الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كان صديقي شيوعيا

خضير حسين السعداوي

2010 / 2 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اكتب ونحن نقترب من أسوء حدث في تاريخ العراق المعاصر ألا وهو الانقلاب الأسود يوم الجمعة الدامي 8 شباط 1963 عندما نجحت قوى الشر لتطيح بقوى التحرر والديمقراطية وزعيمها المرحوم عبد الكريم قاسم ومنذ ذلك التاريخ وحتى معجزة 9 نيسان 2003 والعراقيون يدفعون ضريبة الدم أما على أعواد المشانق وبتيارات القوى الوطنية المحبة للعراق كوطن للجميع أو حرقا باتون الحروب التي سجر نيرانها البعثيون الفاشست أو بأذنابهم لحد ألان من الإرهابيين والتكفيريين وبقايا البعث ألصدامي ...في ذلك اليوم ألشتائي البارد وكانت سحب الغيوم تحجب الشمس لتهب رياح باردة كنا تحتمي من البرد بأثوابنا وبنيران المواقد والدخان يملا غرفنا الطينية ننتظر أبائنا الذين ذهبوا إلى فرن الخبز في إحيائنا الفقيرة والذي جادت به ثورة تموز علينا كنا ننتظر الخبز الحار لنحسيه مع الشاي الذي توسط إبريقه كتلة الجمر الملتهبة كان يوم جمعة وقد تأخرنا في نومنا أو أنها العطلة الربيعية لم نكن صياما بينما أبائنا وأمهاتنا كانوا صياما كان المذياع الذي نتباهى به قد عملنا له رفا على الحائط الطيني بجانب صورة الزعيم الذي تم تعليق صورته ولصقها على الحائط الطيني بصعوبة انتهى من القران الكريم وبدا برامجه الاعتيادية فوجئنا بان أبانا وأمنا صعقا عندما قطع الراديو بثه ليعلن وبصوت أجش البيان رقم 1 يعلن الاطاحه بعبد الكريم قاسم واخذ يتناوبان على إذاعة البيانات هذا الرجل ذو الصوت الأجش وامرأة لا اعرف اسمها تبين بعد ذلك أنها يسرى ثابت أعلن البيان وبشكل كاذب أن الزعيم عبد الكريم قاسم قد قتل وسبحان الله أن أول عمل يبدأ به البعثيون قائما على الكذب والخداع حيث أن الزعيم يومها كان حيا يرزق وتحيط به الجماهير الفقيرة وهو يتوجه إلى وزارة الدفاع كنا ننظر إلى وجوه آبائنا التي اعتلتها الحيرة والغضب أما أمهاتنا فقد كان النحيب طريقا إلى قلوبهن وكأنهن فقدن احد أبنائهن لتبدأ معهن رحلة لبس السواد....أين يذهب والدي خرج إلى الشارع ليبدأ التجمع في رؤوس الشوارع والازقه ويبدأ الغضب الجماهيري في مدينتي بمظاهرات عفويه جلها من الفقراء من العمال والفلاحين والكسبة تجوب الشوارع بهتاف(( ماكو مؤامرة تصير عين الشعب مفتوحة)) وكثيرا من المظاهرات اعدت بعد ذلك بشكل منظم تولى قيادتها الشيوعيون في المدينة أنا اعتقد وقد يكون جزء من هذا الاعتقاد صحيحا أن اغلب الجماهير التي كانت تؤيد الحزب الشيوعي تحبهم حبا للزعيم عبد الكريم قاسم الذي اقترن اسمه بالشيوعيين على الرغم أن الرجل لم يكن شيوعيا أقفلت المحال التجارية والأسواق ودوائر ألدوله ونزلت أعداد كبيرة من الفلاحين الفقراء والذين لم تدم فرحتهم طويلا بقانون الإصلاح الزراعي الذي شرعته الثورة والذي حررهم من عبودية الإقطاع كان المتظاهرون يجوبون الشوارع يحملون صور الزعيم بضحكته الخجولة وكنا على صغرنا نشارك في المظاهرات التي كنا نعتقد أنها ترجع الزعيم كي ترجع ابتسامة آبائنا والمذياع يصرخ بترديد عبارة تم القضاء على عبد الكريم قاسم اتجهت المظاهرات صوب مركز الشرطة والذين تحصنوا في المركز وجرى إطلاق نار قتل وأصيب عدد من المتظاهرين استمرت المظاهرات إلى الليل وفي اليوم التالي كان للإمطار الغزيرة التي سقطت في ذلك اليوم منع الناس من التظاهر وكأن السماء بكت عبد الكريم قاسم وهو محاصر في وزارة الدفاع أحبطت معنويات الجماهير عندما نزل الجيش إلى المدينة ليعلن حضر التجوال في المدينة فيما استمرت بيانات الانقلابيين من الإذاعة تعلن وبشكل من هو واثق إن الأمور حسمت لصالحهم كنت ارقب وحه أبي وقد اخذ الحزن مأخذه منه انزوى في غرفتنا الطينية الوحيدة ليرسل دموع صامته بللت لحيته التي اعتلاها الشيب كان يردد قتلوه وهو صائم(( الله ينتقم منهم)) أصابتنا الحيرة من هذا الحب الأسطوري الذي زرعه هذا الرجل في قلوب آبائنا وأمهاتنا.. في اليوم الثالث انتهى كل شيء لقد تيقن الجميع أن الزعيم قتل على الرغم من الإشاعات التفائليه التي انتشرت في تلك الأيام كونه خرج من العراق ووجدت سيارته على الحدود الايرانيه إنها إشاعات ينفس الناس عن أنفسهم من شدة الإحباط الذي أصابهم وكم كنا نصدق ونركز في القمر لان صورة الزعيم كانت فيه انه حب البسطاء والذي قتل في ليلة سوداء تجمع الشر كله ليقتل هذا الحب في قلوب أهلنا .. انتشر الحرس القومي بأسلحة البور سعيد لتبدأ رحلة الدم العراقي على يد ألقتله بجرائم لا اعتقد أن التتار مارسوها رغم همجيتهم قتل وإرهاب واعتداء على الأعراض... كانت مفاجئة لنا نحن الأطفال أن قام معلمنا بتمزيق صور الزعيم التي كانت تزيين كتبنا ودفاترنا وكم كان الحزن يعتصر قلوبنا عندما قام فراش المدرسة بأمر من المدير بإنزال صورة الزعيم الذي كنا نتأمل بها مليا كأب حاني علينا لتبدل بصورة خيل إلينا إنها صورة الشيطان صورة عسكرية بنياشين وضحكة صفراء تنم عن شماتة وتشف بنا وبآبائنا .. كان صديقي الذي يشاركني الرحلة المدرسية من عائلة شيوعية وكم كنا كأنما نعاقب يوميا أن ننظر بهذا الوجه الكريه نقلنا ماحدث في المدرسة إلى أهلنا كان هذا الحدث أعاد المأساة مرة أخرى.... وتمر الأيام وقد تفارقنا ولم نلتق إلا في الجامعة وكان متفائلا بالجبهة الوطنية ومندفعا وكان يوصي رفاقه في الجامعة بكلماته كونوا جبهويين وكان يتعمد أن يشتري صحيفة طريق الشعب إلى جانب جريدة الثورة وكان يتقرب من البعثيين ويحاول مجاملتهم كنت أقول له كيف يحدث هذا ودماء عبد الكريم قاسم ورفاقكم لم تجف كيف تضعون أيديكم بيد ألقتله من يثأر لهؤلاء الذين قضوا على يد الحرس القومي من يثأر للأعراض التي انتهكت...فكان رده أن البعث في 1963 غيره في 1973 قرارات تقدميه وتأميم للثروة الوطنية ومعاداته للامبريالية...كان مخدوعا إلى حد الثمالة ولما تمكن الأشرار وقوية أجهزتهم القمعية بدأت حملة التصفيات الجسدية لكل القوى الوطنية وكان صديقي احد ضحاياها عندما تخرجنا من الكلية وأكملنا الخدمة العسكرية وكان عام 1980 عندما كان يعد العدة في سوق الهنود في البصرة لشراء متطلبات الزواج اقتيد من قبل الجهات الامنيه لتبقى خطيبته مذعورة لا تعرف ما تصنع ليختفي والى الأبد ......بعد سقوط النظام تبين انه اعدم













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حزب نظيف
الزيرجاوي ( 2010 / 2 / 7 - 04:40 )
يا صديقي خضير
نعم كان صديقك شيوعيا.. نعم كان الشيوعيين اصدقاء الجميع
لم ولن تجد مثل طيبة الشيوعيين العراقيين ابدا
لكن الطيبة شئ و السياسة شئ اخر
ح.ش.ع الان هو انظف حزب
لكن المشكلة ان ح.ش.ع وبعد اغتيال التجربة الثورية الخالدة المتمثلة في القيادة المركزية قطع شوطا بعيدا في تفسيره وتحليلة _مع الاسف- الخاطئ للاحتلال والمشاركه في اللعبة السياسية القذرة الحالية
وللحديث بقية
الزيرجاوي-ابن الميمونه


2 - أسقاط
عبد العظيم صادق جعفر ( 2010 / 2 / 7 - 12:43 )
العزيز خضير أعتقد همّ الشيوعيين كان وما زال وسيبقى هو بناء دوله عصريه مدنيه تحفظ للمواطن العراقي وتضمن حياة حره تليق بلأنسان هذا كان ألهم الأساسي لفهد وحزبه وهكذا ظل سلام عادل امينا على الخط وبقى عزيز محمد مواصلا ولازال حميد مجيد موسى يسعى ويحث الخطى على نفس النهج اما ان ينكث البعثيون وعودهم للناس ويغرقون العراق بلدم فهذامسجل لهم في اوراق التاريخ فما شأن الشيوعيون بذالك .تثبت وثائق الحزب الشيوعي خلال كل مرحلة الجبهه بأنهم كان الناصح المقوم لعثرات البعث. لك أن تنظر الى الخلف قليلا وتحسب فترة حكم البكر من 68ألى 79 كم كانت حجم الماء المهدوره العراقيه وقسها في فترة أخفاء الحزب الشيوعي من العراق ودفعه لحمل السلح من 79 الى 2003 بعد ان قالوا للبعثيين لا كبيره أعتقد ان الذنب على من تعود القتل وكان منهجه التربوي داخل بناءه التنظيمي البلطجه والقتل والعنجهيه والأستزلام والصفاقه وسوءالطويه وضعف الخاق والتعالي على الناس وسوقهم كلأنعاج الى محارق ماأنزل الله ولا هيئ مكان .ماذا يفعل الشيوعيون لمثل هذا واذا أخفق الشيوعيون يوم كانوا وحدهم فماذا يفعل الأن كل الساسه والأحزاب العراقيه لمواجهة البعث

اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|