الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث قصائد لأدونيس( الحوار،و مرآة لأورفيوس، و إلى الغريبة)

أدونيس

2010 / 2 / 10
الادب والفن




الحوار



ها هُنا نلتقي ونغنّي ونكتبُ

- هذا قليلٌ

ونسيرُ، ونهتفُ

ونشقّ الطريقَ ونهمُ

- هذا قليلٌ.

ونغيّر هذي الوجوهَ ونجرفُ هذا الظلامَ،

- قليلٌ، قليلٌ.

...

[إنه ، الآن يعبر بين الحطامْ

ويقول لأحلامهِ وخطاهُ:

ليس هذا جديراً، ولا كافياً].

...

وافترقْنا:

سيكون لنا موعدٌ آخرٌ للكلامْ.


مرآة لأورفيوس





قيثارُك الحزينُ، أُورفيوسْ

يعجَز أن يغيّر الخميرَهْ

يجهلُ أن يصنعَ للحبيبة الأسيرهْ

في قفَص الموتى سريرَ حبٍّ يجنُّ أو زنديْن أو ضفيرهْ

يموتُ من يموتُ، أورفيوسْ

...

والزّمن الرّاكِضُ في عينيكْ

يكبو، وفي يديكْ

ينكسرُ القِيثارْ.

...

ألمحك الآن على الضفافْ

رأساً، وكل زهرةٍ غِناءٌ

والماءُ مثل صوتٍ،

أسمعك الآن أراكَ ظلاً

يفرُّ من مدارهِ،

ويبدأ الطّوافْ...





إلى الغريبة





أسألُ ماذا أكتبُ

لزوجتي الغريبةِ - العاشقةِ الصَغيرهْ

وورَقي ، إذا حضرتُ ، يهربُ

وريشتي في طرَف الجزيره

حمامةٌ تلتهبُ.

أسألُ ماذا أكتبُ؟

غريبةٌ

أجفانُها سلالمُ وجُدُرُ

غريبةٌ لأنها تحبّ غيرَ نفسِها

لأنها تحيا لجارٍ بائسٍ

لطفلةٍ شريدةٍ،

لأنّها، الأعمى تقود خطوَهُ

تفرشُ عينيها لَهُ

غريبةٌ لأنها تبدلُ كلّ مقصلَه

بسنبلَهْ.

لأنها تحترقُ

لكي تجيءَ الطُّرُقُ.

...

أعرف أنّ حلمها يطولُ

أعرف أن شَعْرها يطولُ

أعرف أن سرّها يطولُ

أعرفها...

تختصرُ الكونَ بلفتتين.

أعرف أن بيتها ينتظرُ

ويسهرُ

وأنه التجربةُ الصميمةُ

الطّالعةُ، الآنَ ، غدا

وأنه الحب الذي يبتكر

ويسهرُ

...

أسألُ ماذا أُنشدُ

لزوجتي ، لهذه الوالهةِ الخالقةِ الحبّ على مثالِها،

أسألُ ماذا أُنشدُ

والحرفُ كم يُقسِّدُ

كم يجهلُ الشعورَ في المفاصلِ المرهفةِ المرهقةِ

التي ترى ما لا يُرى ، التي

تدلّ البح كيف يُشرقٌ

والشيءَ كيف ينطقُ

أسأل ماذا أنشدُ

لزوجتي لغدها الماضلِ

والحرف كم يُقيّدُ

كم يجهل الشعور في المفاصلِ.

...

لها، هُنا النوافذ ، الوسادةُ الكتابُ والمجامرُ العتيقةُ الراسمةُ

الأفقَ بقوس قُزَحِ

بالفرحِ،

تنتظرُ

وتسهرُ

مثليَ ، مثل بيتها تنتظرُ

وتسهرُ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رسالة من القلب.. إلى أدونيس
غـسـان صـابـور ( 2010 / 2 / 10 - 21:15 )
يا صديقي. كلما كتبت عن المشاعر, أغني ما تكتب, وأتغنى. أعيد القراءة بصوت عال كأنني أسمع النجوم ما كتبت وما أقرأ. أحب كالعادة ما تكتب. وخاصة عندما تداعب الآلهة, عندما تسكر معهم, وعندما تسكرهم بعذوبة كلماتك. ألا تحاول تسكيرهم و خداعهم حتى تدخل حلقاتهم ومملكاتهم. وعندما ينامون من خمرة كلماتك, تدخل حلقات خلودهم الممنوعة وتصبح إلـهـا مثلهم. حينها هل نستطيع نحن البشر الأموات أن نتابع لذاتنا بقراءة ما تكتب لـنـغـنـي ونـتـغـنـى. أم انك سوف تعتزل ما يكتب للبشر الأموات, وتبقى في غيوم وضباب الآلهة البعيدة. أدونيس يا صديقي.. إبق معنا على الأرض!!!...
غسان صابور ليون فرنسا

اخر الافلام

.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع




.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح




.. عوام في بحر الكلام - إلهام أحمد رامي: أم كلثوم غنت في فرح با