الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراقي هندي

صلاح محمد حافظ

2010 / 2 / 7
الادب والفن



بعد إن كَشرت الفاشية عن أنيابها على شعبنا وانكشفت أقنعتهم الفولاذية التي لم يرها قادة القوى الوطنية آنذاك.......فلن يحترموا مشاعر
أو حرمات الناس, كانوا كالوحوش الكاسرة لا تعرف غير أكل لحم فريستها. في حينها بدأت معاناة شعبنا الذي أنَ تحت سياط جلاديه البعثيين والمرتزقة.

صاحت صيحات هنا وهناك ما العمل أنترك هؤلاء الأوباش يعبثون في الأرض فسادا وننسحب ونحافظ على أرواحنا وماذا عن شعبنا...........
الكثير من الشباب انطلقوا إلى الجبال و هناك من انطلق إلى الجنوب حيث الأهوار وعاهدنا أنفسنا على المقاومة ضد الهمجية ضد ذاك الصعلوك المتغطرس الذي لا يعرف له حدود توقفه عندَ حده لا و لا حتى الأمم المتحدة استطاعت أن تلجمه بحجة السيادة الوطنية والرشاوى التي لا تحصى.....
الكثير من العراقيين من أهل الجنوب والوسط تعايشوا مع شعبنا الكردي وتحسسوا طبيعتهم عن قريب تلك الطبيعة الفطرية, طبيعة الفلاحين رغم قسوة الحياة حيث العوز والفقر والمرض والحرمان. وبعد ما بدأت العصابات المسيطرة على زمام الأمور في عراقنا الحبيب كان خبراء الجلادين يكتشفون الطرق تلو الطرق لتعذيب الناس وإبادتهم أمام أعين كل العالم وبدون رحمه. كانت هذه العصابات لا تعرف ولا تعترف بالقانون الدولي لأنها كانت على يقين من شراء اغلب السياسيين في العالم وهذا ما كان يعرف بكوبونات النفط حيث أغمض ساسة العالم أعينهم وأذانهم أمام اكبر جريمة في التاريخ ضد شعبنا العراقي الكردي في كردستان العراق حينما قصف جلادين بغداد آنذاك القرى الآمنة بالكيماوي لإبادة شعبنا الكردي ...

ودمروا الجنوب بتجفيفهم للأهوار وقتلوا ألاف الكائنات الحية, وقضوا على المصدر الغذائي الوحيد لسكان المنطقة فزادهم الفقر والإمراض. وهجرة الطيور المهاجرة التي كانت تستعمل الاهوار محطة للاستراحة ثم لتواصل هجرتها الطبيعية إلى أوربا. وفي حينها بدأت هجرة الإنسان العراقي أيضا من الأرض كما هجرت الطيور اهوارنا الجميلة .......

كان يوم لا مثيل له يوم اختلطت بهِ الأفكار والآهات والتطلعات والخوف من ذلك الشرطي في إحدى مطارات أوربا ... صرخ الشرطي بأحد العراقيين .. من أنت ؟
فاخذ العراقي الشاب الأسمر وبدون أي تردد ,, يرطن بصوت واطئ ويعلو صوته ولا يفهم الشرطي ماذا يقول. يتحدث الشرطي بالانكليزية يجيبه العراقي بكلام غير مفهوم وحركات كحركات الهنود (كحركة الرأس و الأيدي)..كان جواز هذا العراقي جواز هندي فتقمص شخصية رجل هندي. وفي هذهِ اللحظات هبطت طائره هندية في المطار. وإذا بالشرطي يوقف احد المسافرين وطلب منه المساعدة ليفهم هذا الهندي العراقي فجاء الهندي الحقيقي إلى الهندي المزور وبدء يتحدث إليه ويجيبه العراقي بكلام غير مفهوم وإشارات فلم يفهم الهندي ماذا يقول هذا العراقي فذهب إلى الشرطي وقال له لا أفهم ماذا يقول ربما هو من إحدى المقاطعات الهندية بلهجة غريبة لا أفهمها فشك الشرطي بالهندي الحقيقي وألقى القبض عليهِ وترك الهندي العراقي يسافر مع الاعتذار له عن التأخير فشكر الهندي العراقي الهندي الحقيقي بلغه غير مفهومه وذهب دون أن يلتفت خلفهِ.

بقى الهندي الحقيقي يلطم ويصرخ ويتحدث بالهندية عسى أن يفهمه احد, حتى تأكد للعراقيين الملقى القبض عليهم في الحجز إن هذا الهندي العراقي قد سافر ورحل بنجاح في حينها اخبروا الشرطي بالحقيقة فصرخ الشرطي بالانكليزية
( اللعنة مرة أخرى) Damn… again
إن للعراقيين قصص لا و لا في ألف ليلة و ليلة.................!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جميل جدا
صادق الحر ( 2010 / 2 / 8 - 04:53 )
العزيز صلاح .. احسنتم حين نقلتم من خلال هذه القطعه جزء من الحقيقة المرة التي وصل اليها العراقيين المشردين في دروب الاغتراب.. واتمنى ان تتواصل في سرد قصص عن تلك الحقائق المضحكة المحزنه في كتاب يعنى بالف ليله وليله للمتشردين. مقترح للصدق والحق والحرية فقط . دمتم


2 - عراقي هندي
ضياء العراقي ( 2010 / 2 / 8 - 07:25 )
السلام عليكم
قصة جميلة عزيزي صلاح، أسألك عن هذا اليوم ماذا فعل البديل الذي للأسف أسميه بديلاً عن ذلك الأرعن الدموي قاتل شعبي ما عساي أن أقول إلا:
والله غزانه الوكت ألعن أبو صدام
أسس أساس الظلم جابنه هالظلام

عزائنا بأن لدينا دستور نتحاكم به وستنتهي هذه الغيمة التي أتت من ذلك الوقت الأسود والخير آت وسيكون العراق الجنه وسيطعم كل العالم كما شاء له الخالق عزَّ وجلَّ.


3 - ايام لا تنسى
فلاح ( 2010 / 2 / 9 - 03:35 )
شكراً لتوثيقك لهذه الحادثه التي كنت احد اطرافها, وحتى تكون الاماكن معروفه فقد كان المطار هو مطار اثينا والهندي المزور اي العراقي الاصل كان اسمه صباح واطلق عليه فيما بعد اسم صباح الورطاني وذلك... لتوريطه للهندي الاصلي...ومن المفارقات الانسانيه ان الهندي الاصلي عندما أودع في الحجز المؤقت معنا في المطار وعرف حقيقه الامر ولماذا فعل صباح الورطاني كل هذا التمثيل الرائع قال انا سعيد الان لان الورطاني ربما يجد وطن له....أما انا فسأخرج من الحجز وسأذهب الى بلدي بسلام ....هكذا فعل القائد الضروره بالعراقيين

اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال