الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الديكتاتوري وإعدام التاريخ والرأي الاّخر ..؟؟ - 12

جريس الهامس

2010 / 2 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في الحلقة السابقة رأينا بلوغ الإنتفاضة الشعبية قمة صمودها وتوحيد الجماهير حول الجبهة الوطنية الديمقراطية للتحرر الوطني وتوحيد العسكريين اليساريين الديمقراطيين حول الجبهة لإسقاط النظام وإعلان الجمهورية البرلمانية كما رأينا دور القصر والمنظمات الفاشية والدينية الختلفة في حريق القاهرة بغية تشويهها وتشويه أهدافها .
ولابد قبل بلوغنا ساعة الصفر ليلة 23 تموز من المرور سريعاً على أسماء الضباط الذين زعموا أنهم صناع هذه الثورة وتربعوا على أشلاء أبطالها الحقيقيين وأشلاء الشعب الذي صنعها بدءاً بعبد الناصر ...1- جمال عبد الناصر كان محالاً للعمل في المكاتب
2 – ومثله رفيقه عبد الحكيم عامر
- كان جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر تحت تصرف قيادة الجيش وكانا يعملان في المكاتب ولا يقودان أية قطعة عسكرية يمكن الإفادة منها في الحركة .. وفي ليلة 23 تموز – يوليو – كان هذان الضابطان في مكتب الأول يرتديان الثياب المدنية ( من المفروض أن يرتديا الثياب العسكرية في مثل هذه الظروف – تعليق الفريق عفيف البزري في كتابه الاّنف الذكر في الحلقة السابقة ) وفي الساعة الحادية عشرة من مساءً 23 يوليو ذهبا باتجاه الثكنات التي كان من المقررأن تبدأ الحركة منها في الساعة الثانية عشرة **
ونعود لكتاب الأخوين لاكتور الاّنف الذكر ( مصر تتحرك ) في الصفحة 142 لنرى وصفهما لما جرى في تلك الليلة ::
( وماكاد عامر وعبد الناصر يخرجان من المكتب - بالثياب المدنية – ليشاهدا ما كان مقرراً أن يجري تلك الليلة , حتى وقعا على رتل قوي من العربات المدرعة التي كانت تنساب بتشكيلة القتال بأضواء مطفأة , فظنا أن أمرهما قد إفتضح وخافا من الضياع ... - ومن المرجح أنهما في تلك اللحظة استعدا للفرار لأنهما لايحملان السلاح -- . وإذا بصوت مألوف لديهما يناديهما في الليل قائلاً مرحباً أيها الإخوة , لقد وقع في قبضتي بعض الأسرى .. كان ذلك الصوت صوت - العميد يوسف صديق .. الذي أوكلت إليه قيادة المدرعات , والذي سبق التوقيت قليلاً بحركته .. بعد هذا إستمرت الحركة وفقاً للخطة المقررة وحاصر اللواء الثالث عشر مشاة الذي كان يطلق عليه لواء محمد نجيب - ولكن بقيادة العقيد أحمد شوقي مبنى قيادة الأركان العامة التي كان يهاجمها الفوج المدرع الأول بقيادة العميد يوسف صدّيق بالذات الذي اقتحم بنفسه ومسدسه بيده وخلفه رفاقه مكتب رئيس الأركان حسين فريد الذي رفض الإستسلام وأطلق ثلاث طلقات وهو مختبئ خلف الستار .. ولم يطلق غيرها قبل أن يستسلم بيد يوسف ..
وفي نفس الوقت كان خالد محيي الدين بسياراته المدرعة يحاصر منطقة العباسية – منشية البكري والقصر الملكي والهاتف ..)
بقي عبد الناصر بعيداً عن كل هذه الحركة حتى أصبح نجاحها أمراً واقعاً بينما لحق عامر يوسف صديق إلى أمام القيادة العامة فقط ..
كان توقيت الثورة الساعة الثانية عشرة غير أن المدرعات بقيادة يوسف صديق تحركت في الساعة الحادية عشرة بعد أن بلغت أنباء الثورة للقصر الملكي قبل ساعات فا جتمع قادة الأسلحة ورئيس الأركان وكلهم من أنصار الملك لقمع الثورة . فما كان من البطل يوسف صدّيق إلا أن سبق الموعد وفاجأهم بمدرعاته وقبض عليهم جميعاً , ولولا ذلك لفشلت الثورة وضاع كل شيْ .. فماذا كان مصير يوسف صديق الذي نادى عبدالناصر وعامر - أيها الإخوة - في طريقه لاحتلال الأركان العامة ,, ومصير جميع الضباط والثوارالوطنيين الشرفاء على أيدي الزمرة الناصرية التي اغتصبت ا لسلطة ..سنرى ؟؟

أما بقية المجموعة الناصرية أين كانت من الثورة ؟؟
- حسين الشافعي الوحيد الذي كان برتبة ملازم أول قائداً لسرية مصفحات قام بدور ثانوي في كل ماجرى . حيث احتل بأمر من يوسف صدّيق نقاطاً مهمة ولكن , لايهددها أحد في المدينة ولاتشكل أي خطر ..
أنور السادات : كان مع عائلته في السينما ساعة تحرك مدرعات الثورة في الحادية عشرة ...وأنور السادات أحد الضباط الذين عملوا مع النازيين وقاد شبكات تجسس لحسابهم أثناء الحرب العالمية الثانية وسرح من الجيش وبقي في السجن حتى سقوط المحور , ثم أعيد للجيش بضمانة من المخابرات الأمريكية وقوات الحلفاء ..
عبد اللطيف البغدادي --- وجمال سالم --- وذو الفقار صبري – في سلاح الطيران الذي لم يشترك في الثورة , ولم يكن لأي واحد منهم ... أي دور في الثورة .
زكريا محيي الدين : كان زكريا محيي الدين جاسوساً للحلف الأطلسي على الحركات التحررية في الجيش المصري , وقد نشرت الصحافة بتاريخ 15 تموز 1953 مقالاً سبق نشره في جريدة " حريات " التركية للجنرال " صدقي أولاي " الملحق العسكري التركي في القاهرة سابقاً والذي أصبح وزيراً فيما بعد .. قال هذا الجنرال ( أنه تمكن بواسطة صداقته مع زكريا محيي الدين من التغلغل بين أفراد الضباط المنتمين لعبد الناصر , ,انه كان يقدم النصائح إليهم , ويرسم معهم خطط الإستيلاء على السلطة والإنقلاب _ راجع كتاب – الناصرية في جملة الإستعمار الجديد – للفريق عفيف البزري ص 159 – 160 ) ومن المعروف أن تركيا عضو رئيسي في حلف الأطلسي .. كما معروف دور الملحقين العسكريين في سفارات دول هذا الحلف في التاّمر على الشعوب ....
ثروت عكاشة : كان بدون قطعة عسكرية لم يشترك بأي عمل .
علي صبري : كان يعمل في هيأة التموين بعيداً عن السلاح وكان على صلة مباشرة بالسفارة الأمريكية في القاهرة وهو الذي أعطى توقيت الثورة للسفارة الأمريكية – ورد ذلك في إعتراف عبد الحكيم عامر للفريق عفيف البزري قائد الجيش السوري أثناء الوحدة السورية المصرية ..*
كمال الدين حسين
وصلاح سالم ..........كانا في سلاح المدفعية الذي جمد لأنه كان معاد للثورة .. لكن عبد الناصر استغل هذا السلاح بعد انتصار الثورة واستخدمه لقمع سلاح الفرسان عندما وقف في وجه عبد الناصر دفاعاً عن محمد نجيب , يوم استقال من رئاسة الجمهورية الإنتقالية في 23 سشباط 1954 . وهكذ استعان عبد الناصر بأعداء الثورة ضد رفاق الأمس الذين نادوه أيها الأخ ..

... بعد تسفير الملك وعائلته من مرفأ الإسكندرية إلى إيطاليا اجتمع ضباط الثورة التقدميون مع جماعة ناصر وعامرتحت إسم الضباط الأحرار بقيادة اللواء محمد نجيب والعميد يوسف صديق وإتفقوا بالإجماع على تفويض اللواء نجيب برئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء كمرحلة إنتقالية لوضع دستور جديد وإجراء إنتخابات نيابية , وأصر اللواء نجيب ويوسف وأحمد وخالد وجميع ضباط الفرسان .. على إصدار عفو عام وعدم ملاحقة أي سياسي سابق باستثناء مرتكبي الجرائم في حريق القاهرة الاّنف ذكرهم ... وعين جمال عبد الناصر وزيراً للداخلية ,,,

أما أبطال الثورة الحقيقيون رفضوا استلام أي منصب خارج اختصاصهم العسكري .. وعندما سئل خالد محيي الدين فيما بعد لماذا سمحتم لعبد الناصر و زمرته الإستيلاء على السلطة التي كانت في أيديكم وأنتم تتفرجون ؟؟ أجاب بسذاجة عجيبة غريبة – نحن لم نكن نريد السلطة هو كان يعمل من أجلها فاستولى عليها وكانت النتيجة التي شاهدتموها .. أما قائد الثورة يوسف صديق ورفيقه أحمد شوقي وغيرهم من قادة الفرسان فلم يصدر عنهم أي تصريح مسجل ..
. أما على الصعيد المدني فقد وجهت إلى الصديق صبحي زغلول أحد قادة الجبهة الوطنية الديمقراطية للتحرر الوطني التي قادت الثورة الشعبية قبل 23 يوليو سؤالاً مشابهاً أثناء لقاءاتنا في بغداد كما مر سابقاً.. -
هل كانت لدى الجبهة خطة أو برنامجاً لإستلام السلطة ؟ وكيف؟
كانوا متفقين مع نجيب ومجموعة ضباط الثورة على إجراء إنتخابات برلمانية وواثقين من الفوز بأكثرية المقاعد , وكان عبد الناصر يتظاهر بالموافقة على الديمقراطية والإنتخابات الحرة ... ,هذا التقدير الخاطئ والوهم البرلماني السلمي أضاع البوصلة ... بينما كانت الزمرة الناصرية تركز مواقعها في أجهزة الدولة وتصفي خصومها يميناً ويساراً بعد إرتكابها جريمة كفر الدوار دون حسيب أورقيب ...

جريمة العدوان الناصري على الطبقة العاملة المصرية وإعدام قادتها :
======================================
كان أول خرق للقانون والقضاء ما ارتكبه وزير الداخلية عبد الناصر ضد إضراب عمال النسيج والغزل في المحلة الكبرى وكفر الدوار المطلبي لزيادة الأجور والتأمين الصحي والديمقراطية .. فما كان من قوات شرطة عبد الناصر إلا إستخدام الرصاص الحي والإعتقال الوحشي لتفريق المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية والخبز و دون أن يستمع لمطالبهم .. وفي صبيحة 12 اّب 1952 إقتحمت مصفحات الشرطة معامل كفر الدوّار وقتلت عشرات العمال المضربين وفي صبيحة اليوم التالي أعدمت القائدين النقابيين :
مصطفى خميسي --- وأحمد حسن البكري , على باب المصنع بعد تعذيبهم بطريقة لاتختلف عن جرائم النازيين ..
وفي العدد رقم 9 لمجلة الطريق اللبنانية – أيلول 1952 وصف حي للإرهاب الدموي الناصري ضد الشعب المصري وأسماء الضحايا وتفصيل جريمة كفر الدوار .. وقالت : ( إن عبد الناصر أيد مشروع قيادة الشرق الأوسط الأمريكية , كما أيد مشروع كتلة المتوسط الشرقي الإستعمارية ) .
ونشرت صحيفة ( كفاح العمال ) السرية الناطقة بإسم مؤتمر العمال السوريين التقدمي في سورية في عددها الخامس – أيلول – 52 وصفاً حياً تحت عنوان ( الديكتاتوريون في مصر يقتلون ويريقون دماء العمال المضربين ) ومثلها موقف غيرها من الصحف الحرة في لبنان وخصوصاً – الصرخة والنهار –
وفي مايس 53 صرح دالس بعد إجتماعه بعبد الناصر في السفارة الأمريكية في القاهرة : ( إن عبد الناصر رجل ذكي يجب على الغرب أن يقتنع بعدم السعي لإقامة قيادة الشرق الأوسط وهو مشروع بريطاني – إن مصر على عتبة مستقبل باهر )

وصرح عبد الناصر بعد هذالإجتماع مع دالس بما يلي : ( إن الخطر الداخلي هو الأساس . يجب الوقوف بوجه الشعب من الداخل – صحيفة الرأي العام الدمشقية )
وإذا استطاع البلهوان تضليل محمد نجيب ليلزم الصمت عن جريمة كفر الدوار بحجة إتفاقهما المزعوم على القضاء على الشيوعية - كما ورد في مذكرات محمد نجيب ص 226 المشكوك في صدقها لإنها صدرت ومحمد نجيب أسير في الإقامة الجبرية حتى وفاته ..؟
فكيف صمت الاّخرون الوطنيون والشيوعيون في الجيش والجبهة الوطنية .. حتى امتدت الجريمة لرقابهم ...وخلت الساحة للزعيم الأوحد ليقيم ديكتاتوريته العسكرية وينفذ الأدوار المنوطة به لقيادة الأمة المنكوبة إلى المزيد من النكبات ويفرخ أمثاله من المدجنة نفسها من أنظمة الإستبداد والتجزئة والعمالة حتى الساعة ... وكيف صمتوا عن إطلاق عبد الناصر سراح العصابات التي أدانها القضاء المصري بجريمة حريق القاهرة ونهبها التي مر ذكرها سابقاً !؟ بل كيف إنطلت لعبة عمرو بن العاص في موقعة صفين بين علي ومعاوية -على ممثل علي في التحكيم الشيخ أبو موسى الأشعري مرة ثانية في التاريخ . .. قال الفريق البزري في كتابه ص 188 ( تفتقت ذهنية عبد الناصر عن حيلة طالما رددها واستعملها لتفريق وتفتيت منافسيه مقدمة لضربهم . فبعد نجاح الثورة استغل نفوذ محمد نجيب لإقناع جميع فئات الضباط الأحرار بحل نفسها ,, بحجة تشكيل فئة واحدة وقيادة واحدة – مجلس قيادة الثورة _ .. لتجنب الإنقسامات داخل الجيش ... وقد وقع محمد نجيب والأخرون بهذ الفخ ) وبقيت فئته الوحيدة دون حل تستولي على المفاصل الرئيسية في مجلس قيادة الثورة والدولة .. حتى تمت تصفية جميع قادة الثورة في السجون والمنافي وفي مقدمتهم نجيب ويوسف صدريق ورفاقه وجميع ضباط سلاح الفرسان صانع الثورة كما سياتي ...
هولندا / 7 / 2








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لمصلحة من ؟
سيمون ( 2010 / 2 / 8 - 18:18 )
لمصلحة من تكتب أيها الهامس؟ ألمصلحة الذين شنوا العدوان الثلاثي 56؟ أم لمصلحة إسرائيل وعدوانها في حزيران 67 بهدف إنهاء حكم ناصر في مصر؟
إسرائيل فشلت في انهاء ناصر حيّاً وها أنت تكتب لتنهيه ميتاً !! كذا؟
عفيف البزري الذي تستشهد به هو الذي قاد الوفد العسكري ليهب سوريا الديموقراطية لناصر الحاكم الدكتاتوري كما تصفه


2 - الحقائق التاريخية لاتدحض بالإفتراء والتخوين ؟
جريس الهامس ( 2010 / 2 / 8 - 19:04 )
يا سيد سيمون نحن نسجل وقائع تاريخية دامغة لانؤخذ بالتضليل والأكاذيب التي تفبركها أنظمة القمع والمخابرا ت -- العدوان الثلاثي تصفية الإستعمار القديم لحساب أمريكا الإستعمار الجديد - حرب 1967 خيانة سافرة منذ إغلاق خليج العقبة إلى ماجرى في سيناْ ثم في القدس والضفة والقطاع والجولان ...إن طمس الحقائق كما تريدها الأنظمة هوالخدمة الحقيقية للعدو الصهيوني ..أما الفريق البزري ورفاقه الذين ذهبوا إلى القاهرة لبناء إتحاد حماية لسورية من مؤامرات حلف بغداد والحشود التركية المتواصلة .. وتحاشياً للصراعات داخل الجيش وفي مقدمته تمرد قطنا صيف 57 لذي قام به البعثيون ضد ضباط اليمين وهذا يحتاج لدراسة خاصة . وصنع السوريون التقدميون والوطنيون الوحدة لحماية سورية من الإحتلال فانعكست ضدهم وضد سورية , ولم يفكروا لحظة باغتصاب السلطة كما فعل غيرهم وكانت في متناولهم .. والسلام لمن يستحق السلام

اخر الافلام

.. مراسل فرانس24 يرصد لنا حالة الترقب في طهران تحسبا لهجوم إسرا


.. غارات إسرائيلية -عنيفة جدا- تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت




.. هل يؤثر مقتل هاشم صفي الدين على معنويات مقاتلي حزب الله في ج


.. انفجارات متتالية تهز ضاحية بيروت الجنوبية جراء القصف الإسرائ




.. غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات في غزة تسفر عن شهداء وجرحى