الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعثي الصدامي والبعثي الغير الصدامي

عبدالله مشختي

2010 / 2 / 10
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تردد كثيرا في الاونة الاخيرة مصطلح جديد في الاوساط السياسية العراقية وهو البعثي الصدامي والبعثي الغير الصدامي وقد جاء هذا المصطلح في خضم السجال السياسي الاخير بعد القرارات التي صدرت من هيئة المسائلة والعدالة والتي بموجبها استبعدت كيانات وقوائم من الترشيح الى الانتخابات العراقية القادمة ،ومن اكثر الذين اخذوا واكدوا على هذا المصطلح السيد رئيس الجمهورية العراقية مام جلال الطالباني والذي دافع عن حق البعثيين الغير الصداميين في المشاركة بالترشيح للانتخابات والحكومة القادمة .
والسؤال هنا هل يمكن الفرز بين البعثيين وتصنيفهم كونهم صداميين او غير صداميين ؟ من البديهي بان حزب البعث قد خلق واوجد صدام وبامكان هذا الحزب ان يخلق صداما اخرين كما كان قد اوجد اخرين مثل صدام او كاد ان يفوقوا صدام باجراميتهم لو كانت الظروف قد هيأت لهم الارضية لاستلام مركز كمركز صدام حسين والامر الاخر ان معظم او الاكثرية المطلقة من كوادر حزب البعث كانوا خلال حكمهم الاسود يتباهون بصدام وجرائمه ويقلدونه في التفنن بارتكاب ابشع الجرائم بحق الشعب العراقي من الذين لم يكونوا بسايرون خطهم او لايمجدون زهو القائد الضرورة ولا يهللون له ، وكم من هؤلاء الان يقلدون مناصب في مراكز الدولة الان وهم في دواخلهم لازالوا يمجدون قائدهم الاسطورة صدام حسين ، وانهم من وراء الستارات لايخفون مشاعرهم تجاه حزبهم المنحل وانهم بين ليلة وضحاها القوا لباس البعث وغيروا الخطاب من قائد الضرورة والتمجيد للقائد صدام حسين الى التمجيد للقادة الجدد ولكنهم لايزالون يحلمون بعودة حزبهم .
ان حزب البعث من الاحزاب الغير المؤمنة بايديولوجية ثابتة وهو حزب يتلون بالوان مختلفة وحسب الظروف التي تمر عليها وتتغير مواقفها ب زاوية 360 درجة ان تطلبت مصلحتها ، انه حزب لايؤمن بمبدا الشراكة في ادارة السلطة ابدا بل يريد لنفسه الاستفراد بالحكم وبقية القوى يجب ان تكون ذيلية لها وتتبع اوامرها .ان حزب البعث والبعثيين ومنذ سقوط قلعة دكتاتوريتهم في 2003 وحتى الان لا يتورعون عن محاربة العراق والدولة العراقية كونهم يحلمون بعودة كنزهم المفقود الذي امتلكوها حوالي اربعة عقود .ان حزب البعث هو حزب واحد كمنهج واستراتيجية وتوجه لن يتغير ولايمكن ان يحصل فيها تغيير لان روح المؤامرة والتفرد بالسلطة وعدم قبول الاخر متجذرة في فكره اينما يكون هذا الحزب سواء في العراق او غيره من البلدان. فمن اين اتى هؤلاء الساسة بالبعث الصدامي والغير الصدامي اذا لم يكن من وراء ذلك قصد سياسي فقط او الامتثال لضغوطات خارجية سواء كانت او داخلية او لاغراض انتخابية يمكننا ان نصنف اولئك البعثيين بغير الصداميين فقط الذين هربوا من بطش النظام وعاشوا لسنوات في المنافي وانتقدوا مواقف البعث وسياساتهم واندمجوا في التيار الديمقراطي والعملية السياسية الجارية في العراق ونبذوا فكرة البعث وايديولوجياتهم المتعددة والمتلونة كل يوم بلون .ان الذين يمجدون البعث وجرائمهم كيف يمكن ان نسميهم بالبعث الغير الصدامي كم من هؤلاء الذين شملهم قرارات المسائلة والعدالة صرحوا علنا تاييدهم للبعث وسياساتهم واتهموا قادة الاحزاب والسياسيين العراق بانهم عملاء وخونة للعراق اليس هذا بكاف لاثبات ارتباطاتهم بالبعث المنحل .
البعث استلم السلطة في العراق مرتين وفي كلا المرحلتين جرائمهم بحق الشعب العراقي مائلة للعيان ومثبتة في ارشيف التاريخ .وان من يحاول او يريد ان يركب سفينة المصالحة مع البعث اي تنظيم منهم كان فانه سيضر بسفينة الديمقراطية في العراق ويهددها بالغرق لان حزب البعث لم ولن يكون حزب سلام وامان والفة وتاخي ، ان من يظن انه بامكانه اعادة هذا الحزب الى جادة الديمقراطية وقبول الاخر والمشاركة الوطنية في اية عملية سياسية سيكون على خطأ .
وانطلاقا من هذه الحقائق لايمكن تصنيف البعث الى صدامي وغير صدامي فالبعث هو البعث الذي ترسخ وتجذر الفكر الاجرامي في ايديولوجياته وانه لايؤمن بالتعددية مطلقا ولا التسامحية ولا قبول الاخر ومبدأهم انت معي او لاتكون ومعه كذليل وعبودية وتقديس وتمجيد ولارأي له الا الفئة القائدة والمتحكمة ودونهم هم العبيد الذين عليهم ان ينفذوا فقط بدون نقاش او سؤال ،وادعائهم بالمبادئ الانسانية ليست الى وهم وخداع للشعوب . وان اي حزب سياسي سواء كان كرديا او عربيا سنيا او شيعيا يحاول مد اليد لسحب حزب البعث واعادته الى حكم العراق سيكون تصرفه بالضد من ارادة شعبه ،هل نسينا ما حل البعث بالكرد وحكمهم بالكرد والعرب من السنة والشيعة خلال اربعة عقود وهل يمكننا ان ننسى المجازر والمقابر الجماعية والاسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا في حلبجة وغيرها والانتفاضة الشعبانية في الجنوب والجرائم التي ارتكبت بحق الكرد الفيليين وغيرها من الجرائم التي تقشعر منها الابدان من عمليات قطع الرؤوس والعراقيين شاهدوها قبل ايام في جلسات المحاكم وتخريب المجتمع العراقي وتدمير العراق واعطاء اراضي الدولة العراقية الى الدول المجاورة والى ما لا نهاية من الجرائم الاخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - والسؤآل لمام جلال
كمال ياملكي ( 2010 / 2 / 10 - 16:50 )
هل لدى سيادته جهاز يكشف لنا هذين النوعين من المسوخ، (بعثي صدامي وآخر غير صدامي!!!)، لو كنت رئيس جمهوريه، لخجلتُ حقاً وفعلاً من هكذا تصريح سيما المعروف عني أني قاسيت وقاسى منهم كل الشعب العراقي وهم البعثيين، أنهم جميعاً وبما فيهم المنتمون خوفاً أي الجبناء شركاء في جرائم صدام والبعث بالتكافل والتضامن وألا من هو صدام حسين سوى صعلوك رخيص أرتفع من منطقه أسمها على مسمى (عوجه) عن طريق مافيا. ركوع الجبناء هو الذي رفع ويرفع هذه النماذج المشوهه. يقول الفيلسوف الفرنسي توسان للعبيد: أنهضوا، أنهم لا يبدون أمامكم عظماء ألا لأنكم راكعون

اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة