وقد لاقت هذه الظاهرة تشجيعا كبيرا من الشباب العرب ليس في حيفا فقط، بل جذبت شبابا من قرى ومدن عربية اخرى، رغم انها، او ربما لانها تعارض العادات والتقاليد، ولانها من جهة اخرى تشكل مزيجا من الثقافتين الغربية والشرقية، اذ يستمع الوافدون لهذه الاطر الى اغاني عربية بزي موسيقى غربية حديثة.

الاسباب الرئيسية التي ساهمت في توسيع ظاهرة المقاهي والحياة الثقافية العربية المستقلة كانت انتفاضة الاقصى الاخيرة. فقد أدت الانتفاضة الى صحوة في اوساط الشباب العرب الذي افاق من وهم التعايش العربي اليهودي المزيف الذي ساد الشارع العربي منذ اتفاق السلام الوهمي. لقد توصل الشباب لاستنتاج بان الدولة لم تغير سياستها تجاه العرب، فاندفعوا للمشاركة في الانتفاضة واعلنوا انقطاع العلاقات الاجتماعية بينهم وبين اليهود. بعد مقتل 13 شابا عربيا برصاص الحكومة، لم يعد بمقدور الشباب العرب مواصلة حياتهم وكأن شيئا لم يكن، فراحوا يبنون لانفسهم بيئة ثقافية تلبي احتياجاتهم الاجتماعية.

 

مبادرات شباب الناصرة

اذا كانت المبادرات الحيفاوية صادرة عن افراد، فقد تبين ان مبادرات شباب الناصرة تأتي تعبيرا عن عمل جماعي. وتتألف هذه المجموعات من شباب تتراوح اعمارهم بين 20 و30، غير متزوجين، معظمهم انهوا تعليمهم الاكاديمي او ما زالوا يدرسون في الجامعات والكليات. ويتطوع هؤلاء الشباب في مجالات متنوعة يعتقدون انها تنقص المجتمع العربي الشاب، ومن ذلك مجال الموسيقى والسينما والمعارض، والفعاليات الثقافية والاجتماعية والمحاضرات التربوية.

ما يميز هذه المجموعات ضعف العنصر النسائي فيها. فعدد الشابات فيها قليل او يكاد يكون معدوما. وليس هذا وليد الصدفة، بل يدل على المشكلة الكبيرة التي يعاني منها مجتمعنا، وهي تعجيز النساء والفتيات عن اخذ دور اكثر فاعلية في المجتمع.

المثير ان المجموعات تعترف بنقطة ضعفها هذه. وكما يقول الشباب، فانهم يعملون على تشجيع الفتيات على الانضمام الى الاطر التي يؤسسونها بمزيد من المشقة وبدعم محدود من الاصدقاء والبيئة القريبة.

ولا تتعرض الفتيات وحدهن للضغط. فشباب الراب ايضا يواجهون تذمر اهاليهم واستيائهم من الموسيقى التي يعتبرونها صخبا وصراخا، رغم ان الجيل الجديد يرى فيها وسيلة مثلى للتعبير عن مشاكله ببساطة.

بين الدوافع المهمة التي كانت وراء تشكيل هذه المجموعات، كما يقول معظم المشاركون في الفيلم، هي تعامل الدولة مع المواطنين العرب كمواطنين من الدرجة الثانية. كما عبر الشباب عن عدم ثقتهم بالقيادة العربية لانها لا تطرح اجوبة حقيقية لمشاكلهم. ولكن من الملاحظ ان اعضاء المجموعات يتجنبون الحديث في السياسة، ولا يأخذون على عاتقهم طرح بديل لهذه القيادات.

وتعبر هذه المجموعات عن الصراع الداخلي الذي يمر به المجتمع العربي. فمجتمعنا المحافظ يكرس العادات والتقاليد من خلال سيطرة العائلة على الشباب، اما الشباب فيسعون للتمرد على هذه العادات والتقاليد البالية وتغييرها.

 

ماذا نريد من هذا الفيلم؟

يرى فيديو 48 في المبادرات الشابة تعبيرا عن نقلة ايجابية نحو التغيير، لذا فهو يعمل على مواكبتها، لكشف مدى جديتها وعمق التزامها بالمجتمع وليس بالافراد او بشريحة الشباب فحسب. هدف الفيلم معرفة مدى مساهمة هذه المبادرات في تقريب مجتمعنا من التطور والتحرر، بدل الانغلاق الطائفي او الاكتفاء باتهام الدولة الصهيونية بكل مشاكله.

 

من هي مجموعة فيديو 48؟

جاءت مبادرة طاقم "فيديو 48" للفيلم الوثائقي حول الشباب العرب، بعد نجاح فيلمه الاول "صفيح ورخام"، الذي يعالج قضية قرية رمية غير المعترف بها. وقد عرض الفيلم في البلاد وخارجها في اهم مهرجانات الافلام الوثائقية الدولية.

بعد التجربة الاولى، قررت مجموعة فيديو 48 تطوير طاقم جديد من الشباب والشابات العرب، وتأهيلهم لصنع افلام وثائقية وغيرها، كوسيلة لفهم مشاكل الجماهير العربية داخل اسرائيل، وايصال الرسالة الى العالم لخلق رأي عام يدعم القضية العربية.

ويعكف فيديو 48 هذه الايام على صنع فيلم وثائقي يعالج مشكلة البطالة في الوسط العربي في عهد العولمة والخصخصة، ويوثق النضال الذي تقوده جمعية معاً من اجل فتح اماكن العمل امام العمال العرب.

 

 تموز 2002 العدد154 - ِالصبار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟