الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الخالدين

فاطمة العراقية

2010 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


حلقة جديدة من مسلسل (ابو غريب)
في فجر ضبابي شاغبتني به الاقدار تشاكس ايامي الموجعة ..حين اختفت الرؤيا تماما .وانا وزهوري طاعنيين في السير الى ذلك الزمن المنسي .
اوقدت الروح برهانات ولدي الكبير وهو ينوء تحت وطأة الفجر الحالك ببرده .وحمل مايسطاع حمله من (زاد وزواد) تعبق بها رائحة المنزل الذي يحب .
حفلنا بطرقات موحلة جدا توغل بها هواجس الوصول بين ضجيج المركبات الطويلة والصغيرة او ناقلة رعناء قد تجتث حلم الصغار في رؤية والدهم .
دخلنا مدارات ذلك المحيط المترقب بضجة الرغبات ومسحات الحزن بين الحدقات الذابلة ..
اطفات تحرقات وجمرات الرعب الذي انتابني وانا اوصد بوابة ديالى الكبيرة .
كي الج مداخل بغداد وانياب الغول تلاحقني .تحت هطول المطر الذي ناصر الفجر الموحش .حين اصطففنا طابورا جرارا تحت رحمة من يفتح اولى العتبة للوصول اليه ..والمسار يطول وتتراشقني الاسئلة الطويلة ..عن سبل العيش في البيت وخدمة الاولاد وتدبير المعيشة (وظلم ذوي القربى اشد !!!).
بين كل هذا القنوط تنبثق الابتسامة وترسم فوق محيا طافح بسحر المكابرة .
تندس بين روحي روحه المتوثبة الماهولة بقلق يحيط بأسرته المخضبة برعاف وجيبه ..
رفض الموت بكل العنفوان ..افرغت المباهج بدهاليز الرعب المقيت .
وسالت مابال القلق والانزعاج يرتسم بمحياك ؟؟!!. تنهد يزفر كاسات مرة .
هناك وعلى تلك النوافذ الخرساء لو تتكلم ..تعلقت خمسة اجساد واهنة تئن تحت نار الاستبداد والعنف البشري ..ولازالت اصواتهم كخنجر يطعن عري ايامنا المتسخة بسحنات جائعة للموت دوما .
تكلم بصوت خنقته عبرات حرى وجبين تضرج بحمى التوجع لرفاقه .حين تمزقت اجسادهم اربا اربا تحت ضربات التعسف ورخص الانسانية هنا .
تمزقت الخطوات وانا اغادر المكان خوفا ورعبا عليه من ذئاب تتثائب لفرصة تحين كي تنقض على حمائم الوطن ..قبلت منه الجبين واحتظنت السنا المحيط بصدغيه الكريمتين ..ورايت تلك الحرقة الموجعة التي تفتح اخاديد بقلب اتعبته سنين الوقوف بين يد الباغي والطاريء ..قلت وشذى عطره يحيطني .
(قف شامخا ابا نزار ...واختم بصدغيك وشما للسلام )
(فهنا تحط اوزار المنايا ...وهنا القيامة لطغاة تقام ..)
خسئوا فهم الدهان لنعلك ...ولجرح زمانك انت الرهام )
ستة وخمسون درجت عليك وكنت بها )
كوكبا متسامق الاقدام ... شلت يد الباغين وهي ترفع )
(لتضرب من زهت بهم ارض العراق وناسه الاكرام )..
*********************************
كان وقتها عمره ستة وخمسون .الف رحمة ونور عليه ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رحمك الله يا ابا نزار
قاسم والي ( 2010 / 2 / 7 - 10:22 )
العزيز الراحل يستحق الوفاء ومن اولى بالوفاء منك سيدتي ام نزار الرائعة لقد كنت خير سند للمناضل الراحل طيلة مسيرته المليئة بالجهاد والحافلة بالاوجاع
مباركة العائلة التي ضمها جناحا عبد الاخوة التميمي رحمه الله
سيكون الغد ابهى بلا ريب الشعوب تربح مستقبلها اذا كان فيها امثال الراحل عبد الاخوة الميمي صدقيني
تقبلي خالص التقدير
قاسم والي


2 - شكر وتقدير
فاطمة العراقية ( 2010 / 2 / 7 - 16:14 )
سلمتم وبارككم الله .
وكلي امتنان اليك اخي ابا الزهراء .
وعسى ان يقدر من جاء ماقام به الابطال الراحلين ومااعطوا من جهدهم وعمرهم فداء للعراق


3 - هو معنا يرفل بالسلام ويتبسم
Sabah M. Jasim ( 2010 / 2 / 7 - 16:38 )
حنانيك ايتها العراقية الرائعة
انت وسواك الكثيرات ممن لا يزلن يتحملن الأمرّين .. طوبى لكنّ العراقيات رمز الوفاء .
-امكبعة ورحت امشي يمه بالدرابين الفقيرة ...-
ايتها الوفاء .. الذي يؤسس لدور المرأة الحقيقي .. ضد الجهل والتخلف والرجوع بالعراق الى وراء مستنقع الطائفية والواقع المراحيضي !
على ان العراقيين الأوفياء سيلقمون أفواه التخلف والأستغلال والأستعمار المركب جمر غضبهم .. وسيردونهم الى نحورهم .
السلام لروح الشهيد ابي نزار وطوبى لقيامه بيننا من جديد.
نبقى ننشد كلنا : لبناء عالم جديد ولقبر مشعلي الحروب ..
تلك لازمة الثوريين والى موعد النصر .. الأكيد.


4 - سلاما ابا السنا
فاطمة العراقية ( 2010 / 2 / 8 - 10:31 )
نسيم الهاب سلم لي عليهم
ومن عيوني الدمع يسفح عليهم
بذكرهم دوم اكوم اكعد وانه بهم
ولاصوت اليجي منهم عليه

اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل