الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطابق المصطلحات بين مقتدى و البعثيين

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2010 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية




من المؤسف حقا أن يتحول الضحايا إلى أشلاء لمصلحة الجلاد الذي ذبحهم و قتلهم بالأمس القريب، و هذا بالضبط ما فعله مقتدى الصدر و عصاباته المسلحة مع العراقيين و مع أبناء مدينة الثورة تحديدا و أبناء الجنوب، فقد تحرر العراق عام 2003 على يد القوات الأمريكية و التي دخلت إلى مدينة الثورة "ما يسمونه بمدينة الصدر" قبل أي جزء آخر من بغداد، و تم إسقاط الصنم في 9-4-2003 في نفس ذكرى إعدام البعث لمحمد باقر الصدر ـ عمّ مقتدى ـ و فوجئنا كما فوجئ الجميع بمقتدى و تياره ليصبح أكبر شوكة تهدد مستقبل العراق الجديد و إذا بتياره يتحول إلى أداة للبعثيين.
معروف لدى الجميع أن محمد صادق الصدر ـ أبو مقتدى ـ كان لعبة بأيدي البعثيين أرادوا من خلاله تقسيم المعارضة العراقية و كان لإقامته صلاة الجمعة في بغداد اعترافا بشرعية و عدالة البعث و طاغيته المقبور صدام، و كونه قتل بأيدي البعث لا يعني مفخرة له لأن هناك بعثيين مجرمين كحسين و صدام كامل قتلوا بأيدي بعثية، مقتدى الصدر رأى في الحرية التي توفرت في العراق الجديد فرصة لتطبيق ألعابه الصبيانية ـ الأتاري أو ألعاب الفيديو الأخرى ـ فراح يضخ شباب العراق في مواجهة مفتوحة مع جيش جلب معه الحرية و الكرامة للعراقيين و تسبب في فوضى و محاكم دجل و نهب و سلب، و بعد أن رفع شعار المقاومة ضد ما أسماه بالاستعمار و الاحتلال و غير ذلك من تخاريف، نشط البعث و خفافيش القاعدة في الترويج للقتل و التخريب تحت هذه الكلمات التي لا تجلب للبلدان إلا الخراب.
بالإضافة إلى كل ما سبق راح نواب صدريون مثل "مهى الدوري" و "نصير العيساوي" و غيرهم، يروجون لإقامة دولة العراق الإسلامية و يسعون إلى تحويل العراق إلى مصدر لنشر أيديولوجية الكراهية و نظريات المؤامرة، بل إن خطاب مهى الدوري في البرلمان و الإعلام لم يختلف قط عن خطاب البعث و القاعدة و الوليّ السّفيه (أبو سفيان الخامنئي)، فقد زعمت أن صدام و البعث كان عميلا أمريكيا، مع أن البديهي و الواضح تبعية صدام و نظامه للاتحاد السوفيتي و كتلة الدكتاتورية الاشتراكية، بل إن كل شيء كان يستورده البعث من الروس، و كان من الطبيعي أن يعيش العراق أزمة إذا كان قادته على هذا المستوى الضحل و الهابط من الثقافة و الاطلاع، بل إنهم تعاملوا مع العراق ـ مع استثناءات نادرة ـ كوكلاء للإيرانيين و الإماراتيين، إن التيار الصدري و إن لم يكن بعثيا إلا أنه يؤمن بنفس القيم القذرة و العدوانية للبعث و بالتالي كان من الطبيعي أن يتفرق عنه العراقيون إذ رأوا أنه لا يعمل إلا بمقياس "الحب و الكراهية" ليس بمقاييس العراق و مصلحته، بل بمقاييس الإيرانيين و الإماراتيين، و بمرور الوقت سيضعف هذا التيار إلى أن يخرج نهائيا من المشهد السياسي.
لقد حُكم على البعث بالموت منذ تحرير العراق، و لكن ما أعاد و بعث الحياة من جديد في هذا التنظيم الإرهابي هو تمسك الصدريين بنفس النفس الفاشي و العاطفي لكلمة وطنية و على ذات النمط البعثي، و لا ننسى أن الصدر يدعو في يوم 9 نيسان من كل عام إلى التظاهر حزنا على "بابا صدام البطل"!! الذي كان يشتري له أحلى ألعاب الفيديو حينما كان يزورهم في "مدينة الصــــدر".


Email: [email protected]

Web: http://www.sohel-writer.i8.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال واحد لاغير
عبد الكريم البدري ( 2010 / 2 / 10 - 16:05 )
ألأستاذ سهيل
طاب يومك
اتفق معك فيم مضيت بخصوص خزعبلات الصدريين (المزعطة) لكن لااتفق معك بخصوص ألأتحاد السوفييتي وما اسميتها الكتلة الدكتاتورية. فهنا سؤال يطرح نفسه في كيفية اثبات ان ألأتحاد السوفييتي كان يبارك ذبح الشيوعيين العراقيين . كيف يتفق هذا وما ذهبت اليه. ملاحظة تحتاج الى دراسة او اقناع.
مقال جيد ابارك لك هذا.


2 - السيد عبد الكريم البدري
كمال ياملكي ( 2010 / 2 / 11 - 04:21 )
أرجو ألا تكون كالسلفيين الذين في السلف الصالح يرون أن تكون الحياة وألا فلا، هلا بربك حدثتنا قليلاً عن المجرم التاريخي ستالين على رأس قمة تلك الدوله الأشتراكيه ألتي سبعون عاماً من الدكتانتوريه الرعناء فيها فعلتُ بشعوب الأتحاد السوفياتي ما لم تفعلهُ ألا الأنظمه الشموليه الدكتاتوريه، أم أنك لا زلت ثملاً ياسيدي بأحكام العقيده التي تحملها فلا ترى من الأمور الا محاسنها، أما مساوئها فرحمةٌ ما بعدها رحمه. أنتهى يا سيدي العزيز ذلك الزمن الذي فيه الأنسان يتحول الى دميه أذا ما آمن بشئ، فزمن التعتيم على الحقائق تمزقت أبوابها بالأنترنيت حتى صارت الدنيا بوسعها قريه، ولست أدري أن كان هذا مخالفاً أيضاً لشروط النشر مع أحترامي الكبير لهذا المنبر

اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر