الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوثيون احلاماً تتبخر في سماء صعده

عارف علي العمري

2010 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


هل إرتكب الحوثي أخطاءً متكررةً أوصلته إلى ست حروب خسر فيها أبرزَ أنصاره وقادته؟، وما هي الحسابات التي جعلت عبدالملك الحوثي لا يعتبر بمصرع أخيه حسين بدر الدين في 2004م في كُهُوف مران؟، ولماذا يصر الحوثيون على مواصلة الحرب السادسة على محورين يمتلك كـُــلُّ محور فيها وسائلَ الغلبة والقوة والنصر؟، ولماذا لا يعتبر الحوثي بالمثل الشعبي الشهير الذي يقول: »حرب القبيلي مع الدولة مُحال«؟.. كلها أسئلةٌ يلفها الغموض، أسئلةٌ لا تكاد تجدُ لها حلاً إلاَّ في أجندة »أولي الشأن« الذين يُديرون الحربَ ويتولون أمرَها.

عارف علي العمري

> في العدد السابق تناولنا »قتلى الجيش في عملية »الأرض المحروقة« حتى نهاية العام المنصرم 2009م على أمل إكمال ما تبقى من قتلى الحوثيين وقتلى الجيش السعودي، بالإضافة إلى قتلى الجيش الشعبي حتى نهاية العام المنصرم.

كانت الخسائر البشرية التي مُني بها الحوثيون في الحرب السادسة تفوق كـُــلّ التصورات التي كان يتخيلها القادة الحوثيون، ولم يعد سيناريو الحرب الذي أعده أبناء بدر الدين الحوثي هو هو، بل طرأت عليه تغيرات غيرت مساراته، وانحرفت ببوصلته إلى اتجاه لم يكن مرغوباً فيه من قبل معديه، وخاصة مع تزايد القتلى واستهداف القادة الميدانيين لما بات يسمى بتنظيم الشباب المؤمن الذي أسسه محمد بدر الدين الحوثي وآخرون معه.

لقد حصدت الحرب السادسة خلال أربعة أشهر ونصف الشهر تقريباً عدداً كبيراً من الجانبين بلغ ثمانية آلاف وأربعمائة وسبعة وسبعين ما بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى تشريد ما يقارب مئتي ألف من أبناء محافظة صعدة، ومديريات حرف سفيان، وتتوزع نسبة القتلى والجرحى كالتالي: ألف وثلاثمائة وعشرين ما بين قتيل وجريح في صف الجيش اليمني وأربعمائة وواحد وسبعين ما بين قتيل وجريح في صف الجيش السعودي، وستة آلاف ومئتين وتسعين ما بين قتيل وجريح في صفوف المقاتلين الحوثيين، وثلاثمائة وستة وتسعين ما بين قتيل وجريح في صفوف المدنيين الأبرياء العُـزل من السلاح.



صَحيفةُ »البلاغ« في عددها الماضي تناولت في تقرير لها إحصائية شاملة بأعداد القتلى والجرحى في جانب الجيش اليمني، وسنتناول في هذا التقرير بعضاً من تفاصيل قتلى »المتمردين الحوثيين« منذ بدء المواجهات في الثاني عشر من أغسطس 2009م، وحتى الثلاثين من ديسمبر 2009م.

في اليوم الأول من بدء المواجهات قصف الطيران اليمني أربع سيارات تابعة للحوثيين في الكسارة وآل سالم، بالإضافة إلى قصف مكثف بالمدفعية قام به الجيش على مواقع الحوثيين في مديرية حرف سفيان وأسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من خمسين شخصاً من الجانبين، وفي الثالث عشر من أغسطس قامت مقاتلات الميج ٩٢ بضرب معاقل الحوثيين في ساقين ومران، بالإضافة إلى إستهداف صواريخ أرض جو لمعاقل الحوثيين بمنطقة »آل حميدان«، كما قام الجيش في الرابع عشر من أغسطس بشن هجمات على الحوثيين في حيدان وضحيان ومطرة وقتل عشرين متمرداً منهم، وفيما كان الحوثيون يشنون هجمات على قبائل الغيل بالجوف قتل إثنان منهم وأصيب ثالث، وفي ذات اليوم السادس عشر من أغسطس جرت مواجهات شرسة بين الجيش والحوثيين أسفرت عن مقتل سبعة عشر مسلحاً حوثياً، وإصابة ثمانية آخرين، وأسفرت مواجهات العند في السابع عشر من أغسطس عن مقتل اثنين وعشرين حوثياً وإصابة العشرات، ومن جهته قال موقع الجيش: إن الجيش تقدم في حرف سفيان بقيادة اللواء/ فيصل رجب واستولى على مديرية حرف سفيان، وقتل قائد الحوثيين فيها محسن كزمان، في الثامن عشر من أغسطس، ومكتب الحوثي ينفي تلك المعلومات، واصفاً إياها بالمضحكة، وفي بيان للجيش في الثالث والعشرين من أغسطس جاء فيه: »إنه تم العثور على مائة جُثة لمتمردين حوثيين على جانبي الطريق في مدينة حرف سفيان، وكان من بين القيادات الحوثية التي تم قتلها ناصر عدان، ونائف جعمل، وعزيز مطر دغشر، ومحسن القعود، وعدد من معاونيهم بحسب ما أوردته صحيفة »الأهالي« في عددها (106)، كما سقط أكثر من عشرين قتيلاً وعشرات الجرحى في مواجهات بين الحوثي والتيار السلفي بصعدة بحسب ما أوردته قناة »العربية« عشية السابع والعشرين من أغسطس، وفي اليوم التالي قتل ستة حوثيين في منطقة المدرج بحرف سفيان، وقال صحيفة »الناس« في عددها (462): إن القائد الميداني للحوثيين في منطقة دماج »حامد بن رهمه« قتل في مواجهات التيار السلفي.

وإلى ذلك قالت قناة »العربية«: إن معلومات إستخبارية أكدت لها مقتل صالح هبرة ممثل الحوثيين باتفاق الدوحة في قصف جوي على منطقة الطلح، وفي التاسع والعشرين من أغسطس إستطاع الجيش أن يقتل أحد أبرز قيادات الحوثي في بني معاذ وهو أحمد جران الذي تضاربت الأنباء حول مقتله، ومع دخول الحرب المنتصف الثاني من الشهر الأول بداية سبتمبر إزدادت المعارك ضراوة بين الجانبين، وشهدت مدينة صعدة ولا زالت تشهد معارك شرسة بين المتمردين والجيش، وقام الجيشُ بضرب تحصينات للحوثيين في باب نجران قـُـتل على إثر الضربات سبعة حوثيين، وفي العاشر من سبتمبر شن الجيش هجوماً برياً شاملاً في جبهة سفيان بثلاثة ألوية، وفي محاولة من الحوثيين للتسلل إلى جبل الصمع قتل سبعة عشر مسلحاً منهم وتم إلقاء القبض على آخرين، وفي حرف سفيان أيضاً جرت مواجهات عنيفة بين الجانبين أسفرت عن مقتل إثني عشر مسلحاً في جانب الحوثيين في الحادي عشر من سبتمبر.

لنعد إلى ما خلفته هذه الحرب على الحوثيين من خسائر في الأرواح والممتلكات حيث قصف الطيران مبنى إدارة الأمن في مديرية باقم بعد أن إستولى عليها الحوثيون وقتل الجيش سبعة حوثيين وأصيب آخرون في عملية تمشيط قام بها الجيش في منطقة السايلة ووادي عبلة، كما لقي سبعة حوثيين مصرعَهم في حباشة، بالإضافة إلى مصرع القائد الميداني للحوثيين في منطقة »حباشة« بحرف سفيان حفظ الله مانع، وذلك في الثاني عشر من سبتمبر، وكان الثالث عشر من سبتمبر هو الأعنف بين الجيش والمتمردين الحوثيين، حيث قتل أربعة حوثيين في منطقة واسط وقتل خمسة آخرون في منطقة عيان، وفي حرف سفيان لقي خمسة حوثيين مصارعَهم، وجرح عشرة آخرون في قصف جوي إستهدف تحصيناتهم، وفي منطقة الطلح شن الجيش هجوماً على تجمعات للحوثيين أسفرت عن مقتل عشرين حوثياً على الأقل.

لم تكن القبيلة غائبة عن صراع »الأرض المحروقة«، بل كانت لها بصماتها، حيث قامت بعضُ قبائل محافظة صعدة بالوقوف إلى جانب الدولة في حربها ضد الحوثيين، ومن تلك القبائل قبيلة »وادعة« التي تقطن منطقة »دماج« بمحافظة صعدة والتي جرت بينها وبين الحوثيين إشتباكاتٌ عنيفة في الرابع عشر من سبتمبر عقب مقتل الشيخ/ علي بن ناجي اللوم -شيخ مشايخ دماج وعدد من مسلحيه في هجوم نفذته عناصر حوثية إنتقاماً لمقتل زعيم الحوثيين بدماج حامد بن رهمة أسفرت المواجهات عن مقتل عشرين مسلحاً في صفوف الحوثيين، وفي منتصف سبتمبر لقي ثمانية وثلاثون حوثياً مصارعهم في هجمات متفرقة للجيش في محور صعدة وسفيان والملاحيظ.

وفي مُحاولة للحوثيين إظهار أنفسهم كمنتصرين في »الأرض المحروقة« قاموا صبيحة عيد الفطر المبارك باقتحام القصر الجمهوري الواقع في مدينة صعدة، واستطاعوا دخوله دون مقاومة تذكر من جانب الجيش بهدف إيقاع الحوثيين في فخ تم الإعداد له جيداً من قبل قادات الجيش والأمن هناك، وبعد إكتمال دخول الحوثيين ساحة القصر الجمهوري، قام الطيران الحربي باستهدافهم، وكانت الحصيلة الأولية لقتلى الحوثيين في القصر الجمهوري مائة وسبعين قتيلاً وعشرات الجرحى.

عمليات التسلل التي يقوم بها الحوثيون بين الحين والآخر بهدف إستعادة بعض المواقع الإستراتيجية تكلفهم الشيء الكثير وتجعلهم عُرضةً لزخات الرصاص المنهمر من أفواه سلاح المقاتلين في الجانب الآخر، وكانت عملية التسلل التي قام بها الحوثيون في الثاني والعشرين من سبتمبر إلى الجبل الأحمر قد خلفت وراءها مقتل ستة وسبعين حوثياً، بالإضافة إلى جرح مائة آخرين بحسب ما أعلنه موقع »٦٢ سبتمبر« الإلكتروني، في الوقت الذي قالت فيه صحيفة »الثورة« الرسمية: إن ثلاثة عشر حوثياً لقوا مصارعهم في آل عقاب، وإلى ذلك قال مراسل »الصحوة. نت« في صعدة: إن القيادي في جماعة الحوثي فرحان مقيت قـُـتل بعد إستهداف الطيران له في باقم في الرابع والعشرين من سبتمبر، وفي اليوم الذي يليه أكد مصدر عسكري مقتل عشرين من عناصر الحوثي في المقاش، وسيطرة الجيش على منطقتي ذويب والمنزالة بالملاحيظ، وأسفرت مواجهات السادس والعشرين من سبتمبر في آل عقاب بين الجيش والحوثيين عن مقتل أحد عشر حوثياً بينهم أحد القيادات البارزة في جماعة الحوثي، كما أدت مواجهات السابع والعشرين من سبتمبر إلى مقتل أربعة حوثيين بالمنزالة، بالإضافة إلى مقتل ستة وعشرين حوثياً في الثلاثين من سبتمبر.

شهدت العشرة الأيام الأولى من شهر أكتوبر إرتفاعاً ملحوظاً في أعداد القتلى والجرحى بالنسبة للحوثيين ووصل عدد القتلى إلى أكثر من مئتين وخمسة وستين قتيلاً حوثياً، فيما تزايد أعداد الجرحى ليتجاوز الثلاثمائة جريح، في مواجهات متفرقة جرت بين الجيش والحوثيين في محاور القتال بمحافظة صعدة ومديرية حرف سفيان.

عمليات التقدم البري التي قام بها الجيش في حرف سفيان، ومثلث برط، وبعض جبهات القتال المتفرقة في محافظة صعدة جوبهت بمقاومة حوثية عنيفة أسفرت عن مقتل أكثر من أربعمائة وعشرين قتيلاً ومئات من الجرحى الحوثيين خلال الفترة من الحادي عشر من أكتوبر وحتى العشرين من ذات الشهر، وكان من أبرز القيادات الحوثية التي لقت مصرعها في هذه الفترة صادق علي حشيش.

في الثلث الأخير من شهر أكتوبر خفت حدة المواجهات بين المتصارعين في شمال الشمال وخصوصاً مع الدعوات الداخلية التي تنادي بإيقاف الحرب والعَودة إلى الحوار من قبل أحزاب اللقاء المشترك، وبلغ عددُ قتلى المتمردين الحوثيين زهاء مائة وخمسين قتيلاً، ومثلها من الجرحى مع ارتفاع في أعداد الأسرى والمعتقلين الذين ضبطهم الجيش خلال الفترة من الحادي والعشرين من أكتوبر وحتى الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر.

مع دخول شهر نوفمبر دخلت المملكة العربية السعودية على خط الصراع الدائر في جارتها الجنوبية وأصبح الحوثيون يواجهون ضغطاً شديداً على جميع جبهات القتال، مما اضطرهم لاحقاً لسحب مقاتليهم من الأراضي السعودية، وخلال الأول من نوفمبر وحتى العاشر من نوفمبر أشارت تقارير صحفية مختلفة أن أعدادَ قتلى الحوثيين تجاوَزَت الألفَ والمئتي قتيل، بالإضافة إلى جرح قرابة الألفي حوثي.

المواجهاتُ التي دارت رَحاها في مناطق متعددة من محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان كمنطقة آل عقاب ومحضة ويرسم وغراز وجبل القبس وجبل القفل ومنطقة المقاش والكمب ومدينة صعدة القديمة ووادي عبلة ووادي السايلة ومرتفعات التبة السوداء وجبل الدخان، وجبل الرميح، ومنطقة السهلة وواسط وبعض مناطق آل عمار، ومديريتي ساقين وضحيان، بالإضافة إلى جبل المدرج وجبل البركة والمدرج في مديرية حرف سفيان، وبالمواجهات التي دارت في العشرين اليوم الأخيرة من شهر نوفمبر سجل عدد القتلى الحوثيين رقماً أقل من سابقه في العشرة الأيام من شهر نوفمبر، حيث قدر عدد القتلى بمئتين وستين قتيلاً ومئات الجرحى كان أبرزُهم يوسف المداني، وعبود شملان، أما القتلى فكان أبرزُ القادة الحوثيين فيهم عمار يزدان وبكيل سويدان وعباس عيضة وعلي القطواني، وشهد شهرُ ديسمبر مقتلَ مائة وتسعة وستين مسلحاً حوثياً، إضافة إلى عشرات الجرحى إن لم يكن المئات، وكان أبرز قادة الحوثيين الذين لقوا حُتوفهم في ديسمبر هم علي علي المؤيد، وطارق سجان، وعلي المدقة، وهؤلاء قتلوا في السادس من ديسمبر في مثلث شدا، إضافة إلى حميد رهمان الذي لقي مصرعه قنصاً في منطقة دماج في الحادي عشر من ذات الشهر، وفي الرابع عشر من ديسمبر لقي القيادي في جماعة الحوثي أحمد هادي جعور مصرعه ومعه ثمانية آخرون في مواجهات بجبل الرميح مع القوات السعودية، وبلغ إجمالي القادة الحوثيين الذين قـُـتلوا خلال ديسمبر إجمالاً واحداً وثلاثين قيادياً إنفردت صحيفة »البلاغ« بذكر أسمائهم في »يوميات الأرض المحروقة« خلال شهر ديسمبر.

هذا ما ظهر لنا من قتلى وجرحى ولكن يبدو أن ما خفي كان أعظمَ وللكلام بقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اليس هذا المقال هونوع من البكاء
متابعه ( 2010 / 2 / 10 - 11:39 )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من عظمة الحوثيين انهم جعل الامة السفيانية ان تشن حربها ضد قبائل مهمشة وكادحة شوهت معاني النضال ضد التهميش الطائفي وكان الخوف والرعب من ثورة الحوثيين النضالية جعلت قائدة مافيات الدولار ان تحشد على حدود
اليمن وان تستعين بطيارين اسرائيليين وامريكان...علما بانه لايمكن ابادة شعب اطلاقا مهما تحالفت القوى الظلامية واتحدت وان غدا لناظره قريب

اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة