الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تداعيات عدم فاعلية اجهزة الكشف عن المتفجرات

عزيز العراقي

2010 / 2 / 8
كتابات ساخرة


في العراق , من السهولة معرفة الانتماء والعائدية الحزبية سواء للصحيفة او القناة التلفزيونية او خطب الجمعة في بيوت الله . فقد بلغ الاستقطاب أشده , والصراعات طالت أبناء الطائفة الواحدة , والقائمة الواحدة , بل والحزب الواحد . فكم هي الانشقاقات التي حصلت تحت لافتة الخلافات الفكرية والمبدئية , وأبرزها ( طبعاً ) الخلافات في تحديد اولويات احتياجات الشعب العراقي , وكيفية الوصول لإنهاء معاناة هذا الشعب المنكوب . ومشكلة استيراد الكلاب البوليسية في الكشف عن المتفجرات تأتي ( في تحديد اولويات احتياجات الشعب العراقي , وكيفية الوصول لإنهاء معاناة هذا الشعب المنكوب ) . إذ ليس من المعقول أن يكون هناك خلاف فكري أو مبدئي بين هذه الكلاب ( السلوكَية ) وبين اغلب القيادات السياسية للأحزاب العراقية .

مثلما هو معروف , كان الكشف عن فضيحة عدم فاعلية أجهزة كشف المتفجرات التي استوردت بمبالغ خيالية فوق سعرها الحقيقي من بريطانيا تسبب الحرج لبعض القيادات السياسية , ومنعا لتطور الاتهامات والتخوين , وانشغال البرلمانيين العراقيين بها, وتركهم معالجة قضايا وطنية أكثر ضراوة من أجهزة كشف المتفجرات , خرج علينا اللواء قاسم عطا الناطق الرسمي لقوات بغداد , وأكد مثلما اظهر في خروجه السابق : إن الوضعية تحت السيطرة , وشكلت لجنة للتحقيق . وفي نفس الوقت جري القيام بتجربة عملية أمام جميع ممثلي الكتل السياسية , وذلك بتمرير الجهاز عل كيس ابيض . واخذ الجهاز يصرخ بأعلى صوته , مما دفع بحماس جماعة المدافعين عن الجهاز للتصفيق , وترديد: الله اكبر , الله اكبر , وسط ذهول الذين اتهموا الجهاز . إلا أن احد جماعة المدافعين اخبر الطرف المذهول : بأن الكيس ( دوّه حمّام ) , وهي مادة كيماوية أشبه بالنورة تستخدم في الشرق الأوسط لإزالة الشعر . مما أعاد الثقة للمذهولين وزاد حماسهم في تأكيد فشل الجهاز , وقال ممثلهم : ان هذا الكيس ( دوّه حمّام ) وليس مواد متفجرة . فأجابه نظيره من الطرف الآخر وبشكل قاطع: بربك إذا مع (دوّه الحمّام ) هيج صرخ ؟ ويه المتفجرات شراح ايسوي ؟!

الأمريكان من جانبهم مشغولين باعادة المجتثين من البعثيين إلى العملية الانتخابية , التي حرّم الدستور ترشيحهم إليها . ومنعا لتطور مشكلة صراخ الجهاز من (دوّه الحمّام) الذي سبب في زيادة الخلاف بين قيادات الكتل السياسية , بادرت قيادة القوات الأمريكية بطرح فكرة استيراد الكلاب البوليسية المدربة للكشف عن المتفجرات . ومثل أية قضية في العراق أصبحت موضع خلاف بين مؤيد ومعارض , و ابرز المؤيدين البعثيين المجتثين , وكما هي عادتهم في المساومة , دخول الكلاب الأمريكية مقابل دخولهم العملية الانتخابية . وكان اكبر المعارضين بعض المجاميع في التيار الصدري , ولهم كل الحق في الاعتراض , وقد يعتقد البعض ان اعتراضهم لأسباب دينية , حيث ان ملامسة الكلاب تدخل في باب النجاسة , إلا إن اعتراضهم مشبع بالعلمانية وليس مع هذا التوقع .

يقول جماعة التيار : ان الكلاب التي دربت على شم المتفجرات مكلفة , وفي نفس الوقت فنحن شعب يعاني من البطالة , وبدل الكلاب يمكن تعيين الكثير من شباب التيار , وهم أكثر كفاءة من هذه الكلاب , حيث يستطيعون الكشف عن المتفجرات ليس بالشم فقط , بل وبالرفس أيضا. ومن خلالهم يمكن السيطرة على باقي الظواهر السلبية الأخرى , مثل القمار , وشرب الخمور , ومنع مظاهر التحلل الأخلاقي , واستهتار طلبة جامعة البصرة, والعراقيون يشهدون لهم بذلك . ويؤكد صدري آخر : إن هذه المجموعة تخاف من الكلاب , لأنهم يعتقدون إنها تكشف عن المخدرات أيضا .

الدكتور موفق الربيعي رئيس حزب الوسط , وبحكم تجربته الغنية السابقة حيث كان مستشارا للأمن القومي , دعم موقف جماعة الصدريين , بإثارته الشك من احتمال ان تكون الكلاب نسخة صينية أو كورية , أي ليست أصلية , وعندها سيكون قد ضحك علينا مرّة أخرى , بعد أجهزة الكشف الأولى . وحفظا لسلامة الكرامة العراقية , وبحكم كونه طبيبا , اقترح جلب مختبر من مستشفاه في لندن - على أن تدفع الحكومة مصاريفه – للكشف عن الكلاب إن كانت أصلية أو مقلدة . والجهاز عبارة عن حوض ماء يتم إنزال الكلب فيه , ويبقى رأسه فقط فوق سطح الماء , ويتم تخويف الكلب بعصا غليظة , فإذ لم يبق بق الماء فان الكلب أصيل , أما إذا بق بق فان الكلب نسخة مصنعة , وعندها يتم كشف اللعبة .

من العار على العراقيين أن يتم توقيف رئيس الشركة المنتجة لهذه الأجهزة , ويودع السجن من قبل الشرطة البريطانية , وبسبب هذه الصفقة , رغم ما جاء به من أرباح لدولته , والعراقيون لم يتمكنوا من محاسبة , أو الإشارة لأي مسئول لغرض التحقيق عدا لجنة تحقيق قاسم عطا الكسيحة . وقد حرف الموضوع من سرقة عشرات الملايين من الدولارات , وما تركته من آثار دموية راح ضحيتها مئات العراقيين بين شهيد وجريح , الى ان ينحصر الجدل : هل هي صالحة ام
ام لا ؟ واغلب المسئولين لحد الآن يؤكدون صلاحيتها !! ويعتقد اغلب العراقيين ان الكشف عن جريمة شراء هذه الأجهزة جاء بسبب الصراع الانتخابي , وليس بسبب الحفاظ على أرواح العراقيين . العراقيون يأملون ان لا ترحّل مهزلة الكلاب الحالية الى دورات البرلمان الجديد , فقد سئموا النباح , وباتوا يفرقون جيدا بين نباح الكلب الخائف , والآخر المتملق , وثالث يسرق ما ائتمنوه عليه , ورابع جربوع ....الخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا الكلب الان
احمد ( 2010 / 2 / 8 - 16:35 )
مقالك ياسيد عزيز مضحك ومبكي في نفس الوقت اتذكر في بدايه السقوط ودخول القوات الامريكيه والبرطانيه استخدموا الكلاب في الكشف عن الاسلحه والمتفجرات ولكن ولاننا شعب مؤمن جدا ونظيف جدا بنظافه شوارعنا وازقتنا لم نقبل واعتبرنا هذا منافي لعاداتنا وتقاليدنا وعوضوا الكلاب بلاجهزه وحدث ما حدث من حصد للارواح بالجمله والان رجعوا علي الكلب من نحاسب عاداتنا ام تقاليدنا ام ديننا اللذي لحد الان لم نفهم سر العداوه مع هذا الكلب المسكين اللذي اثبت وبجداره ذكاؤه ووفاؤه وفاءدته للانسان في اليسر والعسرتستعين به ارقي الدول في الكوارث والامن هنا في اوربا يمتنع سائقي التكسي المسلمين من السماح للاعمي اللذي بصحبته كلب يدله علي الطريق بالصعود تصور
عفوا للاطاله وشكرا علي المقال


2 - استاذ احمد الموضوع واضح جدا
عباس العكيلي ( 2010 / 2 / 8 - 20:34 )
القضية وما فيها ان الجماعة يخافون من الكلب لأنه سيكشف مخدراتهم المستوردة من ايران او عبرها من افغانستان كما كشف الكلب الستة مليارات اللي كانت بسيارة عمار الحكيم وهو متجه الى ايران واوقفته القوات الأمريكية على الحدود بين محافظة الكوت ويران. المصيبه ان الأجهزة الكاشفة كان سعرها لايتجاوز المليون دولار والجماعة حسبوهه ب 83 مليون. واخيرا يظهر علينا السيد رئيس الوزراء ويقول: احنه شكلنة لجنة تحقيق؟؟؟؟!!! هو وينهه نتائج لجان التحقيق من حكومة علاوي الجعفري والى هذا اليوم. هل سمعتوا انهم اعلنوا نتائج تحقيق؟؟ اشو وزير التجارة سارق عينك عينك والظهر الأبيض وهربه السيد القائد العام للقوات المسلحة؟؟تهي بهي؟؟ بلابوش جلاب!!


3 - ليش احنه ماعندنا كلاب ذكية؟؟
محسن الحاج مطر ( 2010 / 2 / 8 - 21:08 )
استاذ عزيز استغرب من حكومتنه ادور على اجهزة وكلاب ذكية! مو هاي عندنا كلاب تارسه الدنيا وذكية جدا وتميز لحم الأنسان عن لحم الحيوان حتى لو دفنته بعمق ثلاثة امتار لأنها اتعودت على هذا اللحم الطيب اللي اكلوه على ايدي التيار.؟خلي يجون ويشوفون عندنا هنا في الرفاعي والمدن القريبة عليها وخاصة في الريف اصلا كلاب اصلية ميه بالميه . ولاداعي ان ينطون فلوس الى مختبر الربيعي. احنه هنا انوفره وماتكلف الشغله كلها حسبة 2000 دولار تدفع للناس اللي تجمع الكلاب واللي عندهم الخبرة . اما اذا يريدون شباب عندهم خبره بالرفس فتعال اوشيل .وشكرا.؟

اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت