الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشنج الخطاب السياسي

كاظم الحسن

2010 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



الممارسة الانتخابية هي الاقرب الى المنافسة الرياضية التي تجعل الخاسر في المباراة يهنئ الفائز ، لان الساحة تبقى مفتوحة لمن يملك الجدارة والاهلية وان الخسارة ليست نهاية المطاف . ولكن ليس على طريقة مباراة كرة القدم التي جرت مؤخراً بين منتخبي مصر والجزائر والتي ادت الى توتر شعبي ودبلوماسي بين البلدين والحقت اضرارا بمصالحهما .
اذ ان الروح الديمقراطية والرياضية تستدعي الانفتاح على الآخر وهذا يخلق قيما انسانية مشتركة تذيب الحواجز والعزلة القائمة على تصورات نمطية او انطباعات منغلقة .فالاخر قد يكون هو المعارضة او دول الجوار او العالم ولذلك ان مقولة الدول الديمقراطية لا تتحارب بينها صحيحة، فالازمات في هذه الدول لا تصدر الى الخارج عن طريق الاعتقاد بوجود مؤامرة او عدو ائمي فضلا عن ذلك لا توجد سلطة مطلقة لكي تتخذ قرار الحرب ، وان الناخب لا ينظر الى الحاكم بصورة البطل الذي يعيد امجاد الامة بل يتطلع الى الوفرة والرفاهية والازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي، وهنا تصبح الاولوية للاقتصاد الذي يكون في خدمة السياسة وتتقدم فيه الكفاءة والانجاز والمعايير المهنية على ما يسمى بأهل الثقة او القرابة، ومقولة (السياسي ينظر الى صناديق الاقتراع ورجل الدولة الى المستقبل) قريبة من ذلك.

واذا كانت التجارب الديمقراطية اثبتت صحتها في نزوع الدول الديمقراطية الى الامن والسلام والاستقرار فمن باب اولى ان تكون الحكومة والمعارضة في الانظمة الديمقراطية في حالة وفاق سياسي على استقرار البلد واحترام القانون والحفاظ على الدولة التي تحمي الجميع.ولذلك ان تشنج واحتقان الخطاب السياسي الذي يسبق الانتخابات لا يتسق باي حال من الاحوال مع المسلك الديمقراطي الذي لا ينطلق من احكام مسبقة وتصورات جاهزة تقوم على رفض الاخر او التلويح بمقاطعة العملية السياسية وكأننا امام سلعة وبضاعة تجارية نرفضها متى ما نشاء وليس امام مصير ومستقبل بلد عانى من ويلات متراكمة من كوارث ومحن قاسية ومفرطة في اعبائها .حيث ان الاوضاع الخطرة التي تمر بها البلاد والتحديات والتهديدات المختلفة والمتنوعة المحدقة بنا تستدعي الترفع عن الصغائر وعدم الاحتكام الى المحطات الفضائية التي تعمل على تضخيم الحدث من خلال العدسة المكبرة والتضليل والتزييف لهذا الحدث او ذاك والذي يخدم من يروجون للعنف والارهاب في العراق.وعليه فان غياب المسؤولية او عدم توخي الحذر عند اطلاق التصريحات عن هذه القضية او تلك من شأنه ان يعرض حياة المواطنين او حياة العاملين في الاجهزة الامنية للخطر،تلك الاجهزة الموكلة لها مهمات حماية المجتمع من الارهاب والجريمة والعنف وهذا الشيء بالطبع يزيد من حدة التوترات الاجتماعية والسياسية ويكرس الفرقة والتنابذ ويجعل الجميع في داخل نفق مسدود لا نهاية لاحزانه وفواجعه ونتائجه الكارثية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث