الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تخفيض الرواتب والسكوت عن الفساد

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 2 / 10
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


في خضم الحملة الانتخابية الجارية ظهر عبر وسائل الأعلام الكثير من نواب الشعب العراقي وهم يصرخون بأعلى أصواتهم يجأرون بالشكوى من مجلس النواب الذين هم عماده وأوتاده وكيف فرط بأموال العراقيين عندما أعطى امتيازات ورواتب للقيادة السياسية الجديدة لم تدر في خلد إنسان ولم يتمتع بها أحد من العربان أو عباد الأوثان فالرئاسات الثلاث لها من الحقوق والامتيازات ما يزيد على ميزانية جمهورية الكونغو الشعبية،وما يتمتع به نواب الشعب من رواتب وحقوق وامتيازات يزيد ثلاثة أضعاف على ما تنفقه جمهورية أفريقيا الوسطى،وما يحصل عليه الوزراء و كبار المسئولين يزيد عن ميزانية الكثير من دول العالم الرابع،ولقرب الانتخابات شعر الرفاق النواب بأن هذه الامتيازات تؤثر على الميزانية العامة وتضع الأسس لبناء مجتمع طبقي حاد يجعل الأقلية الحاكمة تحصل على ما تحصل عليه الأكثرية بأربعة أضعاف أو يزيد وتبيين للخبراء الذين استعان بهم النواب الكرام أن ميزانية العراق للسنوات القادمة سوف لا تغطي الرواتب وإنها ستضطر الى بيع الأراضي العراقية الى المستثمرين لإمكان توفير هذه الرواتب ،ولأغراض دعائية غير نبيلة طالبوا بتخفيض الرواتب بنسب مختلفة ليظهروا للبسطاء والسذج أنهم المدافعين والمنافحين عن حقوق الملايين ،ولا أدري لماذا سكتوا هذه الأعوام الطويلة لينطقوا الحق اليوم ،هل كانوا غافلين أو متغافلين،ومن هو الذي شرع القوانين وسن القرارات التي تزيد الغني غنى والفقير فقرا،أليس النواب الحاليون هم من وقف حجر عثرة بوجه تشريع قوانين أنصاف المتقاعدين الذين خدموا بلدهم لعقود ولم يحصلوا إلا على الجرود فيما أقر البرلمان الموقر امتيازات ورواتب لأعضائه الذين لم يخدموا العراق أكثر من ستة أشهر في الجمعية الوطنية رواتب تزيد عشرات الأضعاف عن رواتب من خدموا لعقود،أين كان العدل والأنصاف يا أصحاب الخلاف ولماذا سكتم دهرا لتنطقوا كفرا،هل تتوقعون أن البسطاء والسذج سيصدقون أخلاصكم وإنسانيتكم وصحوتكم المتأخرة هذه ،هل يصدق عراقي القرارات التي تصدر هذه الأيام لأغراض انتخابية بحتة بأن وزارة التعليم قررت صرف رواتب للطلبة الدارسين في المعاهد والكليات اعتبارا من بداية هذا العام،ولماذا لم ينفذ هذا القرار الذي صدر في عهد سابق، أليس من الضحك على الذقون القرار الصادر عن الحكومة الموقرة بإيقاف العمل بقانون إزالة التجاوزات لحين الانتهاء من الانتخابات أي ضحك هذا وأي مأساة أن تصل الأمور بالساسة العراقيين الى هذا المستوى في الاستجداء،هل الخروج على القانون مسموح به لأغراض الكسب الانتخابي،وهل تعطيل القوانين يجوزه الدستور العراقي.
وإذا كانت الحكومة بهذه السماحة وهذا العطف على جماهيرها فلماذا لا تقول الحقيقة وما يجري في وزارة التجارة من سرقة مكشوفة لقوت الشعب العراقي الذي لم يزود بحصته من البطاقة التموينية لهذا العام وأين هي الأموال المخصصة لاستيراد المواد الغذائية ،هل دورت للعام القادم أم ستصرف الى المواطن الذي اقتطعت من حصته في أموال العراق أم ستكون قصورا وشركات في بلاد الضباب.
لماذا لا يصارح العراقيون بحقيقة ما يجري وأن أموال الرعاية الاجتماعية أو أموال البناء والأعمار أو ما خصص لبناء القوات المسلحة أو أعمار الكهرباء قد ذهب للجيوب التي أذن الله أن تكون متخمة بأموال العراقيين ولماذا لا نجد في ظل الحملة الانتخابية في الإسقاط والتسقيط أشارة واضحة لفساد هذا أو ذاك ونشر الغسيل القذر للمفسدين وهل أن الشرف الانتخابي المتفق عليه بين القوى الضاربة كان التغاضي عن كشف المستور ولملمة الأمور والسكوت عن فضائح الفساد ولماذا لم نرى نائبا أشار الى فساد هذا الطرف أو ذاك هل هناك اتفاقات أم توافقات على ستر الفضائح وأن يكون الرمي الفضائحي في الهواء دون أن يؤدي الى إصابات قد تضر بالجميع لأن جميع الأطراف تمتلك ما يجعلها تسقط الآخر وتخرجه من الملعب خاسرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طلبك تعجيزي يا ابو زاهد
البراق ( 2010 / 2 / 10 - 13:25 )
صدقت ابو زاهد في تحديد من اصدر القوانين المفصلة تفصيلا على قياسات الرئاسات الثلاثة والنواب فقد شرعوها وتمتعوا بها طوال السنوات الماضية وبعد ان استنفذوها وشعروا انهم مغادرون السلطة لا محالة بوعي الشعب وكشف زيف ادعاءاتهم راحوا يصدرون هذه القرارات لنثر الرماد في العيون . الا ان ذلك لم يحصل فهيهات ان ينسى العراقيين من سرق بطاقتهم التموينية ومن حماه وساعده في الخروج الى بلده بلد الضباب وهيهات ان ينسى العراقيين من قتل ابناءهم وسرق المصارف وساعد القتلة بالهرب الى بلد آمن يحميهم هيهات ان ينسى العراقيين من استغلوا مناصبهم ليصدروا قوانين تمنحهم هم وعوائلهم جوازات سفر دبلوماسية لسنوات طويلة بعد مغادرتهم المنصب فهل تريد اكثر من ذلك دليل على معرفتهم بقرار الشعب القادم الذي عرف انهم وبالرغم من مرور سبع سنوات لم يقدموا على الاتيان بعوائلهم الى العراق الذي يحكموه بل ابقوهم في الدول الاوربية وامريكا لان القتل بالمفخخات لنا نحن ابناء الماجدات الائي صبرن على الظلم وتحملن ظروف الحصار وحروب الطغيان. ان ثقتنا عالية بشعبنا ولابد انه سيقول قولة الحق فيهم ان اخرجوا واتركوا العراق للوطنيين الديمقراطيين


2 - تحية أبا زاهد
كنعان ( 2010 / 2 / 10 - 16:08 )
الشعب العراقى الذى كان قد تأثر سالبأ بالممارسات الفظيعة للنظام السابق
قد فتح عينيه الان ولاتنطلى عليه هذه الخزعبلات واعتقد ان هذه الشعب قد اصبح من اكثر الشعوب وعيأ لحقوقه وسينتخب العلمانيين الذين سيعتمدون
على الكفأأت الوطنية فى ادارة الدولة وتوفير الخدمات للشعب الذى سينتخبهم واعتقد ان الشعب بعد ان اكتوى بانعدام الخدمات والحماية لابنائه الذى لم يستطع ان يوفرها له الحكام الجهلة الذين ضحى بحياته وانتخبهم ولكن بان
غبائهم عندما لم يوفوا بالعهد واشبعونا شعارات دينية واخرى عنصرية فى الشمال ولم يظنوا ان الانتخابات قادمة مرة اخرى
مرة اخرى ادعوا ابناء الشعب العراقى العرب والاكراد ان يساهموا بكثافة لأزاحة
حكام الوهم في بغداد والمتسلطين على رقاب ابناء شعبنا الكوردى والكل مشارك
فى الفساد وسرقة اموال الشعب الذى حوله هؤلاء الى قطيع من المتسولين


3 - المواطنون ينتقمن من المالكي
سعيد ( 2010 / 2 / 10 - 20:35 )
في عملية انتقام ، قام بعض المواطنين المجهولين ليل أمس، الثلاثاء على الأربعاء ، بحرق وتمزيق ( 175 ) جدارية صور للمالكي في بغداد وحدها على غرار ماجرى خلال اليومين الماضيين في بعض المحافظات، وعلى اثر هذه الأعمال تم فسخ عقد تصنيع تلك الصور بين مكتب رئيس الوزراء والمتعهد ( شركة النسيم للدعاية والنشر والآعلان ) وهذا العقد وقع مطلع العام وينص على تصميم وتنفيذ ونصب (1000) جدارية تحمل صور لرئيس الحكومة من مادة الفلكس الضوئي (ايطالي) سعر الواحدة مليون دينار عراقي لكن خلال الأيام الثلاث الماضية تم تمزيق العشرات من تلك الجداريات وليل أمس شهدت بغداد وحدها وحسب معلومات الشرطة لمكتب رئيس الحكومة تم حرق وتمزيق ( 175 ) جدارية وتركزت في مدينة الصدر والشعلة والكاظمية وبغداد الجديدة والأمين وقرب جامعات بغداد والمستنصرية والتكنلوجيا .. وأشار الى ان عمال الشركة كانو يتعرضون اثناء العمل في الساحات العامة الى كلام جارح من المواطنين الناقمين على المالكي رغم انهم يتمتعون بحمايات خاصة من مكتب رئيس الوزراء (ثلاث سيارات لكل فريق عمل ) وأكد ان أبرز التعليقات كانت و(لو يصرفها على الفقراء) و(هاي من افلوسنة)


4 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 2 / 11 - 05:56 )
عزيزي البراق
يوما بعد آخر بدأت حقيقة هؤلاء تتكشف للعراقيين،ولابد كما قلت أن يقول الشعب كلمته ويتولى أمور البلاد أبنائه المخلصين فالشعب بات لا يؤمن بالشعارات البراقة التي يطلقها البعض قبيل الانتخابات لان تجربة السنوات الماضية أثبتت أن عرقوب لا زال يمنح وعوده دون ان ينفذها.
الأخ كنعان
لا يتقدم العراق إلا في ظل حكم وطني علماني بعيدا عن الشعارات البراقة التي اتخمنا بها أن تجربة البطاقة التموينية التي فشلت الحكومة في تأمينها طيلة الأعوام المنصرمة تثبت قدرات الحكام في أدارة البلد والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين


5 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 2 / 11 - 05:58 )
الأخ سعيد
هذا درس عراقي لمن يحاول تقليد النظام البائد في تصرفاته والعراقيون ليسوا بحاجة لجداريات لهذا الزعيم أو ذاك أنهم بحاجة للقمة الخبز وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهم والحرب سجال ولابد للشعب أن ينتصر في نهاية المطاف وعليهم أن يعوا الدرس جيدا فلو داممت لغيرك ما وصلت اليك

اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان