الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الدراسة المختلطة

أمير الحلو

2010 / 2 / 8
كتابات ساخرة


كانت من نصائح امهاتنا عبارة (لاتدوس على الجني وتقول بسم الله الرحمن الرحيم) وقد فهمت ان معناها تجنب الشر والابتعاد عنه بدلاً من التقرب منه، والولوج فيه ثم استنكاره ومحاربته ، وينطبق هذا القول على العديد من الظواهر والممارسات الاعتيادية (البريئة) التي يجري تحويلها من قبل البعض الى (آيات شيطانية) على طريقة (ما اجتمع أمرأة ورجل الا وكان الشيطان ثالثهما) وهي مقولة غير مطلقة والا فان على كل جنس ان يبتعد عن الاخر في مجالات العمل والدراسة والجيرة واكثر مجالات الحياة خوفاً من الشيطان!
ولو عدنا الى التاريخ القديم والمتوسط لوجدنا ان الاختلاط بين المرأة والرجل موجود في جميع مجالات الحياة، بل ان المرأة كانت تتحمل اعباء كبيرة اكثر من الرجل علاوة على مساعدته الفعلية في الحقل والعمل والبيت ، وهذا امر طبيعي منذ خلق الله سبحانه وتعالى البشر وميزهم عن الحيوانات (مطلقة الحرية) ، ولكن من وضعوا الحدود بين المرأة والرجل هم الذين خلقوا (المشكلة)وهددوا بالويل والثبور وعظائم النتائج والامور في حالة (اباحة) الاختلاط.
ان المرأة في الريف تقوم بأكثر الاعمال وتختلط بالرجال من دون حساسية أو حواجز، والمرأة في المدينة استطاعت بعد معاناة طويلة من دخول مجالات الوظيفة والدراسة وحتى ممارسة الاعمال التجارية، ولايستطيع احد ان يقول ان ذلك قد ادى الى (فساد المجتمع)، وان الاستثناءات موجودة في كل مجالات الحياة وليس الاختلاط وحده هو السبب.
ان الانسان ميال بطبيعته عن البحث وسبر اغوار الامور السرية والتي يجري اخفاؤها عنه من قبل الاهل او المجتمع،لذلك فأن اباحة الاطلاع على ما هو بعيد عن الخطورة او ما هو طبيعي خلقه الله تعالى من دون نهي عن الاطلاع عليه وممارسته، هو ما يتفق مع الحالة الانسانية وجعل الحياة تسير بشكل امين وسليم، ولكن عندما يجتهد البعض بوضع حواجز من (عندياتهم) فذلك امر يخصهم وبأمكانهم تطبيقه على انفسهم وعدم اجبار الناس على انتهاج ما يعتقدون بصحته،فلكل رأيه وممارساته.
اكتب ذلك وانا اقرأ خبراً عن الدعوة الى منع الدراسة المختلطة بين البنين والبنات في المرحلة الابتدائية ، ومع اني لم امارس شخصياً هذا الاختلاط في (زماني) ، الا ان الاوضاع تغيرت جذرياً ومرت عقود طويلة على وجود المدارس المختلطة ولم نسمع يوماً بحدوث (اختراق) يذكر او خدش للحياء.
ان العيش المشترك بين الجنسين في مرحلة الطفولة يفسح المجال للنقاش الاخلاقي الطبيعي بعد هذه المرحلة ، ولكن (الفصل) يطرح التساؤل عن سبب ذلك ويخلق حالة قد تؤدي الى عواقب عكسية في المراحل اللاحقة بعد مرحلة النضوج، فالاختلاط (الابتدائي) يكون علاقات ومفاهيم التآخي والبراءة ومن دون وجود اية حساسية او مخاطر فاذا كانت هذه المرحلة الخطرة لاتؤثر على العلاقات بين الجنسين، فكيف يخطر ببال البعض أن فصل الاطفال الابرياء عن بعضهم حسب الجنس هو اجراء اخلاقي صرف، يبعد الانسان عن الشيطان!
لنبحث عن الشيطان في داخل النفوس والتصرفات ،ولنجعل اطفالنا بمنأى عن التفكير بأن الدراسة المختلطة هي ساحة يلعب بها الشيطان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هذا ؟؟
كنعان ( 2010 / 2 / 8 - 14:53 )
الى ادارة الحوار المتمدن المحترمة
اي قواعد خالفتها فى تعليقى السابق ؟ اعلمونى يرحمكم الله والا فأنا اعلم ان التثبيط ليس من صفاتكم
دخلت حديثأ الى موقعكم المحترم وأعجبت به
لديكم بريدى الالكترونى تحياتى لكم


2 - تأييد
أمير الحلو ( 2010 / 2 / 9 - 06:15 )
تحية
.
أؤيد نشر تعليق السيد كنعان
أمير الحلو /بغداد

اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-