الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواجهة الديمقراطية بين الفرسان للعروج إلى شمس الحرية والتحولات الوطنية الكبرى

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 2 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المواجهة الديمقراطية في مسيرتنا التاريخية ليس لها مثيل وغير مسبوقة في بنية الحدث السياسي وفق متغيرات الظرف الموضوعي وجدلية التاريخ غير المعزولة عن مجريات أنماط الانعطاف الكبير الذي يشهده عالم معمورتنا ،حيث زالت عن الوجود أنظمة موغلة في التطرف و أنظمة طبقية وأخرى توليتارية وحتى شمولية ،والأهم تقوضت معظم الأنظمة الاستبدادية والبقية تنتظر شعوبها زوال مسببات بنيان تلك المعتقلات وهياكل الخواء الفكري، لكن حشود المتعصبين والسلطات المتشرعنة التي هي تاريخيا قمع بلدان وقهر شعوب وضياع هوية وطن !! في حين الكفاح الدائب للشعوب نيل مستحقاتها في التحرر وتحقيق حق تقرير المصير الذي لم تعد هناك قوة على الأرض تعترض طريق الشعوب،
إلا أن المتأسلمين وحدهم يعزفون عزفا غريبا عن الفكر الإنساني الحديث حيث يصح هنا القول بأن (طبيعة الحياة منظمة في جميع أشكالها بحيث أنها لا بد أن تكون مقيدة بالعديد من الضروريات)، ومثلهم سبق للسوفيت أن عزفوا مبتكرات أعلاء الطبقة المسحوقة بل سحق الأغنياء وإنهاء سلطتهم وحتى مصادرة ممتلكاتهم أو العمل على اجتثاثهم !! والسؤال المهم هنا،كيف استطاع العراقيون أن يحثوا الخطى باتجاه أضوية شمس الحرية؟ نقدر لقوى الجذب الحضاري أدائهم للواجب الوطني ،فأسلوبهم كان رفيعا لمعالجة الأفعال المخجلة والخبيثة،فقد أفصحوا عن تكسر البنى المتهرئة ،مما أتاح لنا الظهور الأجدر بالمزيد من الولادات المجتمعية الحديثة،فالعيش في أحضان المجتمع المدني والفكر والنظام الجديد ،يعد اختزالا للمظاهر المعقدة على مستوى السلطة والمجتمع، وترتب على هذا المنحى المثول أمام الدستور بخشوع وطاعة مطلقة من قبل الحكام والمواطنين معا!!
أي نرتفع لنحيا في ظل الدولة المدنية القانونية بدلا من دولة الشخصنة والشرعية الثورية أو الشرعية التاريخية التي داستها الشعوب وأضحت أضحوكة العصر!!أما ناتج الشعارات المطلقة من قبل القوى الاجتماعية الديمقراطية فقد ارتقت إلى مصاف التوازن السياسي الذي قد لا يحس بعضهم بأهميته ،هنا مشروع الانتخابات كان متفوقا وهو مدعاة فخر واعتزاز ،إذ أن تقويض المنظومة الشمولية أو الأممية أو الكونية يتعدى مناهج تلك المنظومات العتيقة(التقليدية)حيث لا يصح الالتفات إلى الوراء والنظر للمأساة والحزن والكآبة والترويع والقتل وتهديد بنية كاملة بالفناء فتلك مسألة تتعلق بالانتخابات حيث أن المشروع هنا يتمثل بقدرتنا على إزاحة منظومات الجهل والتخلف التي عبثت بالجسد العراقي ودحرجته إلى الهاوية،هنا عصف العاصفة نتج عنه اقتلاع منظومة الجرح القاتل التي ولت هاربة مندحرة وتلاشت في وهدت العدم.وإزاء هذا التحول حصدت شعوبنا مكتسبات لن تتخلى عنها مطلقا(الحرية،السيادة، الإرادة،المساواة، الفيدرالية، التناوب الاحتوائي،الدستور،المعرفة والمزيد من الوعي والضمائر الحية،..الخ)ونرى بأن فرسان العروج إلى شمس الحرية والتحولات السياسية الوطنية يقيمون مهرجانا ليس له مثيل لولا تدخل الجاهليين والمتطرفين المشدودين أو الملتحفين ببرودة الماضي الخاضعين والخانعين بل المسلوبي الإرادة ولا يحق لهم التفكير بمستقبل العراقيين أو العراق .الرأي الحصيف أن يدرك الفرسان الرئيسيين مسؤوليتهم !!فالتوافق الداخلي وازدهار المجتمع والوحدة الموضوعية والبناء الوطني وكذلك الاجتماعي أعلى من مستوى النظر إلى الذات والكسب الشخصي وأن العراق أغلى وأهم من التقوقع الطائفي والمحاصصة البغيضة فالنضال سياسيا من أجل خدمة الشعوب وليس اضطهادها أو القضاء على طموحاتها للعيش في عصرنا الجدلي. وفي هذا السياق نهنئ شعوب أمتنا على منجزها المدني والحضاري ونحذرها من ألانجرار وراء الاحلام كي نتمكن من عبور السدود والحدود لنصنع مستقبلنا ونخضع القلة الحاكمة إلى رغبات الشعوب ومنطق الحكمة في ظل عقولنا المطلقة من أسار أقفاص العبودية التاريخية والميتافيزيقية والشمولية، فمسيرتنا ومنجزنا التاريخي أتاح لنا أن نتنفس عبير الحرية، هنا لا ينبغي إتباع سياسة الإقصاء المتعمد والتصفية والمقابلة بالمثل فالتسامح أقرب إلى المدنية وإن كان ولا بد هناك دار العدالة مفتوحا. فعرس الحرية والسيادة يقتضي أن لا يفسده المتطفلون أو الانتهازيون وحتى المخادعون فحسابات الزمن المنتج في ظل النظام الديمقراطي الفيدرالي الاختياري والتعددي والدولة القانونية وتداول السلطة لخدمة المجتمع وليس لطرف من الفرسان وإلا عدت تلك التصرفات همجية وذات انتماء ماضوي لا يليق بالفرسان الشجعان في ظل منظومة التجديد وفضاء السلطة المنتخبة سواء التشريعية أو التنفيذية فالأصل من هذه السلطات خدمة الشعوب وتحقيق رغباتها أي المصالح العامة وليس إتباع المصالح الخاصة فالسقوط هنا محتم لكل من تسول له نفسه ألاعتداء أو الانقضاض على السلطة، فالسلطة ملكا مشاعا للشعوب وما الحكام إلا ممثلين سرعان ما يبدلون وفق مواد الدستور،ومن هنا نرى استدراك حالة التعصب وشد الناس إلى السلاسة والمرونة وتقبل الرأي الآخر واحترام آراء المواطنين والتنبيه إلى ضرورة تحجيم صرخات أو تعطيل السباب والتشهير فذلك يعد تعديا على الحريات المنصوص عليها في الدستور، والدستور يعلو ولا يعلى عليه ، وكل ما عداه باطلا وزائفا .فحذار أيها الفرسان أن تفقدوا اتزانكم ، تقع عليكم مهمة يسيرة وليست مستحيلة وقف تلك التداعيات وإلا عدت مخالفة دستورية، كما ينبغي إثبات تقبلكم الرأي الآخر وتقبل احترام المشاعر الوطنية والدينية والفكرية والقومية وكل شيء فعالمنا يتسع للجميع وبنية المجتمع تستوعب الكل وهي أغلى وأثمن ما في العراق الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا