الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللعنة على عروس المنحرفين

سلام ابراهيم عطوف كبة

2010 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الاثنين 8 شباط 2010 المصادف 23 صفر 1431 هجرية ذكرى الانقلاب الفاشي الأسود،انقلاب 8 شباط 1963 او 14 رمضان 1384 هجرية!والذي كان يوم جمعة- العطلة الاسبوعية!فقد عودنا الجبناء استغلال العطل الرسمية لتنفيذ مآربهم!ان جمعة اجهاض ثورة 14 تموز 1958 المجيدة والتي غدر بها وبقادتها على ايدي اسلاف النظام الدكتاتوري المقبور يوم مشؤوم وملعون في تاريخ العراق السياسي الحديث!يوم لم يكتف البعث بالتمجيد الأجوف له،بل أضافوا له في تموز 1968 صفحة أخرى من الذل،فلا وظيفة للاوباش سوى تخريب العراق وتدميره وتشويهه وتمزيق صفوفه.واذ نستذكر الجمعة السوداء من رمضان وشباط الاسودين نقف اجلالا لشهداء الحزب الشيوعي العراقي الذين بفقدانهم خسر الشعب العراقي كوادر حزبية وعلمانية ديمقراطية تميزت بالشجاعة ونكران الذات والتجربة والثقافة والخبرة في العمل السياسي والمهني والديمقراطي،ستبقى ذكراهم تعبيرا عن عظمة هذا الحزب المقدام في عقلانيته وموضوعيته وتحضره وايمانه بمساواة المرأة بالرجل وبحق القوميات في تقرير مصيرها بنفسها وغيرها من الأهداف النبيلة التي قدم في سبيل تحقيقها التضحيات الجسيمة.
ترتبط ذكرى الرابع عشر من تموز بالوجدان الشعبي العراقي وبحلم العدالة الجميل الذي ترسخ في وعي الذاكرة وشكل مادة ممتعة لحكاياتها التائقة الى التخلص من الاضطهاد والتمييز والحرمان التي كان ضحيتها الأساسية فئات الشعب الفقيرة والساعية الى بناء بلد يجد ويستعيد مكانا في ركب الحضارة العالمية.الا ان ما سهل الانقضاض على الثورة حجم التآمر الداخلي والاقليمي والدولي الكبير عليها والذي استند على التحالف العريض للقوى الطبقية المتضررة من الثورة – الاقطاع وكبار مالكي الاراضي والتجار الكومبرادور وبمباركة اشد القوى العشائرية والطائفية رجعية،وفتح الانقلاب الاسود الابواب مشرعة لتصفية مكاسب الشعب وللعقلية الانقلابية المغامرة وسيادة المنهج التجريبي الموالي لمصالح المراكز الرأسمالية الدولية،وجاء انقلاب 17 تموز 1968 تتويجا لهذا التوجه الارعن لتتكرس الهيمنة الشمولية.
ذبحت ثورة 14 تموز 1958 بسكين البعث،ومافعله البعثيون عند استلامهم السلطة للمرة الاولى عام 1963 هو جوهر ما فعلوه في فترة حكم صدام حسين وما يفعلونه اليوم تحت يافطة المقاومة،وهي بريئة منهم،فالبعث هو البعث.لا فرق بين البعث الصدامي والبعث اليساري او اليميني،ولا فرق بين بعث عروبي وبعث طائفي وبعث عشائري،لا فرق بين بعث قديم وبعث جديد!لا فرق بين بعث العصابات – الميليشيات القديمة وبعث العصابات – الميليشيات اللاحقة..حرس قومي،جيش شعبي،جيش القدس،فدائيي صدام،فيلق القدس،قوات بدر،جيش المهدي،جيش عمر،فرق الموت،الجيش الاسلامي،كتائب الحسين،كتائب علي،عصائب الحق،القاعدة،جند الاسلام،جند السماء..الخ.لقد استغل طراطير انقلاب رمضان الاسود وقطعان الحرس القومي الدين والطائفية ونفوذ المرجعيات الدينية وقدسيتها والفتاوى السيئة الصيت المؤازرة للفاشست والحرامية والفاسدين والمفسدين اسوء استغلال ليعيثوا بالارض فسادا!
وما اشبه اليوم بالبارحة ان ينبز الى السطح انتعاش سلطة المال السياسي الفضائحي،والمضي في الاستغلال الاخرق لسلطة المرجعيات الدينية،والسير قدما في دهاليز الارهابين الحكومي وغير الحكومي،واتباع منهج الانتهازية والتوافقية سبيلا لابتزاز الشعب العراقي.ابتزاز تحول الى طقس حياتي يومي يمارسه اصحاب الضمائر المتعفنة في ظل العتمة المطبقة.ويتجلى الابتزاز اليومي في الضحك على الذقون والمساومة على امن وكرامة واعراض وارواح المواطنين من قبل المتنفذين!وتحول الفساد الى سمة ملازمة للبيروقراطيات المترهلة والتجار الى جانب الكسب غير المشروع والتدني المرعب في تقديم الخدمات العامة واعمال الغش والتهريب.
على مجلس النواب العراقي ان يدرس التاريخ بتمعن من اجل اخذ العبر مما جرى له من محن ونكبات تكررت بحقب متقاربة ومن نفس الرموز!وعلى الحكومة العراقية واجب اعادة الاعتبار لكل الشهداء الذين ذادوا بأرواحهم إبّان انقلاب 8 شباط الاجرامي،وعليها ان تعتبرهم شهداء الشعب والوطن وأن تقوم بتكريمهم ماديا ومعنويا واحتضان ورعاية عوائلهم وتعريف الشعب بمآثرهم الخالدة من خلال الكتابة عنهم في الكتب المدرسية واقامة النصب والتماثيل لهم واطلاق اسماءهم على المدارس والساحات والشوارع!
سيبقى الحزب الشيوعي العراقي قوة لا تقهر مؤثرة في الحياة السياسية في البلاد يناضل من أجل مصالح الجماهير والدفاع عن حقوق الطبقة العاملة العراقية وبناء الوطن المستقل الحر وإقامة دولة العدل والقانون.إن خيرة أبناء شعبنا اعتلت اعواد المشانق في تلك الحقبة المظلمة،وكانت لا تهاب الموت من اجل الوطن فدفعت حيواتها ثمنا!شهداء شعبنا العراقي لم يكونوا ولن يكونوا سلعة،لا في مجلس النواب ولا في اية مؤسسة سيادية اخرى،ولا تمحى أسماؤهم بالتقادم ولا بقرارات مجحفة!ولن يخرج العراق من محنته حتى تنبذ الافكار والممارسات والسلوكيات الفاشية وتقتلع من ارض الوطن!والف لعنة على البعث وعصابات الطائفية السياسية وجمعة الرابع عشر من رمضان الاسود!.


بغداد
7/2/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناريوهات خروج بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024


.. ولادة مبكرة تؤدي إلى عواقب مدمرة.. كيف انتهت رحلة هذه الأم ب




.. الضفة الغربية.. إسرائيل تصادر مزيدا من الأراضي | #رادار


.. دولة الإمارات تستمر في إيصال المساعدات لقطاع غزة بالرغم من ا




.. بعد -قسوة- بايدن على نتنياهو حول الصفقة المنتظرة.. هل انتهت