الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية بين حقول الألغام وتعاويذ السحرة

شلال الشمري

2010 / 2 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



نحن نسير في طريق الألغام إلى الديمقراطية، عُبِّد بعشرات الآلاف من الضحايا قبل وبعد التغيير، وفي الوقت الذي نفتقد فيه للنظام المؤسساتي و عدم تأهل البنية الاقتصادية ، وتشرذم الطبقة الوسطى ، نتيجة لوقوعها تحت تأثير التجاذبات الإثنية الطائفية والقومية على حساب الهوية الوطنية ، و انهيار البنية التحتية ، وهروب الرأسمالية الوطنية خارج الحدود ، وحداثة مؤسسات المجتمع المدني وتعرضها للتدجين السياسي ، و الشطر الأعم الأغلب من الإعلام يفتقر للمهنية والحيادية ، وتعرض الأحزاب العريقة للتصفية الجسدية ، إلا أن الشيء المؤكد إننا إزاء شعب يمتلك مقومات ( الوجود بالقوة) ، و عندما تتهيأ وتفعل له الأجواء الحرة والبيئة القانونية التي تضمن حقوقه يتحول إلى (الوجود بالفعل ) ، لما يحتكم عليه من ثروات مادية هائلة ، ونخب مثقفة تُعَدُّ في صدارة المثقفين على المستوى الإنساني ، وإرث حضاري وثقافي متنوع يمتد لآلاف السنين ، وموارد بشرية مؤهلة بالاختصاصات والمجالات العلمية كافة ، وموقع جغرافي يتوسط المشروع " الشرق أوسطي الأمريكي " من باكستان شرقا إلى مصر غربا ومن تركيا شمالا إلى جزر القمر ( القمورو) جنوبا ، إضافة إلى تجارب سياسية قلَّ نظيرها من ديمقراطية نوري السعيد إلى " كيماوية " علي المجيد ، وأحزاب وصحافة ذات تاريخ عريق ، والأهم من ذلك كله شكَّل التنوع القومي والديني والمذهبي عامل قوة وإثراء لمفاهيم التعايش السلمي واحترام الآخر وتفاعل الآراء والتنوع الثقافي ضمن الهوية الوطنية العراقية على مدى التاريخ ، لولا التدخلات الخارجية التي تحاول توظيف هذا التنوع لأجنداتها ابتدءا من حرب الجمل مروراً بــ " العصملية والصفوية والإمبراطورية البريطانية وانتهاء بالجمهورية الإسلامية والبعث ألأسدي والوهابية السعودية وقومية الانبطاح العمرو موسوية تحت إشراف السوبر مان الأمريكي
ولولا حقول الألغام التي زرعتها دول الجوار وقوى الردة و( الحُز يبات ) التي اخترقت مشروع التغيير بأجندات وأفكار ومفاهيم مضادة ؛ لاختزل الشعب العراقي الوقت اللازم لإعادة التأهيل وإصلاح مفاسد النظام البائد بوقت قياسي.
وبقي أمامنا عقبة السادة من بعض تجار ( البالة) السياسية ! و ( فلتات ) ! القوائم المغلقة ،وأيتام النظام المقبور وأصحاب " البسطيات " الفدرالية و "برمكية " التوافقيات ومنتفعي المحاصصات الذين يدعون امتلاك الفانوس السحري ، لا بل سخر لهم الجن والملائكة والرياح !! كما سخرت لنبي الله سليمان عليه السلام. يحشدون في دعايتهم الانتخابية( لحاويات عمل) ! فيها من أحلام اليقظة والخيال الخصب ما فاقوا بها ( إبراهيم عرب /الشخصية البغدادية المعروفة)، يستغرق إنجازها عشرات السنين ، يوعدون الناخب بانجازها قبل أن يرتد إليه طرفه ! (تقلب المجتمع على البطانة)، وهم أشبه بسحرة فرعون، لا تصمد أفاعيهم أمام عصى الناخب العراقي البسيط ماديا والكبير ذكاءً ومعنويا، يعتمون على مفاسدهم بدخان مباخرهم، ولكن هيهات (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين). ماذا ننسى ؟! حكومة الوحدة الوطنية (التوافقية) التي كبلت يد الحكومة وشلتها وتنصل الإطراف المشاركة فيها عن مسؤوليتها أم برلمان الإمعات ، أم القتل على الهوية ، أم سرقات البترول ، وعصابات محطات الوقود ، أم المقاولات الوهمية ، أم عصابات المواني والبوابات الحدودية ، أم تعطيل القوانين ، أم دويلات المماليك للسادة الوزراء ، أم خريجي جامعات (مريدي) ، أم الإعلام الأسود ، أم المتسترين على السراق والقتلة ، أم المنافع الاجتماعية للرئاسات الثلاث، أم مصادر المال السياسي !!!؟؟؟، أم المليشيات التي تحولت إلى جيش شرعي ،أم الأميين الذين أصبحوا مستشارين و وزراء و وكلاء وزارات، أم الذين غاب عن ضمائرهم صوت العراق ، ورمزوا حصريا على العرب سات ، و إيران سات ، وتورا بورا سات ، وإسرائيل سات .
ويشكل المنعطف ألبعثي الجديد في مخاض الديمقراطية في العراق أخطر ما يواجه مسيرتها ، فهم يمتلكون الخبرة والمناورة والمراوغة والمخادعة والتضليل ويجيدون لعب الأدوار كافة على المسرح السياسي ابتدءً من التكفير والحملة الإيمانية التي دعمت رقص ألجوبي وفرق والكاولية إلى الخصوصية الاشتراكية التي زاوجت بين القصور الرئاسية ورواتب الموظفين التي لم تتجاوز الـدولار شهريا إلى (القومية الإنسانية !) التي جسدت روحيا بالمقابر الجماعية إلى ديمقراطية (الجبهة الوطنية والقومية التقدمية!) التي كللت بالتصفية الجسدية إلى الحقوق القومية للكرد التي كان ذروتها الأنفال وحلبجة إلى " العسكريتاريا" المجتمعية من مطوعية و إلزامية واحتياط وجيش شعبي وجيش القدس وجيش النخوة وفدائيي صدام والرفاق الحزبيين إلى الحرية التي تجسدت بالقناة الإعلامية الواحدة والصحيفة الواحدة إلى الحزب القائد ، ثم الواحد ثم العشيرة ثم العائلة إلى الطائفية التي تجلت عقب الانتفاضة الشعبانية إلى الدكتاتورية التي تجلت بالرمز والقائد والراية والرمح إلى نهاية الألقاب التي تجاوزت أسماء الله الحسنى ، إلى العشائرية التي زهت بشيوخ (التسعين) وبهذا المنعطف لا نقول قلبت الطاولة على رؤوس أصحابها بل انقلب المسرح السياسي رأساً على عقب منذراً بدخول ( المنتخب البرازيلي بالضد من المنتخبات المحلية ).
للبعثية أيادي بيضاء على الأمريكان فهم من وقف بوجه المد الشيوعي في العراق وبلغوا حد التصفية الجسدية لتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي وهم من تصدى للمد الناصري القومي إعلاميا بالتشهير بشخص الرئيس عبد الناصر من خلال البرنامج الاذاعى الحصان الطائر الذي لم يتوقف إلا في يوم وفاة عبد الناصر على يد مقدمه علي الأطرش .ومن أياديهم تصفية الوسط الديني ورموزه المستقلة والسياسية ولكافة المذاهب وبالذات المذهب الشيعي ومن الأيادي التي اتسمت بسخاء مفرط تقديمه لأكثر من مليون شاب عراقي ضحية على مذبح القادسية من اجل مائة موظف أمريكي محتجزين في السفارة الأمريكية في طهران ومن أياديه حماية إسرائيل من خلال تشتيت وحدة الصف العربي وعدائه لدول الجوار العربي مما جعلها تندفع لاحتضان الأساطيل والقواعد الغربية و تفريغ خزائن الخليج لصالح مصانع الأسلحة الأمريكية لكل هذه الأيادي وغيرها نتوقع إن تسوق أمريكا البعثية كما سوقتهم في عام 63 وعام68ولايمكن تصور إن الإسلام السياسي سيكون بقدر سخائم في خيمة سفوان.
والكرة ألان في ملعب الإسلام السياسي فهو أمام مفترق إما إن يعمل على تسويق جديد من حيث البرنامج والرموز وبهذا يربح الشارع والسلطة والأمريكان وإما أن يبقى على ما هو عليه فيضيع الفرصة لصالح البعثيين الذين يمتلكون القدرة على سلخ ألف جلد في اليوم الواحد ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف