الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيخ القرضاوي: لا يهم الشاة سلخها بعد ذبحها

عطا مناع

2010 / 2 / 10
القضية الفلسطينية


إني أخاف أن يمثل بي بعد القتل، فقالت: يا بني هل تتألم الشاة من ألم السلخ بعد الذبح......هي كلمات قالها عبد الله بن الزبير لوالدته أسماء بنت أبي بكر الذي صلبه الحجاج وقطع رأسه بعد أن حاصر الكعبة التي احتمى بها.
التاريخ يعيد نفسه: ففي فلسطين الشعب الفلسطيني يسلخ جلدة وهو حياً، والحجاج يحاصر غزة بالجدار الفولاذي، وشيوخ الإخوان المسلمون يتفننون بإصدار فتاوى الصلب والذبح ونبش القبور، وكأنهم يستحضرون تاريخ العباسيين وبني أمية وتفننهم في التمثيل بجثث الضحايا وسحبها في الشوارع، ارجعوا إلى ما جرى مع سميح المدهون وغيرة من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.
في هذا الزمن الفلسطيني كل شيء مباح طالما أن القيادة بخير، ولن تكون القيادة بخير إلا إذا كان الانقسام وقادته بخير، وقد وقفت مطولا أمام دعوة الشيخ القرضاوي برجم الرئيس عباس في الكعبة، وعاد ليقول إذا طالب دوله الاحتلال بضرب قطاع غزة؟؟؟؟ المشكلة هنا في إذا!!!!!
نحن الشعب الفلسطيني نتعرض للانتهاكات التي لا تتوقف، أنا لا أتحدث عن جرائم دولة الاحتلال الإسرائيلي وفتاوى القتل الصادرة عن الحاخامات المتطرفين، أنا أتحدث عن ذوي القربى الذين يزجون أنوفهم في أمورنا بمناسبة وغير مناسبة، والمشكل أنهم يفتون بعلم وغير علم مما يدفع القضية الفلسطينية للهاوية ويعمق حالة التشظي التي هي نهاية البداية.
وقد يكون المطلوب ممن تبقى من العرب الذين هم على دين ملوكهم أن يقفوا إلى جانب الشعب المحاصر فعلاً لا قولاً، ولا يعززوا حالة الموات الوطني السائدة فلسطينياً"ولا تزرً وازرة وزرً أخرى"، وقد يمتلك كل فلسطيني لم يبايع أي طرف من أطراف الانقسام حق رفع الصوت في وجه العابثين بواقعنا.
المقلق أنهم لا يربطون تدخلاتهم وفتاواهم بمصالح الشعب والحفاظ على قضيته، وإذا صح ما نقلته وسائل الإعلام عن الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهي فتوى داخلية لحركة حماس تقضي بتحريم الذهاب للمصالحة الوطنية الفلسطينية فنحن أمام كارثة.
وسائل الإعلام تناقلت ما جرى في الاجتماع الذي ضم الشيخ القرضاوي وأعضاء مجلس شورى والمكتب السياسي لحركة حماس،وفي الاجتماع صدرت فتوى عن الشيخ القرضاوي تقول أن غزة يجب أن تظل القاعدة والمرتكز لجماعة الإخوان المسلمين، وان الذهاب للمصالحة يعني إنهاء التجربة، وفقدان حركة الإخوان المسلمين، لأول قطعة ارض يقام عليها نظام حكم لهم، بغض النظر عن شرعية أو عدم شرعية هذا النظام.
إذا ما صحت الفتوى المذكورة فنحن بصدد كارثة وطنية، مع العلم أن الشعب الفلسطيني يشعر بالكارثة يومياً ولكن الفتوى تمأسس الانقلاب على الشعب وتعزز الواقع وتساعد على استمرار الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وحتى تكون فتاوى رجال الدين المسلمين مقنعة لا يكفي أن يخرجوا علينا بالهتاف والمؤتمرات والإعلان بمناهضة الجدار الفولاذي كما صدر عن الشيخ المحترم يوسف القرضاوي، فهذه الفتاوى لن تخرجنا من الورطة التي أوقعتنا فيها حركة حماس بانقلابها على الشعب وشرعية الشعب التي يفترض أن تمثلها وتنطق باسمها.
إن حالة الاستقطاب التي تشهدها القضية الفلسطينية لن تراكم للايجابي، فهي بمثابة وضع العصا في عجلة النضال الفلسطيني من اجل تحقيق مطالبة العادلة في الحرية والاستقلال، وما يجري على الأرض في قطاع غزة والضفة الغربية لن يراكم الإنجازات، بل سيقودنا إلى مزيد من الإخفاقات والانشقاقات، وتعتبر التصريحات الصادرة عن طرفي الانقسام سواء بإقرار انتخابات الهيئات المحلية في الضفة وقطاع غزة والرد المضاد ترسيخ ومأسسه للانقسام..... أنا لا اعرف كيف سينظموا هذه الانتخابات في ظل الانقسام؟؟؟؟؟ أليس هذا بمثابة الإعلان عن فشل جهود المصالحة الوطنية؟؟؟؟
وإذا اقترضنا فشل جهود المصالحة الوطنية البعيدة المنال كما قال محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس؟؟؟؟ إلى أين نحن ذاهبون؟؟؟؟؟ هل نحن أمام سيناريو حماس لاند في قطاع غزة وفتح لاند في الضفة الغربية؟؟؟؟ وللذين يدفعون في هذا الاتجاه، ماذا بعد!!!!! والى أين يريدون أن يصلوا، هل هي أرض محررة وقاعدة متقدمة للإخوان المسلمين في قطاع غزة؟ لكن السؤال : هل هم اللاعب الوحيد في الملعب الفلسطيني؟ فلينظروا إلى الضفة الغربية وما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة.
لا.... غزة قاعدة للفلسطينيين والضفة الغربية كذلك، وقد يكون قدر الشعب الفلسطيني أن يعيش هذه المأساة التي بالتأكيد ستعمر لسنوات يدفع خلالها شعبنا الثمن الأكبر، وخاصة أن الأرضية خصبة لمصادرة حقوق الإنسان والسطو على حريته، وقد نكون في بداية الطريق التي شقته الفتاوى، فتاوى الانقسام والذبح وفتح السجون على مصراعيها ليزج فيها الوطنيون الفلسطينيون الذي أصبحوا "عملاء وجواسيس" في عرف المنقلبين على الشعب.
ستقودنا فتاوى الانقسام الدينية والعلمانية للمزيد م الرجم والسلخ العذاب الدنيوي، سيرجموننا في الشوارع باسم الفتاوى، وسيحلل ذبح الفلسطيني باسم الفتاوى، وستسلخ جلودنا في السجون وهي كذلك باسم الفتاوى، وستختصر قضيتنا في فتوى أو مرسوم يصدره هذا"الزعيم" أو ذاك.
ما العمل.... دائما نبحث عن الإجابة، ففي السؤال والجواب تكمن الحلول، إنها الوصفة السحرية للشعب الفلسطيني الذي دخل جهنم قبل الأوان، قد يكون الجواب بان نفكر، لا أن نقاد كما الغنم إلى المذبح، علينا أن لا نرفض الرشاوى التي تسمى رواتب، علينا أن نستمع للصوت الفلسطيني البعيد عن تضليل هؤلاء الذين اتخذوا من أرضنا مزرعة تدر عليهم الملايين.
إن الكلمة في وقتها سيفاً، والكلمة في وجه السلطان الجائر لها قيمتها، ونحن الشعب الذي يفترض أن لا تأخذه العزة بالإثم، ونحن الشعب الوحيد الذي من حقه الخروج للمطالبة بسقوط القادة وسقوط القلاع وسقوط الفتاوى التي تعمق الفجوة بيننا، وخاصة إنها فتاوى تقودنا إلى المزيد من الذبح والسلخ، رغم أنه لا يهم الشاة سلخها بعد ذبحها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مفتي الضلاله
سعد الخير ( 2010 / 2 / 11 - 17:20 )
اليس هو نفسه الذي افتى يقينا بدخول صدام الجنه لانه نطق بالشهاده قبل اعدامه ولتذهب دماء العراقيين التي اراقها الى الجحيم لان الضحايا لم يجدوا الوقت ربما للنطق بالشهادة فلا بأس ان يفتي برجم محمود عباس ولا عجب ان يفتي بوجوب استمرار بقاء جنة حماس وسادنها اسماعيل هنيه فهو بالتأكيد يردد الشهاده مرارا وتكرارا اكثر ممافعل صدام قبل اعدامه فلا حول ولا قوة الا بالعقل


2 - هل تقارن الجاج بابن الرقاصة
أبو هاجر: الجزائر ( 2010 / 2 / 12 - 15:25 )
نعم هل تقارن الحجاج بن يوسف الثقافي رجل الدولة العظيم وأول من طبق هبة الدولة في التاريخ بابن الرقاصة باني جدار العار

اخر الافلام

.. أبرز القضايا التي تصدرت المناظرة بين بايدن وترامب


.. الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه ترامب يتبادلان الاتهامات بع




.. هل يتنحى بايدن؟ وأبرز البدلاء المحتملين


.. توثيق اشتباكات عنيفة في رفح جنوبي قطاع غزة




.. آيزنكوت: يجب على كل الذين أخفقوا في صد هجوم السابع من أكتوبر