الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الشهداء ام حزب الاثرياء

حسن الناصر

2010 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تقلد حزب الدعوة في يوم من الايام لقب حزب الشهداء بكل بجدارة حينما لاكت منظمة البعث جثامين شباب الدعوة في حملة مسعورة بداية حقبة ثمانينات القرن الماضي ولم تتمكن الا ثلة قليلة من مغادرة العراق الى بلدان المهجر وليصبح الدعوة بعدئذ مجرد فكر تكتمه صدور الصامتين في داخل العراق اما خارجه فيتراءى للمراقب عبارة عن حزمة مقالات دورية في صحيفة الدعوة لبعض رموزه الذين يختبئون تحت اسماء مستعارة خشية مجسات مخابرات صدام التي استطالت لتصل الى ابعد قرية من قرى المعمورة حسب ماتبجح به برزان التكريتي عندما كان رئيسا لها حيث صرح بقوله: (بان اعداء النظام امسوا يتلفتون حينما ينتقدونه وهم جالسون في احدى المقاهي او الحانات في ابعد منطقة نائية من الارض) .
ورغم عدم اقتناعي باي فكر ديني ثيوقراطي كونه حسب اعتقادي فاشل ويصيب الحياة بالتجلد والركود ولا يتعاطى مع التطور الانساني المستمر والفاعل بالتماهي وحركة الزمن وكذلك لايمكنه احتواء تغير الذائقة البشرية في كل حين الا انني احترم دماء شهداء الدعوة كونها نحرت من اجل فكر آمنوا به ودفعوا حياتهم ثمنا له وصارعوا نظاما غشوما . الا ان ما تبقى الان من ارث الدعوة بعد ان حاز تركة دماء شهداءه واستولى على ارثهم القيمي والاعتباري سوى رموز بائسة تتضبع للمال العام وترتشف مزايا مالية واعتبارية هائلة بعد ان تسلقوا اعلى المناصب والمراتب الوظيفية مستظلين بمظلة زعيم الحزب والبلاد بنفس الوقت نوري المالكي .
الذي يكلم الفؤاد ويحز النفس ان هؤلاء المتنعمين الان طالما تبجحوا بمظلومية المعوزين وجلهم من الشيعة تنكروا لهم الان بعد ان سكنوا القصور الفارهة وتذوقوا حياة الدعة والرخاء التي بانت على محياهم حيث ان اغلب مستشاري وبطانة المالكي هم من الدعاة السابقين تجدهم الان من اصحاب الملايين ويمتلكون شركات ضخمة بالتشاطر مع حلفاء وخصماء اليوم والامس من كوادر المجلس الاعلى بعد ان كان يعيش الجل الاعم منهم على فتات المساعدات الاجتماعية في دول المهجر , ولست ممن ينبزون الاخرين بتاريخهم الاجتماعي او المستوى المعاشي فكلنا من عوائل متوسطة الحال ومحدودة الدخل لكن من المعيب التنكر لمن اوصلهم الى شفا المجد والحظوة واذاقهم رحيق السلطة وهذا ديدن اغلب هؤلاء الجاثمين الان في المنطقة الخضراء.
وكم يصيبنا العجب والاندهاش حين نرى المالكي يستخدم كل آليات السلطة للتستر على بعض بطانته واتباعه اللصوص ولعل ابرزهم فلاح السوداني الروزخون السابق والمليادير الحالي والتي موّعت قضيته الجنائية بعد ان اتهم بسرقة المليارات من الدولارات هي بالاساس طعام الجياع والمعوزين الذين يعتاشون على البطاقة التموينية التي اصيبت بالهزال المزمن بعد ان استلم الدعوة حقيبة التجارة والادهى والامر ان تحال هذه القضية الى احدى محاكم مدينة السماوة لتخضع للمحسوبية والتاثير العشائري والمناطقي الذي تخضع له هذه المدينة ذي الطابع الريفي بعد ان جيّرت القضية ولمّلت وكوّرت ضد مدير مكتب السوداني فقط حيث لم يقضي المذكور في السجن سوى بضعة شهور وفاءا لصمته ثم اضمحلت القضية برمتها بعد ان كانت حديث الصحف والاعلام فترة يعتد بها لكنها شأنها شأن زميلاتها من قضايا الفساد الاخرى تفتتت بمرور الزمن تمهيدا للحفظ والتحميض الذي هو ديدن اغلب فضائح العراق الحالي , والاغرب في كل ماورد ان تجد اسم فلاح السوداني ضمن اسماء المرشحين بقائمة دولة القانون دون ان يناله مشرط الاجتثاث الاخلاقي او المبدئي او الديني فهذه القصة لو وردت بكتاب كليلة ودمنة لابن المقفع لما استساغتها العقول لكنها ترد كواقع مفروض على الساحة العراقية الراهنة .
المراقب للحدث الان يستشعر السعي المحموم للدعوة وزعيمه المالكي في البقاء في السلطة بشتى السبل حتى ولو كان اسلوبهم الدعائي استجدائي لغرض تجميل صورة أداء الحكومة القمئ بعد ان ذاق المواطن العراقي مرارة الوعود المعسولة التي تنساب من بين ثنايا ذوي البدلات والاربطة الحريرية بعد ان كان زيهم السابق (الدشداشة والحدرية او العمامة ) ولا اجد مضاهاة لهؤلاء بحب السلطة سوى البعث ورموزه من قيادات تكريت والعوجة .
اين انتم يامن حملتم شعار مظلومية الفقراء من ابن الفقراء وزعيمهم البار الخالد عبد الكريم قاسم التي تمر ذكرى استشهاده علينا بكل اسى وشجن ؟ وانتم تشاركون البعثيين الذين اختلفتم معهم في كل شئ الا بفرحة سقوط زعيم العراق الخالد , اين انتم ايها المتنعمون بمباهج السلطة ومزايا السلطان ؟ ماأراكم الا امتداد لمن سلفوا من اوباش البعث سوى تغيير بسيط في الشكل والهندام ...لكم الرحمة ياابناء شعبي المحروم ان دارت عدادات اصوات الناخبين لتمنح المالكي وآل المالكي دورة حكم جديدة بعد ان بان شراء الذمم مؤخرا لشيوخ القبائل بقطعتي سلاح وقماش يسيل لها لعاب الشيوخ الذي طالما سال على موائد الطغاة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحقيقة المرة
بنت العراق ( 2010 / 2 / 10 - 01:58 )
اريد ان اشد على كف كاتب المقال واثني على قلمه القوي الذي خط حقيقه لمل يزل طعمها المر يجلد الاعماق ..فيا للاسف حين نرى ابنائنا الذين ذبحوا ظلما على يد اقذر ما خلق الله وهم البعثيون ..نراهم الان يذبحون ثانيه على ايد من ادعوا نصرتهم فقاموا بتسلق اجساد الضحايا هازئين بتضحياتهم ومحقرين مظلوميتهم بتشدقهم وتبجحهم ...وهاهو النضال يتحول الى ارصدة في البنوك وتيلع سنواته بالمليارات من قوت الجياع ..وربما يستحق الجياع هذا لان باكفهم اجلسوا هؤلاء في مناصبهم .. ولكن اكان هناك بديل ؟ اولم يكن هذا هو المنطق ؟
ليحميك الحب ياوطني من حقد ابنائك قبل الغرباء والرحمه لابنائك الذين كانوا مظلومين ومازالوا مظلومين ..حقا صدق من قال ..الثورات يصنعها العظماء وينفذها الابطال ويستلمها الجبناء ..وهذه الحقيقة المرة التي خنقت فرحتنا بسقوط الطاغيه في صدورنا ..لك الله يا عراق

اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات