الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو المطلوب من البرلمان المقبل ؟ وهل اتوجه لصندوق القتراع ؟ ( 1 )

حسين محيي الدين

2010 / 2 / 10
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


أسئلة تطرح نفسها علي وباستمرار كلما اقتربت من موعد الانتخابات . هل أتوجه إلى صندوق الاقتراع ؟ أم ابتعد عن هذه اللعبة السخيفة التي أدخلنا بها الغرب قبل الأوان ؟ وقبل أن نعد لها العدة . ومن ياترى يستحق أن أمنحه ثقتي ليمثلني في البرلمان المقبل ؟ ماذا حقق البرلمان السابق ؟ وما هو المطلوب من البرلمان المقبل ؟ وما هي المشاكل التي بعاني منها بلدي وأهلي ؟ وعشرات من الأسئلة التي لا أجد لها جوابا ينهي حيرتي وتساؤلاتي . عشت دوامة هذه الأسئلة حتى بدا يلوح لي سؤال أخر لم يكن في وارد السياق .....
من أنا ؟ اعرف نفسك أولا . وفي معرض ردي على هذا السؤال وجدت نفسي أستعرض حياتي منذ مولدي وحتى نهاية عقدي السادس . أنا مواطن عراقي عانى ما عانى منه معظم العراقيين من الاضطهاد والسجون والمعتقلات والتهميش . ولدت في مدينة ظننت أن النظام البائد وضعها على رأس قائمة من ينتقم منها من المدن العراقية , وبعد عقود من الزمن اتضح لي بأن النظام البائد وضع كل مدن العراق تحت طائلة الانتقام , ومن طائفة ضننت أنها من أكثر الطوائف استهدافا من قبل النظام البائد واتضح لي بأن كل الطوائف مستهدفة من قبل ذلك النظام . تركت العراق لأكثر من ثلاث عقود عشت فيها معانات الغربة وضنك العيش والإذلال ومشاكل الإقامة والعمل وتدخل مخابرات الدول الإقليمية في أدق أدق تفاصيل حياتي اليومية ؟! في تلك الدولة أنا متهم بمعاداة السامية ورافض لاتفاقية كامب ديفيد المهينة وفي الدولة الإسلامية أنا متهم بالكفر والإلحاد وفي دولة أخرى فانا متهم كوني عراقي وحبي عراقي ودمي عراقي . تحملت ذلك أملا في أن أعود إلى العراق العزيز على نفسي . وفي العراق كل يتهمني بما يشاء . ملل وأحزاب وميليشيات لم أسمع بها من قبل ولم يعرف أنها قاتلت النظام البائد . فهذا يد الله وذلك سيف الله وكل امتطى ما يشاء من الألقاب و الأسماء ما انزل الله بها من سلطان وكأن النظام البائد كان يسير على عكازات وهمية وليس له بين الناس أيدي وأقدام وعيون . هذا يتهمني بأني شيعي رافضي يجب إهدار دمه . وذاك يتهمني بأني مصطف مع أبناء السنة يجب اجتثاثي . وهكذا دواليك , ولا أحد يسألني من أنت ؟ اتهامات مسبقة وأحكام معدة سلفا لازلت في دائرة الاتهام . لكني أفكر بما هو مطلوب من الدورة القادمة لمجلس نواب العراق . فوجدت أن مسؤوليات كبرى تواجهه . وان السنوات الأربع القادمة ستشكل وتصبغ مضمون وطبيعة الدولة العراقية . وتثبت أسس وأركان بنائها وتحديد مكانتها إقليميا ودوليا فمستقبل بلادنا وأحوال شعبنا سيعتمد إلى حد كبير على الحلول والمعالجات التي تقدمها برامج القوى السياسية التي تخوض الانتخابات وعلى قدرة وكفاءة وصدفية هذه القوى في الإبقاء بالتزاماتها ووعودها . كيانات كثيرة وبرامج عمل تسر كل من يطلع عليها . حاولت أن اقترب ممن يمثلني أكثر فأكثر فوجد ت أن أكثر ما يهدد العراق ومستقبله هو الاصطفاف الطائفي والعنصري فاستبعدت كل الكيانات ذات النهج الطائفي والعنصري فوجدت نفسي في دائرة ضيقة من الخيارات ثم حاولت أن أضع ما تبقى من الكيانات تحت مجهر الاختبار فوجدت أن الفساد الإداري كارثة العراق الجديد وللقضاء على هذه الكارثة ليس أمام العراقيين إلا اختيار أيدي نظيفة لم يعرف عنها التجاوز على المال الخاص أو العام ساهمت في الحكم وهو المحك الحقيقي للاختبار لكنها ترفعت عن مد يدها لأحد أو من أحد تعرّف بنزاهتها وبأيدها البيضاء تحالف كل العراقيين الشرفاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد احسنت الاختيار
علي الشمري ( 2010 / 2 / 10 - 17:23 )
تحياتي للدكتور حسين المحترم
أظنك ليس في دائرة ضيقة من الاختيار ,بل دخلت من الباب الارحب لطموح الشارع العراقي الذي طال أنتظاره وبحثه عن الايادي النزيهة والافكار المتوجهة لخدمة بلد غمرته صراعات طائفيةنتيجة أطماعهم الدنيئة في خيرات العراق ,فالايادي البيضاء أضحت عملة نادرة في بلد ينخر فيه الفساد,ويا حبذا من مثل جنابكم الكريم يمثل الشرائح المهمشة من مجتمعنا,متمنيا لك التوفيق والنجاح في مسعاك الجديد....
قلوبنا وأصواتنا معك لقبر الاصوات الطائفية

اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح