الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفساد السياسي والشعر الشعبي

واصف شنون

2010 / 2 / 7
الادب والفن


يتبع العراقيون أساليب شتى في التعبير عن معاناتهم اليومية ، فيحولون مآسيهم إلى ضحكات ونكات وسخريات ،ففي كل زمن يخترعون اهزوجاتهم المادحة التي تقابلها أهازيجهم الذامّة،وفي كل عهد ينشدون أناشيد البطولة والفداء والعروبة والفخر ليقابلوها بأناشيد السخرية والتعرية والإستهزاء المر ّ والكوميديا السوداء التي تتجاوز النحيب فتحوله الى قهقهات ،وقد تميز الشعر الشعبي العراقي عن غيره من الفنون بـ(قلة الأدب !!) في المدح والهجاء تعبيرا ً عن لغة الشارع و المحلات الشعبية ، فأنتج غناء ً وأناشيدا ً عراقية كاذبة ومزيفة جعلت من الجنوب العراقي(منتج الشعر الشعبي العراقي المتميز) إضحوكة أمام أهله قبل الآخرين خاصة في ثمانينات القرن الماضي ابان الحرب مع ايران ،على الرغم من أن منتجيه (موهوبون و شفافون ) لكنهم ولأسباب عديدة فقدوا وازع المعرفة التي واجبها التعريف بثقافة شعبية مترسخة ،تنطق ُ بآهات الشعب وطموحاته كما ورثوها عن (حبوباتهم )الملفعات بالسواد ، فتحولوا الى طبول معارك أو دفوف تدر ُ رزقا ً أو طبلات غجرية ...
في الحقبة الأخيرة تحول جميع الشعراء الشعبيين وأحفادهم من شعراء العامّة والخاصّة وكالعادة الى مسوقي آراء واتجاهات بعض السياسيين والأحزاب الدينية ،وأغلبهم وحسب الطبع !! مالوا لأحزاب الإسلام السياسي العراقي ،فحولوا مرثاة الشيعة الحسينية الى قصائد ولاء سياسية موالية بإسم حزب أو كيان سياسي يعلن بفردانيته للحسين بن علي وشهادته التي هي في الحقيقة ليست لملك أحد كما يعرف الجميع ، فحين تكون الأميّة على مستو ٍ عال ٍ ،فأن العاطفة هي التي تتحكم بمصير الأفراد ، أفراد الشعب الحزين الى أبد الأبدين ،ومن طابع التكتلات الشعبية الحسينية هي رفض الحكم الجائر !!.
ومنذ فترة أدرك بعض العراقيين أن النكته والسخرية في مواجهة أوضاعهم لاتكافح ولا تقلل من شأن ما يجري خاصة وأن انتخابات مارس / اذار قادمة فكتب أحدهم مايلي وهو يفلسف ويقسم طبقات وفئات الشعب :





سأل طفل والده : ما معنى الفساد السياسي ؟؟؟


فأجابه : لن أخبرك يا بني لأنه صعب عليك في هذا السن ، لكن دعني أقرب لك الموضوع ....

أنا اصرف على البيت لذلك فلنطلق عليّ اسم الرأسمالية ...

وأمك تنظم شؤون البيت لذلك سنطلق عليها اسم الحكومة ...

و انت تحت تصرفها لذلك فسنطلق عليك اسم الشعب ....

و أخوك الصغير هو أملنا فسنطلق عليه اسم المستقبل ...

أما الخادمة التي عندنا فهي تعيش من ورائنا فسنطلق عليها اسم القوى الكادحة

فاذهب الآن يا بني وفكر عساك تصل الى نتيجة .... .....

و في الليل لم يستطع الطفل أن ينام فنهض من نومه قلقا ً
ولما سمع صوت أخيه الصغير يبكي قام وذهب اليه فوجده قد بلل حفاضته ووسخ نفسه

فذهب ليخبر أمه فوجدها غارقة في نوم عميق ولم تستيقظ ، وتعجب جدا أن والده ليس نائما بجوارها !!

وهو يبحث عن أبيه سمع همسات وضحكات في غرفة الخادمة فنظر من ثقب الباب فوجد أبيه مع الخادمة !!!

و في اليوم التالي قال الولد لأبيه : لقد عرفت يا أبي معنى الفساد السياسي ..

قال الوالد : ما شاء الله عليك ... فماذا عرفت عنه ؟؟؟

قال الولد : عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق

يصبح الشعب قلقا تائها مهملاً تماماً ويصبح المستقبل غارقا في القذارة و يكون الفساد السياسي ...

قال الاب الرأسمالي...: يلعن أبوك كيف جبتها !!!

________________________________________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا