الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة المقالة في قطاع غزة بين قرارات التعدي على الحريات و تناقض التصريحات

رامي مراد
باحث مهتم بقضايا التنمية - فلسطين

2010 / 2 / 9
القضية الفلسطينية


يبدو لمن يتابع أخبار الحكومة المقالة عبر شاشات الفضائيات، أو من قصور عاجية عالية يعتقد لوهلة انه يتابع أخبار أرقى حكومة في العالم، بل ربما أكثرهم ديمقراطية، و لكن شتان بين ما يسمع و ما يمارس و يرى على ارض الواقع، فقبل أسابيع قليلة كنا في مؤتمر نظمه مركز بال ثينك للدراسات الإستراتيجية في مطعم المتحف في قطاع غزة، و قد مثل ( لا اعرف حدود تمثيلها فحماس للأسف تقع بذات الشرك الذي وقعت فيه حركة فتح، فلم نعد نميز بين ممثلين الحكومة و قيادات الحركة أو أعضاء المجلس التشريعي فالجميع يمثل الجميع )، المهم أن السيدة هدى نعيم عضو المجلس التشريعي عن قائمة التغيير و الإصلاح قد سئلت سؤالا واضحا حول موقفها كممثل لست ادري لمن، عن رأيها في قرار فرض الحجاب والجلباب على الطالبات في مطلع الفصل الدراسي الجديد، كان ردها و بكل وضوح " لا يوجد أية قرارات بذلك، و يوجد قرار وزع على كافة المدارس، و بالتأكيد على أن ارتداء الجلباب و الحجاب هو ضمن الحريات الخاصة التي لا يجوز لأحد التعدي عليها"، هذا كان ردها وبكل وضوح، و أيضا تصريحات ممثلي الحكومة المقالة حول ما اتخذه السيد عبد الرؤوف الحلبي حول فرض زي خاص بالمحاميات ينص على الزي الشرعي الجلباب و الحجاب بأنه تعدي على الحريات، و أيضا حول ما يسمى بحملة الفضيلة، فهم لم يعرفوا أن أحدا لن يكون ضد الفضيلة، و لكن علينا أن ندرك أن هذا المفهوم هو فضفاض و نسبي و يخضع للمنطلقات الفكرية و الأيدلوجية في فهمه، و هذا ما حدث بالفعل فعندما تتدخل رجالات الأمن لتعتقل شبابا يمرحون و يسبحون على شاطئ بحر غزة بحجة أنهم لا يرتدون الزي الشرعي للسباحة، فأي زي شرعي فلم أقرا نصا قانونيا أو شرحا لقانون صدر يحدد ملامح الزي الشرعي للعب و السباحة، كما انه يصبح في غزة عندما تتمشى أنت و خطيبتك أو زوجتك أو حتى أختك عليك أن تحمل إثباتات لهذه الصلة أو القرابة حتى لا تقع في يد من يطبقون حملة الفضيلة.
و بعد كل ذلك تذهب إحدى الطالبات التي اعرفها جيدا بالأمس كما الكثيرات على ما اعتقد إلى مدرستها بالزي المدرسي المعروف، و هو ليس مكسما أو معيبا بل انه و بحسب رأيي فيه مغالاة بالتحشم فتنبهها مديرة مدرسة عدنان العلمي الصباحية أن عليكي ارتداء الزي المفروض و هو الجلباب و إلا ستطردين من المدرسة، و نحن لم نجد نصا قانونيا يحدد الزي المدرسي بأنه الجلباب، أم أن ذلك ترك لاجتهاد المديرات؟.
و هل يحق لكل مديرة أن تفرض الزي المدرسي الذي يتناسب و معتقداتها و أهوائها، إذا كان كذلك، فلماذا تغضبون عندما اعتبرت فرنسا أن الحجاب يخالف الزي الرسمي للجامعات والمدارس؟ أم أنكم تريدون حرية على مقاسكم؟ فان كنتم مع الحرية فلتكونوا معها بمطلقها لا بحدود ما ترونه من منظور أيدلوجيتكم.
كما أنني لم أرى أي تحرك يذكر لقيادة اليسار أو المؤسسات الأهلية، ألا يوجد لديكم بنات في المدارس الثانوية أو الإعدادية أم أنكم استكنتم للواقع و استمرأتم المثل الشعبي القائل ( حط راسك بين الروس و قول يا قطاع الروس )، أين هي ثورية جيفارا و دور المجتمع المدني في الحفاظ على الحريات، أين شعار المزاوجة بين التحرر الوطني و النضال الديمقراطي؟
أم أننا اكتفينا بشعارات تكتب في بعض أدبياتنا و نسينا أننا نمثل المدافعين عن الحريات في المجتمع و أن هذا الدور باعتقادي لا يقل أهمية عن النضال الوطني التحرري فلا يمكن لنا أن نحرر الأرض قبل أن نحرر الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات -مباشرة ووجها لوجه- في جباليا وحركة نزوح جماعي من رف


.. ضغط روسي على خاركيف.. والدعم الأمريكي -في الطريق-




.. هل سنرى المنتجات الليبية قريبا في الأسواق العالمية؟ • فرانس


.. ما سبب توقيف المحامي مهدي زقروبة.. وزارة الداخلية في تونس تو




.. بلينكن من كييف: الأسلحة الأمريكية -ستحدث فرقا حقيقيا- في ساح