الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم عادت أم الشهيد ملازم أراس للبحث عن قبر ولدها

حاكم كريم عطية

2010 / 2 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قدمت حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين بقيادة الحزب الشيوعي العراقي قوافل من الشهداء توزعت على ذرى كردستان والمناطق المحيطة بها وهي تعكس الرقعة التي أمتد فيها الكفاح المسلح ونشاط المفارز المسلحة ولا غرابة أن يتعمد تراب العراق بهذه الدماء الزكية بل وتعمد بدماء القريبين منه من الأحزاب والقوى الوطنية منها من الأحزاب الشيوعية والقومية لأيمانها الراسخ بدحر الدكتاتورية ورموزها في العراق وفي هذه السوح تنتشر العلامات الدالة لشموخ الشهادة تنتشر شواخص الشهداء الشيوعيين والتي أمتدت من القرى التركية والقرى السورية المحاذية للحدود العراقية وحتى سوح الوطن بأتجاه أيران وبقية المدن والقصبات العراقية واليوم يلفني الحزن وأشعر بتأنيب الضمير كأحد الذين عملوا في منطقة القامشلي حين سمعت بقصة أم الشهيد ملازم أراس الذي توفي غرقا في منطقة المالكية في حادث مؤسف وتم دفنه في المالكية آنذاك ملازم أراس كان بأنتظار الألتحاق برفاقه في سوح النضال في كردستان وباقي مناطق العراق المستباحة من قبل النظام الدكتاتوري لقد زارت عائلة الشهيد ملازم أراس منطقة القامشلي في عام 2005 بحثا عن قبر ولدها أراس ولكنها لم تتمكن من زيارة القبر لماذا!!!! لأننا ببساطة لم نهتم طوال السنوات رغم أن طاقم القامشلي قد تغير ولكني أعني أية منظمة أو صلة بالحزب ورابطة الأنصار هناك نعم أنا اعلم أن دالة قد وضعت على قبر الشهيد في ذلك الوقت ولكن يبدوا أن الشهيد قد دفن وترك هناك دون رعاية أو متابعة حتى في ذكرى يوم الشهيد والذي تعودنا فيه زيارة قبور شهدائنا ووضع أكاليل الزهور عليها ولكم أن تتصوروا حين أخبرت عائلة الشهيد أراس بصعوبة الأستدلال على قبر الشهيد !!!! أي موقف وأي حسرة أطلقتها أم الشهيد ومن أرسل هذه العائلة بحثا لمنطقة القامشلي قبل التأكد من وضعية قبر الشهيد والأستدلال عليه لقد بكت أم أراس ولكنها كانت مطمأنة لأن الشهيد في أيدي أمينة وهذا ما قالته (( ما طولة مدفون بديكم انتم رفاقة وجثمانة عند الحزب اني فرحانة لأن هوة ابن الحزب ) هذه هي الأم العراقية أم الشهداء وأي شهداء شهداء الحزب والشعب لقد تابعت هذا الموضوع منذ عدة سنوات وكتبت عنه وكنت أخاف أن يقع المحذور حين نطالب من عوائل شهدائنا بالأمانات التي نحتفظ بها وأية أمانات في أعناقنا ليكن الجواب أن الرفاق لا يستطيعون التعرف على قبر الشهيد من بين مجموعة قبور وأن الشاهدة قد ازيلت وخلال زيارتي لأربيل العام الماضي فتحت الموضوع مع الرفيق ملازم أحمد شاهين والذي أكد بأنه يمكنه الأستدلال على مكان القبر ومعرفة قبر الشهيد من بقايا شعره لاسيما وأن الرفيق أحمد شاهين كان من مجموعة الضباط الذي كانوا بأنتظار العبور صوب الوطن عندما حدث الحادث وكان موجودا في مراسيم دفن الشهيد انني أدعو كل من تعز عليه نهاية نصير شهيد بهذه الصورة أن نتنادى ونعمل على تصحيح هذا الأهمال ونبيض وجوهنا أمام هذه العائلة وأنا أعلم اننا عملنا و بأهتمام استثنائي في السنوات الأخيرة لهذه الموضوعة ولكن حالة واحدة ممكن أن نحاسب عليها أنطلاقا من أن هذا العمل هو من صلب مسؤوليتنا الأخلاقية والرفاقية والأنسانية أتجاه عوائل الشهداء ولا يفوتني أن أذكر رفاة ثلاثة شهداء آخرين ما زالوا في القرى التركية المحاذية للحدود السورية وهم كل من الرفاق سلمان جبو – بهاء الأسدي – حسن نعم ثلاثة رفاق ما زالت رفاتهم في تلك القرية التركية والذي سمعته من خلال تواصل بحثي عن مصير رفاة هؤلاء الرفاق هو ان محاولة من الرفيق أبو رنا لأستعادة رفاة الرفيق سلمان جبو عن طريق وزارة الخارجية ولا أدري أن كان ذلك المسعى يضم رفاة الرفيقين الاخرين ولا أعرف أن كانت هناك محاولات عبر هذه السنين لزيارة القرية التي يوجد فيها رفاة هؤلاء الرفاق والأعتناء بقبورهم خوفا من أن يصبح مصيرها كقبر الرفيق أراس املي أن لا يكون الحال كذلك وأعتقد أننا اليوم بحاجة حتى عن طريق الحكومة العراقية المطالبة بأعادة رفاة الشهداء الثلاثة ألى العراق لاسيما وأن الحكومة العراقية كما يقولون تمثل الطيف الوطني وحكومة الوحدة الوطنية وأن هذه الأحزاب تعرف معرفة اليقين ما قدمه الشيوعيون في سوح النضال من أجل أسقاط النظام الدكتاتوري وأي ثمن قدموه في سبيل ذلك تشهد على ذلك قبور وسوح معارك مع الدكتاتورية وسجون ومعتقلات ومقاصل الفاشية وتعرف هذه الأحزاب من قاد الكفاح المسلح في سبيل أسقاط هذا النظام أنا أعرف أننا لا ننتظر شيئا ممن فقد هذا الشيء والا لكان لتقدير وتثمين نضال الشيوعيين ثمن آخر في الوقت الذي يحسب للحركات التي شاركت في النضال الوطني لتحرير الشعوب من طغاتها حساب المحررين لا أن تصبح امريكا هي المحرر وينام شهدائنا في قبور لا نعرف حتى أن كانت ما تزال في أماكنها كان يجب أن تعاد هذه القبور ويستقبل رفاة الشهداء أستقبال الأبطال سواء من الحكومة الكردستانية أو الحكومة العراقية لا أن يظل الأنصار حبيسي معاناتهم النفسية والشعور بالمهانة لموقف الحكومة العراقية والكردستانية أذ لا حقوق ولا مجال حتى لأعادة هؤلاء لخدمة شعبهم وهم يدقون الأبواب في الوقت الذي ما زال مجرمي النظام السابق ومجرمي سجون صدام حسين يحتلون مسؤولية أمن البلد وما زلنا كما يقول العزيز حسام آل زوين في مقاله عن الشهيد ملازم جواد( نقف في صفين عندما ندخل مطار أربيل واحد للعرب و الأجانب وواحد للأكراد) والمنشور في موقع الناس لا بل وينتهي بنا المطاف عرفاء في الجيش الكردستاني رغم أن شهاداتنا أرغمت الدكتاتورية على ضمنا في دورات عسكرية لتخريج ضباطها من خلال قوانينها أعتقد أن هذا الوضع يتطلب مراجعة حقيقية وعلى أساس الأستحقاق المعنوي والوطني وأن لا نتعامل مع ما نستحقه من حقوق كهبة من الحكومة العراقية أو الكردستانية صحيح أن ما أنجز لحد الآن من تقدير لحقوق الأنصار وعوائل الشهداء من قبل الحكومة الكردستانية موقف يشكرون عليه ولكنه ما زال دون الطموح حيث تخلو شوارع كردستان من أي رمز للأخوة العربية الكردية في سوح النضال ضد الدكتاتورية وتخلو من أي رمز لتمثيل المرأة وأعني النصيرة الشيوعية وألتحاقها بحركة الأنصار ومشاركة الأنصار والبيشمركة الكفاح المسلح لأول مرة في تأريخ الحركة المسلحة العراقية و ما زال هناك حيف على عوائل الشهداء وأستحقاقهم المادي والمعنوي وهناك الكثير الكثير تقع مسؤوليته علينا نحن الشيوعيين ممثلين برابطة الأنصار والحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني حتى ندعوا أم الشهيد ملازم اراس لزيارة قبر شهديدنا وفلذة كبدها وكذلك ندعوا عوائل الشهداء سلمان جبو- بهاء الأسدي- حسن المجد كل المجد لشهدائنا ولملاحم أستشهادهم التي يجب أن يتعرف عليها شعبنا العراقي.ولعل رسالة الرفيق الشهيد أبو سلام الأخيرة والتي بعثها من قاطع الأعدام بتأريخ 10/12/1980 من سجن الموصل هي خير وصية بالشهداء وعوائلهم وحزبهم ومبادئهم أترككم مع مقطع من الرسالة الأخيرة وهي بمثابة وصية الشهيد ابو سلام وهو الرفيق رحيم عودة كما هو مذكور في نفس العدد من طريق الشعب وهو ما يتذكره الرفاق في فترة الأطلاع على هذه الرسائل عام 1981 ألا أن هذه الرسائل لم تنشر ولم تجري الأشارة لها رغم قيمتها المعنوية المؤثرة ولم يعاد ذكرها في أي تاريخ بعد هذه السنوات.!!!!! يقول الرفيق أبو سلام ( رحيم عودة) في رسالته الأخيرة

((وطن حر وشعب سعيد
رفاقى الاعزاء تحيه شيوعيه من غرفة الاعدام-الموصل
فى هذا اليوم انى سعيد جدا لانى قدمت حياتى من اجل حزب فهد العظيم الذى لم ينسى رفاقه الشهداء ابدا كما ويرعى اطفالهم وعوائلهم ليغذوا السير على ذات الطريق.
رفاقى
اقدم لكم باقات قرنفل ورازقى جميله لكم والى كل الرفيقات.
رفاقى الاعزاء
هذا اليوم,يوم حقوق الانسان ,ولكن..النضال لا يعرف يوما محددا له,وأنى سعيد لانى سأبقى فى ذاكرة الرفاق يتذكروننى فى هذا اليوم الذى تحتفل فيه البشريه من اجل الانسان....وحتى يعرف العالم أين حق الشعب العراقي فى ظل البعث.ولتعلم كل البشريه ما هيه طبيعة البعث,وما هى المعتقدات السياسيه التى جاء بها للعراق.
رفاقى أنا اعرف أن اليوم الذى تنشرون فيه ورودا حمراء على قبرى ,يوم النصر الاكيد , يوم قريب.))**
الكاتب
ألف وردة على قبرك يا ابا سلام نم قرير العين كنت ابنا بارا للحزب انت ورفاقك الميامين لقد سقط نظام القتلة الفاشيين وخلدوا في مزابل التأريخ ولم تتكحل عيونكم برؤية هذا اليوم لكنكم قدمتم أرواحكم ليرى الشعب العراقي هذا اليوم وتكنس الدكتاتورية المجد كل المجد لكم والأمانة في أعناقنا أن نجلب القتلة للمحاكم ورواية صمودكم وتحديكم للفاشية ونظام القتلة

----------------------------------------------------------------




– المصادر
أسم الرفيق أبو سلام مذكور في عدد طريق الشعب السرية لسنة 1981
وردني من الرفيق أبو تغريد مشكورا
الصورة من موقع الينابيع من موضوع *
يعبق النرجس في مقبرة للأنصار الشيوعيين
مراسل طريق الشعب في اربيل
**
مقطع من الرسالة الأخيرة للرفيق الشهيد أبو سلام من قاطع الأعدام
بقلم النصير أبو عادل (فارس زهرون حبيب) والمنشور في موقع الينابيع
www.yanabeealiraq.com/articles_10/f_habib070210.htm

حاكم كريم عطية
لندن في 8/شباط/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ