الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


. ديمقراطية الراسمال .ديمقراطية للقمع السلب .النهب والاستغلال

فلاديمير لينين
(Vladimir Lenin)

2010 / 2 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ديموقراطية المجتمع الرأسمالي هي ديموقراطية لأقلية ضئيلة، ديموقراطية الأغنياء. وإذا ما أمعنا النظر في آلية الديموقراطية الرأسمالية، رأينا في كل شيء وفي كل خطوة – في التفاصيل" التافهة " – التافهة حسبما يزعم – للحق الانتخابي (قيد الاقامة، استثناء النساء، الخ)، وفي طريقة عمل المؤسسات التمثيلية، وفي العقبات الفعلية القائمة في وجه حق الاجتماع (الأبنية العامة ليست « للصعاليك » !) وفي التنظيم الرأسمالي الصرف للصحافة اليومية والخ.، والخ.، نرى الديموقراطية مغلولة بقيد فوق قيد. وهذه القيود وعمليات الشطب والاستثناءات والعقبات المقررة بالنسبة للفقراء تبدوا تافهة لا سيما في نظر من لم يعرف بنفسه العوز قط ولم يعرف عن كثب حياة جماهير الطبقات المظلومة (وهذا هو حال تسعة أعشار، إن لم يكن تسعة وتسعون بالمائة من الصحفيين والساسة البرجوازيين)، ولكن هذه القيود بمجملها تبعد وتدفع الفقراء عن السياسة، عن الاشتراك النشيط في الديموقراطية.
لقد أدرك ماركس بكل الوضوح فحوى الديموقراطية الرأسمالية هذه، إذ قال في تحليله لخبرة الكومونة: يسمح للمظلومين مرة في كل عدة سنوات بأن يقرروا: مَن مِن ممثلي الطبقة الظالمة سيمثلهم ويقمعهم في البرلمان !
ولكن التطور إلى الأمام، من هذه الديموقراطية الرأسمالية – الضيقة حتما والتي تبعد الفقراء خلسة والتي هي، بسبب ذلك، نفاق وكذب كلها – لا يجري ببساطة، مباشرة ودون عقبات في اتجاه " ديموقراطية أوفى فأوفى " كما يصور الأمر الأساتذة الليبراليون والانتهازيون صغار البرجوازيين. لا. إن التطور إلى الأمام، أي نحو الشيوعية، يمر عبر ديكتاتورية البروليتاريا، ولا طريق له غير هذه الطريق، لأنه ما من طبقة أخرى أو طريق آخر لتحطيم مقاومة المستثمِرين الرأسماليين.
وقد أفصح انجلس عن ذلك بجلاء رائع في رسالته إلى بيبل إذ قال كما يذكر القارئ: أن البروليتاريا بحاجة إلى الدولة لا من أجل الحرية، بل من أجل قمع خصومها، وعندما يصبح بالإمكان الحديث عن الحرية،" عندئذ لن تبقى الدولة ".
ديموقراطية من أجل الأكثرية الكبرى من الشعب وقمع بالقوة، أي استثناء المستثمِرين، ظالمي الشعب من الديموقراطية، – هذا هو التغير الذي يطرأ على الديموقراطية أثناء الانتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية.
وعلى ذلك نرى أن الديموقراطية في المجتمع الرأسمالي هي ديموقراطية بتراء، حقيرة، زائفة، هي ديموقراطية للأغنياء وحدهم، للأقلية. أمّا ديكتاتورية البروليتاريا، مرحلة الانتقال إلى الشيوعية، فهي تعطي لأول مرة الديموقراطية للشعب، للأكثرية، بمحاذاة القمع الضروري للأقلية، للمستثمِرين. والشيوعية وحدها هي التي تستطيع أن تعطي الديموقراطية كاملة حقا، وبمقدار ما تتكامل بمقدار ما تزول الحاجة إليها فتضمحل من نفسها. .
وبعبارة أخرى: في ظل الرأسمالية نرى الدولة بمعنى الكلمة الأصلي، بمعنى آلة خاصة لقمع طبقة من قبل طبقة أخرى، وبالتحديد: قمع الأكثرية من قبل الأقلية. وبديهي أن هذا الأمر – قمع الأكثرية المستثمَرة بصورة دائمة من قبل الأقلية المستثمِرة – يتطلب لنجاحه منتهى الشراسة، منتهى الوحشية في القمع، يتطلب بحارا من الدماء، وهذا هو الطريق الذي تسير عليه البشرية وهي في حالة العبودية والقنانة والعمل المأجور. .
لينين .. المؤلفات الكاملة
الطبعة الروسية الخامسة
المجلد 33،
ص ص 1-120.
الدولة والثورة .1918
الطبعة الثانية
ترجمة لطفي فطيم
الهيئة المصرية العامة للتاليف والنشر
اعداد للنشر
جاسم محمد كاظم
[email protected]
مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار
http://www.ahewar.org/lc/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا حكم متطرف ضد الديموقراطية ومحكوم بظروفه!؟
سليم نصر الرقعي ( 2010 / 2 / 6 - 15:09 )
أنا أفهم جيدا ً نظرة الماركسية للديموقراطية التي قامت في ظل المجتمعات الرأسمالية ولكن هذه الأفكار والأحكام العامة والمطلقه والقاسية والمتعسفة وغير الموضوعية التي أطلقها -ماركس- ورددها -لينين- من بعده وكل المفكرين الماركسيين هي أفكار وأحكام ترتبط بزمان ومكان وملابسات وظروف أصحابها وأنا أزعم لو أن رجلا ً مفكرا ً في مستوى- ماركس- أو حتى -لينين- عاش زماننا وواكب المتغيرات التي حدثت في المجتمعات ارأسمالية الديموقراطية وشاهد نتائج ومحاولات تطبيق نظرياته وأفكاره في الواقع لكان طور وحور فكره وإتخذ مثل ما فعلنا بين ذلك قواما!؟ .. فالرأسماليه ليست كلها شر والشيوعية والإشتراكية ليست كلها خير .. والمفكر الحر لا تستعبده القوالب الأيديولوجيا الجاهزة بل يبحث عن العدالة والحكمة والخير أينما وجدها ولا يكون مجرد -حشوي- يحفظ النظريات كمحفوظات ويرددها كالببغاوات ويصر على أنها الحق المطلق وكل ما دونها باطل لا لشئ لا لأنها قائلها هو -ماركس- أو -آدم سميث-!..والعاقل من إستمع للجميع وفكر وقدر وإختبر وفحص هذه الأفكار ونظر إلى نتائج تطبيقاتها في حياة الناس فليس كل ماهو جميل مفيد كما أن ليس كل ما كان يلمع ذهب !؟


2 - ولازالت ديمقراطية الراسمال مثلما قال لينين
جاسم محمد كاظم ( 2010 / 2 / 6 - 16:12 )
مليئة بالغش والسلب والقمع والكذب وهي ديمقراطية المالك المتسلط الذي يملك الراسمال والنفوذ والقوة وصدق لينين في كل نبوئاتة الخالدة . ولازالت ديمقراطية الراسمال مثلما قال لينين

اخر الافلام

.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال