الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واحد وثلاثون عاماً على الثورة الايرانية

محمد سيد رصاص

2010 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


كانت الثورة الايرانية من أكثر ثلاث ثورات تأثيراً في القرن العشرين،بعد الثورتين الروسية والصينية،من حيث قوة قاعدتها الاجتماعية وأيضاً بإفتتاحها لموجة مدٍ عالمي(أوفي المحيط الاقليمي)في إطار سياق حركتها،،وهو شيء ميَز ايران التي كانت تفتتح المراحل في القرن العشرين بالشرق الأوسط،سواء عبر الثورة الدستورية(تموزيوليو1906)السابقة بسنتين ثورة"جمعية الاتحاد والترَقي"على السلطان عبد الحميد،أوبإفتتاحها لموجة الإنقلابات العسكرية بالمنطقة مع انقلاب رضا بهلوي في شباطفبراير1921،أوبتدشينها مرحلة تأميم الممتلكات الأجنبية من خلال نظام حكم قومي كمافعل محمد مصدَق في أيارمايو1951حيال الشركة الإنكليزية – الفارسية للنفط .
أيضاً،اشترك الإمام الخميني الذي قادثورة1979،مع نظيريه لينين وماوتسي تونغ،في كونه كان يمثل أقلية ضمن الحركة الأيديولوجية التي كان في إطارها،حيث كانت فكرة(ولاية الفقيه)معزولة وضعيفة ضمن سياق حركة الشيعة الإمامية منذ أن أعلن ابن بابويه القمي عقيدة(الغيبة)في عام940م329ه،وهو شيء نلاحظه على لينين ضمن ماركسيي الأممية الثانية،وعلى ماوتسي تونغ أمام ستالين وهيمنته على الحركة الشيوعية العالمية بين عامي1927و1949. كذلك،فقد اشتركت الثورة الايرانية،مع الروسية والصينية،في الدخول بعملية التهام الثورة لأبنائها،سواء عبر"الأب"أوخليفته،أوالإثنين معاً كماحصل في عهدي الخميني وخامنئي،ليكون ابعاد أنصار مصدَق(=كريم سنجابي)والقوميين المتدينين(=مهدي بازركان- ابراهيم يزدي)واليسار الاسلامي(=مجاهدي خلق- بني صدر)وشيوعيي حزب توده ثم الخليفة المعيَن منتظري في عام1989قبل أشهر من وفاة الخميني – شبيهاً بماجرى في عهد ماوتسي تونغ عبر ابعاد رئيس الجمهورية ليوتشاوشي والأمين العام للحزب دينغ سياو بينغ أثناء الثورة الثقافية(1966-1969)ثم من خلال تصفية الخليفة المعيَن لين بياو في عام1971،فيمالم تحصل تلك الإبعادات والتصفيات لرموز وقادة الثورة الروسية في عهد لينين وإنما عبر خليفته ستالين،الذي تشبه سيرته سيرة خامنئي الذي جاء أيضاً بصفقة حل وسط ظهر فيها لحظتها بأنه الأضعف بين الأطراف،ليقوم بعدها بتأسيس سلطته الخاصة عبر ابعاد من على يمينه ومن على يساره،معتمداً على سلطة"الحرس الثوري"على حساب رجال المؤسسة الدينية والجيش والإدارة والبازار.
بعيداً عن التشابهات والمقارنات،فقد كان لايران مساراً خاصاً خلال العقود الثلاثة الماضية،استطاع الجمع بين المبدئية،الموجودة عند أصحاب مشروع يمكن وصفه بالقومي ولكن الذي وقوده هو المذهب الديني،والبراغماتية التي لاتعرف ضفافاً حتى ولوكانت اسرائيل التي كشفت فضيحة(ايران غيت)في عام1986صفقات السلاح الضخمة التي اشترتها طهران من تل أبيب خلال الحرب العراقية الايرانية أوأميركا التي حالفتها ايران أثناء غزوي أفغانستان والعراق في2001و2003،ثم ثانياً تميَزبالقدرة المدهشة على الجمع لشخصيات وأحزاب مختلفة ومتناقضة تحت قيادة "المرشد"خامنئي،مثل حزب الله في لبنان و"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"بزعامة آل الحكيم الذين كانوا من أكثر المتعاونين مع الأميركي في العراق المغزو والمحتل من دون نسيان السيد كريم خليلي زعيم حزب"الوحدة الاسلامية"الموالي لايران والذي هو النائب الثاني لحامد كرزاي في أفغانستان .
هذه الأساليب والطرق وعوامل القوة،التي ظلَلت وطبعت مسار السياسة الايرانية،أتاحت المجال لايران ،وبالذات في فترة مابعد11أيلولسبتمبر،أن تصبح القوة الاقليمية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط،وهو ماجعلها،منذ استئناف برنامجها لتخصيب اليورانيوم في آب|أوغسطس2005،تحاول فرض مكتسباتها الاقليمية الجديدة على الولايات المتحدة من أجل انتزاع اعتراف واشنطن بها بوصفها"قوة اقليمية عظمى"وفقاً لتعبير الجنرال رحيم صفوي القائد السابق للحرس الثوري الايراني في عام2007. في هذا الإطار،ليس من الصدفة ارتباط التشدد الايراني،في الداخل وفي الاقليم،مع ازدياد قوة طهران الاقليمية،حيث كان دعم"المرشد"خامنئي لإنتخاب أحمدي نجاد ليس خارجاً عن هذا السياق في صيف2005،فيمارأينا الضعف الايراني الاقليمي يترافق مع بروز الوسطي رفسنجاني ثم الإصلاحي خاتمي خلال عقد التسعينيات.
هنا،يلاحظ كيف أن المجابهة الأميركية- الايرانية،خلال السنوات الخمس الماضية،هي التي تحدِد الطابع الرئيسي لمجمل الوضع في المنطقة الممتدة بين كابول وغزة،وهي التي ستحدد عبر مآلاتها مسار كل الملفات الساخنة في هذه المنطقة،أكانت الأفغانية،أم العراقية،أوالصراع العربي الإسرائيلي،وحتى تلك البعيدة نسبياً مثل اليمن،وأيضاً تلك الباردة حالياً كلبنان،كماأن تعويم الدور التركي،برضا أميركي منذ عام2007،لايخرج عن تلك المجابهة الأميركية-الايرانية التي تظلِل بطابعها مجمل الوضع في اقليم الشرق الأوسط .
بالمقابل،فإن صورة ايران الداخل،منذ تداعيات انتخابات 12حزيرانيونيو2009،تعطي صورة ربما تقترب من الصورة السوفياتية بعقد السبعينيات،عندما كانت نجاحات السياسة الخارجية لموسكو،في فيتنام(أيارمايو1975)وفي اتفاقية هلسنكي(تموزيوليو1975)المعترفة من قبل حلفي الأطلسي ووارسو بالواقع الجغرافي-السياسي الأوروبي لمابعد الحرب العالمية الثانية وفي أنغولا(1975-1976)وإثيوبيا(شباطفبراير1977)وأفغانستان(نيسانإبريل1978)ونيكاراغوا(تموزيوليو1979)،مترافقة مع بداية اهتزاز الوضع الداخلي السوفياتي في مجالي الاجتماع والاقتصاد،حتى وصل الأمر إلى انهيارات1989-1991التي لم تقتصر على انهيار النفوذين الدولي والاقليمي بل وصلت إلى تفكك الداخل السوفياتي إثر اجتماع الأزمة الاقتصادية ،وضعف الأرضية الاجتماعية للسلطة الحاكمة،مع انكسار معادلة التوازن النووي الذي قامت عليه الحرب الباردة بين تاريخي وصول ستالين إلى القنبلة الذرية في عام1949واعلان الرئيس ريغان في آذارمارس1983عن"مبادرة الدفاع الاستراتيجية"المسماة بحرب النجوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز القضايا التي تصدرت المناظرة بين بايدن وترامب


.. الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه ترامب يتبادلان الاتهامات بع




.. هل يتنحى بايدن؟ وأبرز البدلاء المحتملين


.. توثيق اشتباكات عنيفة في رفح جنوبي قطاع غزة




.. آيزنكوت: يجب على كل الذين أخفقوا في صد هجوم السابع من أكتوبر