الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركومان العراق ، إني أعتذر !

نزار بيرو

2010 / 2 / 6
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة




بعد نشر مقالتي ( العراقيون غرباء في الداخل و الخارج )، تلقيت رسالة من زميل و كاتب و مدير موقع آراء حرة، يقول فيها،( قرأت مقالتك و فعلاً أصبت في عنوانها و جميع ما جاءت في مضمونها، ما عدى بجاية المقالة حيث تدعي بأن ( في فترة النظام السابق و الحروب التي خاضه ذلك النظام، كان الكوردي والعربي والمسيحي و الأزيدي والسني والشيعي و غيرهم من الطوائف في العراق، كانوا يعانون من ظلم النظام، و تهورات قائد العراق و معاركه المتتالية ). فأستحلفك بالله و بضميرك و بعراقيتك الشريفة و بقلمك و أنت تدافع عن إخواننا المسيحيين. أين القومية الثالثة، الشعب التركماني من كل ذلك ؟ ألم يعانوا ما عانوه إخوانهم ؟ ألم يشملهم جزءاً من تهورات الطاغية ؟ ألم يشارك عنوة و ظلماً في معاركه الفاشلة ؟ أوليس العراق وطننا كسائر الآخرين ؟ أليس لنا حق في بيت نسكنها،( وشجرة التوت, و قن الدجاج, و قفير النحل, و رائحة الخبز, و السماء الأولى ) ؟ أ ولم يقرأ أبنائنا كسَعْد, في الصف الأول دَرسْ دارْ و دورْ ؟ ألم نذق الطغيان والعبودية مثلكم في موطننا ؟ أم إن إلهامك وضميرك و عراقيتك و قلمك لم تسمح بأن تنطق أو تذكر أو تكتب ثلاثة ملايين تركماني أسوة ( بالكوردي و العربي و المسيحي و الأزيدي ) و بالله عليك أليس ذلك إجحافا بحق إخوانك في الدين و الوطن و جميع الروابط الإنسانية و السماوية ؟ و أنه وردني عشرات الرسائل الإلكترونية يطلبون مني أن أرد و أنشر مقالة على إجحافك متعمداً بحقنا، و لكنني لم أرضخ لكي لا ندخل في مهاترات لا تغنينا و لا تسمنا، و ارتأيت بأن أخاطبك و أعاتبك شخصياً و بأسلوب أخوي و لأذكرك بأنك ظلمتنا و يتطلب منك خلقياً و مهنياً و إنسانيا برد المظلومية إلى أصحابها بكتابة مقالة تعيد فيها حقنا الشرعي المسلوب في مقالتك. وتقبل مني فائق احترام و التقدير لسيادتك و لحين رد حقوق شعبي المسلوب في مدنه و مقالتك.) بالرغم من أنني ابتدأت مقالتي هذه بالاعتذار للأخوة التركمان، و إني اتفق مع كل ما ذكره أخي و زميلي في رسالته، إلا تلك الفقرة كوني تعمدت ذلك، والحقيقة و الله على ما أقوله شهيد إنني لم أتعمد عدم ذكر الأخوة التركمان، لربما نسيت ذلك، أو أكون قد أخطأت في التقدير، و هو ذكرهم مع الطوائف الأخرى ، برغم من أن الطوائف مصطلح يناسب الأديان و المعتقدات وليس القوميات كالقومية التركمانية ، وكذلك ما لا اتفق مع ذكر زميلي لثلاثة ملايين تركماني ، فليس حري بي، و لا بزميلي دون تعداد رسمي للسكان أن نقدر عدد الكورد و لا التركمان ولا أي قومية أو طائفة أخرى في العراق. و حسب ما أومن به، من أن الكاتب الذي يكتب مقالة، أو الصحفي الذي يحرر خبر ما، أن يكتبا بصفتهما الإنسان. و بكل ما تحمله ذلك من صفات الإنسان الحميدة، و باكورتها، صفة الإنسانية التي لا تعترف لا بالحدود و لا بالقومية و لا الطائفة ولا اللغات ولا لون البشرة. صفة تمحو كل ذلك. في العراق كان إحساسي دائما بأن القوميات و الطوائف الأخرى الغير العربية ، مواطنون من الدرجة الثانية أو الثالثة. و كان دائماً هناك شعور لدى تلك القوميات و الطوائف أنهم يشتركون معا في أمور عدة، و هو تقبل تلك الحقيقة. و كونهم مهمشين في وطنهم ، مهمشين في الوظائف الحساسة في الدولة. في السفارات و القنصليات. في القوة الجوية و الرتب العسكرية العليا إلا ما ندر، و لمئارب خاصة. و دائماً كان هناك شعور لدى تلك القوميات، هناك رابط تربطهم مع بعض.( في المرحلة الإعدادية كان أعز أصدقائي في المدرسة، و في الشارع هو أحد زملائي التركمان و كان ابناً لنائب ضابط في الجيش العراقي، كان قد نقل والده عنوة من مسقط رأسه في كركوك إلى أربيل، و كان يعرف أسراري و ما يدور في خاطري حول كرديتي و ما نصبوا إليه، و كذلك كان يعبر لي عن معانات أهله و أقرباءه من التركمان في كركوك، علي يد أزلام النظام و دوائر التعذيب. والغريب في الآمر كان التفاهم بيني و بينه، يتم باللغة العربية كونه كان من كركوك و لا يعرف غير اللغة التركمانية و العربية بحكم الدراسة . وفي تجربة أخرى لي، تبُينُ ذلك الشعور المشترك، أنه في السنة الأخيرة من دراستي الجامعية في بغداد اخترنا أنا وزميل لي من السليمانية، أن يكون مكان التطبيق العملي لنا للتدريس في اعداديات الصناعة، هو إعدادية صناعة ثلاثين تموز في كركوك. و كان مدير الإعدادية شخص تركماني من كركوك. و كان هناك مدرس عربي في الإعدادية، فائض و قلما كان يقوم بالتدريس، و كان يحاول دائماً التقرب لي و إلى زميلي محاولاَ إجراء مناقشات حول مواضيع معينة . و عندما لاحظ مدير الإعدادية التركماني ذلك، أجتمع سراً بي و بصديقي، محذراً لنا بعدم الاطمئنان إلى ذلك الشخص كونه مخبرا من الآمن بصفة مدرس.) وكذلك التهميش لم يقتصر في الوظائف فقط، بل كان لتهميش القومية، والعقيدة، و الطائفة، جوانب أخرى، منها كان يجبر أبناء القوميات الأخرى الدخول إلى حزب، يحمل في اسمه كونه حزب بعث عربي قومي. و كان يجبر الطوائف و الأديان الأخرى أن تؤمن بشعار أمة عربية واحدة، و برسالتها الخالدة. و أن يقدس غير العربي في العراق، خارطة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ، مع تهميش كل مواقع تلك الحضارات و الآثار التي لا رابط بينها وبين العرب . و الرسالة السماوية السمحاء لخالق الكون ، والتي حتى هي أيضاً لم تسلم من تملكها، و تسييسها، و جعلها كعلامة مسجلة خاصة بالعرب. في افتخار البعض بالرسول العربي، و القران العربي، و هم براء من صفات الرسول، و روح القران، و دين الإسلام السمحاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تتقرب سوريا من الغرب على حساب علاقتها التاريخية مع طهران؟


.. حماس: جهود التوصل لوقف إطلاق النار عادت إلى المربع الأول




.. هل تنجح إدارة بايدن في كبح جماح حكومة نتنياهو؟


.. الجيش يوسع عملياته العسكرية على مناطق متفرقة بشمال قطاع غزة




.. مقتل العشرات في فيضانات جرفت قرى بولاية بغلان بأفغانستان