الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبدأ الهوية وعلاقته بالحمولة الثقافية للشعوب

اقريش رشيد

2010 / 2 / 11
حقوق الانسان


إنطلاقا من مبدأ " الصيرورة " لا شيء يبقى ثابتا أو جامدا في عالم " فيزيقي"، كذلك الشأن بالنسبة للثقافة، التي تعني الشيء الكثير في المفهوم الدلالي، الثقافة بهذا المفهوم هي نتاج فكري بشري متواتر لا يؤمن بمبدأ التراتبية الفكرية، لأن التواتر يعني مجموعة من الحلقات المتوالية لسلسلة من الإنتاجات الفكرية، قد يجرنا الحديث هنا حين نتحدث عن علاقة الثقافة بالحضارة منة خلال مفهوم" الانتربولوجيا وهذا ممكن، بحكم العلاقة الجدلية بينهما. إذن تشكل الثقافة حمولة لحضارة معينة...إلا أننا لن نتعرض هنا للحديث عن هذا الموضوع، بل سنتحدث عن الثقافة من جانبها المواطناتي، أي كيف تتشكل العلاقة؟ وما هي حدود العلاقة؟ وما هي عناصر العلاقة؟

إذا كانت الثقافة تمثل حمولة ذاكرة جماعية لشعب معين، فإنها في خضم هذا التحليل، تشكل لبنة أساسية في بناء " الهوية" كمرآة تعكس النمط الثقافي الشفهي والمكتوب والمكتسب ( بحكم التأثير والتأثر) بباقي الثقافات لتشكل " خصوصية" هذا الشعب، هذه الخصوصية الهوياتية تعني " المواطنة" .

وليست الثقافة هنا بالمعنى المعرفي فقط بل بالمعنى الشمولي الدلالي الذي يتشكل فيه " المواطن و الفرد" ذو خصوصية متميزة حجر الزاوية في تجسيد هذه الثقافة. فالعلاقة جدلية جدا والفصل بين عناصرها صحب جدا، فالأمر لا يعدو أن يكون مكن أراد أن يتخلص من ذاكرته وهذا غير ممكن، لان الإرادة العقلة لاستطيع تحقيق ذلك إلا تحت تأثير، فاعل آخر، كفقدان الوعي، أو طمس هوية معينة بفعل فاعل ( تهجير الأطفال الصغار...) إلى عوالم أخرى غير بيئتهم، وبذلك فمبدأ الهوية- المنشأ- لا ينفصل عن ثقافة المواطنة- الأرضية الثقافية- ولما كان المنشأ هو مدخل لفهم الخصوصيات، كان لزاما على صانعي القرار ، أن يضعوا أجندة مضادة للحفاظ على ثوابت هذا المعطى " الهوياتي "، وبكل الطر التي تجعل مبدأ " الصيرورة " جاثما أمام أعداء " الوحدة الهوياتي " .

الحقيقة أننا أمام بحث كبير، حين نجعل موضوع البحث أو النقاش " إشكالية الهوية وعلاقتها بالمتغير المعرفي الدولي " – العولمة- وكيف نحمي الموروث " الثقافة- الهوية " من التأثيرات الخارجية أو الداخلية؟ كيف نحول الإجابة عن إشكالية الموضوع، وسيلة أو احد عناصر الحماية؟

حقا نرى أن أفضل سلاح لحماية الموروث الثقافي الهوياتي، هو تعزيز قدرات وإمكانيات الفاعل المدني والمؤسساتي لبلورة تفعيل " ثقافة المواطنة " ، يعني حماية الشيء بالشيء نفسه. ولا يتحقق ذلك إلا بجعل سبل تعزيز القدرات في متناول الجميع وعبر جميع الوسائل وعبر كل أشكال النضال لحماية هذا الموروث للشخصية.

واعتقد، أن غياب وشح المبادرات في هذا المجال تفتح كل الأبواب على مصارعها للنيل من ثوابتنا ، واخطر شيء أن تكون هذه الأخيرة محط أنظار إيديولوجيات سخيفة نواياها مبيتة ...

وغياب وجود أقلام مواطنة، تعني أن المجتمع عقيم، ليست لديه المناعة الكافية لحماية خصوصيته التي تخلد لحضارته وتخضع بحكم التطور التاريخي لمبدأ الصيرورة الطبيعي والمفروض أحيانا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا تاريخيا بأحق


.. صفعته وعنفته.. معلمة أردنية تثير غضبا واسعا بعد إساءتها لطفل




.. قرار تاريخي.. الجمعية العامة في الأمم المتحدة تصوت لصالح منح


.. الأونروا تغلق مكاتبها في القدس بعدما حاول -متطرفون إسرائيليو




.. مندوب دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة: من حق فلسطين العضوية