الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يوم يمر شباط

مديح الصادق

2010 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



ألف مرة هم قتلوا العراق

لأننا نحب النور؛ بل ننشره في المحيط بلا مِنَّة, لأننا نصون الماء من أدرانهم كي يتعمد فيه الصالح والطالح, ونحن نزرع الورد فتهرب منه أشواكهم, أقمارنا تحرس العشاق, تلهم الشعراء, تبتلع الظلمة, وكل العلم هم يعلمون بأن الحياة بلا أغانينا قفر, وأن الحب عندنا زاد, وأن النخلة نحن, لا تنحني, كلما عطشت كانت لها الأرض أمَّا, الجبال الشمُّ, والسهل في خصبه, والبوادي, وطيبة المعدان نحن, ونحن الذهب الصافي, وحين تدور الدائرات لنا جولة فيها, وما طعن الظهور خصالنا, وليس منا من يبيع العراق بحفنة, أو يستدل به , على أهله, الغازي, قالها النوَّاب فينا
زلمنا تخوض مَي تشرين

حدر البردي تتنطر

زلمنا الما تهاب الذبح

تضحك ساعة المنحر



هم يعلمون يقينا بأننا نحن العراق, وما من سلاح عندهم سوى الجراد؛ فأطلقوه فجر شباطهم الأسود كي يستبيح الحرمات, ويحصد

الزرع والضرع قبل الأوان, فاجتث الباسقات, المثمرات, وأفسد الماء الزلال, فالمصلُّون تيمموا بالسباخ, والعذارى قصصن الضفائر,أشعلن الشموع نذرا كي يعود حيا أبو زيد الهلالي



والعراق لم يمت, وما أمات العراق هولاكو, ولا كسرى؛ لكنهم ثانية عادوا ليقتلوه, في غفلة من تموز عادوا, يخفون وجوه القبح براية بيضاء, ومدوا لنا من خلفها يدا قالوا إنها بيضاء, وما كانت ببيضاء؛ لأن دماء الجبهة التي اغتيلت غدرا كانت نقية حمراء, كراية أهلها كانت, وكانت وصمة عار في جبينهم, ولعنة التأريخ, وسبة الأجيال, ألا لعنة الخلق عليهم, شعارهم دماء, زادهم دماء, والدماء التي تجري في عروقهم هي أنجاس وليست بدماء



وكل يوم يمر يرقصون على أنغام طبلهم, ويذبحون العراق, لأننا العراق, والمسميات كثر : الأولى , الثانية, الثالثة, وما يتبعها, القادسيات, والأنفال, وأم المهالك, وقد ترنح الراقصون, واهتزت الراقصات, والمنابر اعتلاها طبّالون, رعاع, أما { المهاويل } فدعك منهم, يهتفون بقتل العراق, والتوابيت زرافات تزفها الجبهات, واليتامى, ومن ترملن, والذين طوتهم زنازين أسر يديرها إخوانهم في الدين, وفي البلاد خيرة أهلها يطعمهم جلادها للكلاب الجائعات, وهل أنساك يا جاري { عوَّاد } حين هدمت سقف بيتك كي تقبض حفنة تستر فيها عري العيال وجوعهم ؟ والحصار القاتل ما نال من الطغاة, فهم تجارها, وهم أهلها, تلك الحروب



ومرة أخرى, بدم بارد, ذبحوك - يا حبيبي, يا عراق - حين استدرجوا كل بغات الأرض؛ فدنسوا التراب, ولوَّثوا الهواء, وامتدت أياديهم - قاتلها الله - على ما خلفه الأسلاف من كنوز, وفي أقفاصهم حزينة باتت العصافير, وانكسر الناي, والأوتار منه تقطعت عودك يا زرياب, والألوان ما عادت هي الأولى, باهتة أمست الألوان



للمرة الألف عادوا لقتلنا يوم استبدلوا بدلاتهم { الزيتوني } بالعمائم والجلابيب, والمنابر اعتلوها خاطبين, يحللون على هواهم, وعلى هواهم يحللون, وأهل الذمة أموالهم مباحة, أعراضهم, أو عن ديارهم يرحلون, ما هكذا - أيها الدجالون - قالها الدين

هم أنفسهم سفاحو أمسِ, والراقصون أنفسهم, والطبالون, باسم الجهاد, باسم التحرير يكفِّرون هذا, وذاك حلالا يقتلون, وبدلة { النائب } استعاروها, ومثلها بدلة { الآخر } , من أنفسهم هم لا يستحون؛ فكيف تراهم من غيرهم يخجلون ؟ فالقاتل نفس القاتل, في شباط الأسود, أو ما بعد الذي أسموه التحرير



شباط 2010

مديح الصادق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟