الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الجزائر وايران . . قصة خفية

أحميدة عياشي

2010 / 2 / 11
السياسة والعلاقات الدولية


بين الجزائر وإيران قصة خفية عجيبة ومليئة بالظلال والألغاز•• فالكثير لا يعرف أن انبعاث التيار الشيعي الإسماعيلي كان على أرض الجزائر بمنطقة إيكجان، وكان الممهد لقيام الدولة الفاطمية على أنقاض الدولة الرستمية الإباضية الخارجية••وقد كان هذا الصعود للشيعة من جديد مكلفا في الأرواح•• لقد قتل أثناء المواجهة المسلحة بين حلف السنة والخوارج من الإباضيين النكارين الذين قادهم أبو يزيد النكاري في القرن التاسع ميلادي حوالي مائة ألف شخص إذا ما صدقنا المصادر السنية مثل الكامل في التاريخ والمصادر الإباضية والمصادر الشيعية، وحتى بعد أن اتجه المنصور نحو بلاد الفسطاط ليبني القاهرة ويدشن بشكل رسمي المذهب الشيعي للدولة الفاطمية التي قامت بأول انشقاق في حياة الأمة الإسلامية بخروجها على الإمبراطورية العباسية فلقد تحولت العقيدة الشيعية الإسماعيلية إلى سلوك ثقافي واجتماعي عند الكثيرين من سكان المغرب الأوسط آنذاك (الجزائر)••• وبالرغم من الصمت الذي أصبح مطلقا على هذا الجزء من التاريخ السري لدى الجزائريين، فإن إيران لا تزال تحتفل بتاريخ هذه الدولة الشيعية التي تشكلت نواتها في الجزائر، وهناك العديد من الإيرانيين الذين انتقلوا إلى الأمكنة العتيقة التي هي مركز انبعاث التيار الشيعي الإسماعيلي•• لكن ما هو مثير في العلاقة بين الجزائر وإيران، هو ما حدث في بداية التسعينيات من تشنج بين الجزائر وطهران، فالسلطة الرسمية قامت باتهام السلطات الإيرانية بأنها تقف وراء الاضطرابات والعصيان المدني ومن ثم دموية الإرهاب التي هزت الجزائر، وكان الإيرانيون ينكرون ذلك جملة وتفصيلا•• فأين تكمن الحقيقة؟!
الحقيقة أن الإيرانيين في تلك الفترة شجعوا عباسي مدني على تكرار سيناريو الثورة الإيرانية، وحدث ذلك عندما التقى عباسي، ويومها كان الرقم الأول في جبهة الإنقاذ مع قيادة الثورة الإيرانية أيام حرب الخليج•• ثم توطدت العلاقة في فترة قيام تنظيم الجيا وانضوائه تحت إمارة جماعة الفيدا من تنظيم الجزأرة التي كان يقود جناحها السياسي داخل جبهة الإنقاذ، ثم الجيا الراحل محمد السعيد•• وبالفعل انتقل في تلك الفترة وهي فترة منتصف التسعينيات عناصر ينتمون إلى الفيدا إلى لبنان، وقد تدربوا في معسكرات حزب الله، وقد دخل تيار الجزأرة في مفاوضات مع رفسنجاني الذي وجدوا منه كل الدعم••• لكن سرعان ما انقلب التيار السلفي على تيار الجزأرة داخل الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) وتم تصفية حوالي 500 كادر ينتمون إلى الجزأرة وموالون لإيران سياسيا وليس عقيديا•• من كشف العلاقة السرية بين الجزأرة ونظام طهران؟! هناك معلومات تقول أن الاستخبارات الفرنسية هي التي مكنت من إفشاء المعلومات ومررتها من خلال قنوات جزائرية إلى قيادات سلفية داخل الجيا••• وبالفعل تعرض كوادر الجزأرة إلى التعذيب واعترفوا بعلاقاتهم مع نظام طهران••• وكان رد الفعل على ذلك أن نظام طهران توقف عن دعم الإسلاميين وأدان إعدام كوادر الجزأرة وعلى رأسهم محمد السعيد••• لكن هذه القصة لم تُرْوَ بعد•• لا في الجزائر، ولا في إيران••• ثم أن هناك قصة بين الجزائر وإيران لم يكشف بعد عن خيوطها وملامحها، وهو ما قام به الجزائريون سواء من كانوا في الجزائر وفي الأجهزة، أو من كانوا في باريس في دعم ومساندة الإمام الخميني عندما كان في منفاه بفرنسا••• فلقد التقيت في نهاية الثمانينيات مع ضابط كان الذراع الأيمن لرئيس جهاز المخابرات قاصدي مرباح•• وكان هذا الأخير قد تقاعد أو أبعد، وروى لي كيف رافق الخميني إلى طهران على متن الطائرة، وكان من مجموعة حراسه وحمايته وكان عدد من هذه المجموعة جزائريون••• وقال لي، أن الخميني عرض عليه أن يبقى في إيران، لكن هذا الأخير يقول لي، أنه فضل الإنتهاء من مهمته وعاد بعدها إلى الجزائر•• وروى لي أيضا دور الدبلوماسية الجزائرية التي كانت مدعمة من رجال قاصدي مرباح الذين وقفوا إلى جانب الثورة الإيرانية•• واليوم وأنا أقرأ ما ورد في جريدة الفجر حسب الأبسرفر، أن حارس الخميني ذو الأصل الجزائري ينهي حياته مشردا في طهران، وتقول الجريدة أن مصدر الخبر هو مركز توثيق الثورة الإسلامية الإيراني، لكن تضيف الجريدة سرعان ما تراجع المركز عن هذه المعلومة•• وهذا جانب يجب أن يكشف ذات يوم، وهو هذه العلاقة التي حاصرها الكثير من الظل بين الجزائريين وإيران، سواء كان ذلك في التاريخ القديم أو في التاريخ المعاصر والراهن•
يكتبها: أحميدة عياشي
مدير عام صحيفة الجزائرنيوز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
حليمة ( 2011 / 6 / 3 - 19:34 )
السلام اريد وبعد الاطلاع عليك وعلى وظيفتك احمد عياشي ان اصحح لك اخطائك الفادحة يبدو عليك انك مطلع على التاريخ ووظفت معلوماتك بشكل جميل لكنك تجاهلت وضع الجزائر اليوم لتفسير سر العلاقات الجزائرية الايرانية الجيدة انا كجزائرية ابا عن جد اقيم في الجزائر اقسم لك بعدم وجود ولا شيعي واحد في الجزائر كل الجزائريين سنة باتباع المذهب المالكي وانا لا الومك لتفسير العلافة الجيدة بين الدولتين بسر خفي لانك لم تتعود ومنذ ان بدات دراسة التايرخ والعلاقات الدولية لم تشهد علاقات طيبة بين دولتين مسلمتين وهذا عقاب من الله لنا شتتنا في الارض فبدانا بمصادمة بعضنا البعض لاننا لم نحافظ على الاسلام سوف اعطيك دليل على ان فكرتك خاطئة دول الخليج اكبر دول فيها الشيعة بعد ايران اليوم وليس خلال القرن التاسع تشهد علاقات مضطربة لا وبل متزلزلة مع ايران فكيف تفسر هذا اذن؟؟؟؟ اخي الموقر لايجب ان تقوتك معلومات كهذه خاصة وانك صحفي محنك ونابغ في العلاقات الدولية انا الان امثل شعب وحكومة الجزائر نحن نحب ايران لمواقفها التي لم تتخذها حتى مصر مثلا او السعودية اكبر الدول العربية وان لم تتذكر سوف اذكرك وانت تعرف بان الجزائر


2 - تابع لتصحيح
حليمة ( 2011 / 6 / 3 - 19:48 )
يتبع للاول ......
كما ان الجزائر لديها نفس مواقف ايران ومذا تعني العلاقات الطيبة مع ايران هل هي اجرام وهل تعد بنفس ضخامة العلاقات مع اسرائيل وامريكا لبعض الدول العربية وهل المذهب الشيعي عيب او اجرام كما نحترم الدين المسيحي و اليهودي نحن نحترم المذهب الشيعي ايضا كما اننا لسنا من نحاسب الناس ان الحساب من عند الله وما لا يجب نسيانه انه يوجد شيعة معتدلة وان الشيعة هم مسلمون رغم كل التفريقات التي بعثتها اميركا واسرائيل وانا حلمي منذ ان كنت صغيرة هو تشكيل ما يسمى بالولايات المتحدة الاسلامية وليس العربية
وعلى راسها ايران لاني اثق وكل الجزائريين يثقون بما يمكن ان تقدمه ايران للاسلام وفي النهاية اود ان اقول انك علمتني من خلال هذه المقالة ان لا اصدق كل مايكتب عن اي شيئ كان وهذا ماسوف يساعدني كثيرا في دراسة العلاقات الدولية


3 - يا ليت قومي يعلمون
محب الأنصار ( 2011 / 12 / 8 - 18:14 )
الأخت حليمه ذاهبه في قدر كبير وتحتاج الى تعليم وتربية عقائديه لتعلم ما تقول

اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم