الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختصرات في الماركسية 4

فواز فرحان

2010 / 2 / 11
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


نضال الأضداد ..
رأينا أن الواقع متحرك .. وهذه الحركة الشاملة ترتدي صورتين كمية وكيفية مرتبط كل منهما بالآخر إرتباطاً ضرورياً ..
مثال ..
أدرس الفلسفة الماركسية .. المادية الجدلية .. ولا يمكن هذا إلاّ إذا كنت مُدركاً لجهلي واريد التغلب على هذا الجهل وأكسب المعرفة ، فالدافع الأساسي لدراستي وتقدمي في الدرس هو النضال بين جهلي وبين رغبتي في التغلب على هذا الجهل (النضال ضد الجهل )والتقدم في درسي يكون بقدر إستمرار هذا التناقض ..
ولا شك في أن كل كسب جديد هو حل لهذا التناقض ..
من يعتقد أنه يعلم كل شئ لن يتقدم قط ، لأنه لن يحاول التغلب على جهلهِ ..
كما أن الدافع للإنتقال التدريجي من معرفة ضيقة الى معرفة أوسع هو النضال بين الأضداد ، النضال بين جهلي من جهة وبين رغبتي في التغلب على هذا الجهل ..
تعتمد الجدلية على القول ..
بأن أشياء الطبيعة وظواهرها تحتوي على تناقضات داخلية ، لأنها تحتوي جميعاً على جاني سلبي وآخر إيجابي فلها ماضي ولها ومستقبل ، وفيها جميعاً عناصر تزول وأخرى تنمو ..
وإن النضال بين الأضداد وبين القديم والجديد وما يموت وما يولد هو المحتوى الداخلي لعملية التطور وتحول التغييرات الكمية الى تغييرات كيفية ...
ميزات التناقض ..
التناقض الداخلي ..
رأينا أن الواقع هو حركة وأن هذه الحركة هي نتيجة لنضال الأضداد .. هذا التناقض وهذا النضال هما داخليان ، أي أنهما ليسا خارجين عن الحركة بل هما جوهر الحركة ...
القليل من التفكير يطلعنا على أنه لولا التناقض في العالم لما تغيّر العالم ..
لماذا تسير الحياة بعد أن أعطت بذورها وثمارها نحو الموت ؟
تتحول الحياة الى موت لأن الحياة تحمل في أحشائها تناقضاً داخلياً ، ولأن الحياة نضال يومي ضد الموت حيث تموت في كل لحظة خلايا بينما تحل محلها خلايا أخرى حتى يتغلب الموت عليها ..
إن سبب كل نمو أساسي للأشياء إنما لايكون خارج هذه الأشياء بل في داخلها ، في طبيعة الأشياء المتناقضة ، فلكل شئ ولكل ظاهرة تناقضاتها الداخلية الكائنة فيها ..
هذه التناقضات هي التي تولد حركة الأشياء ونموها ..
يقول لينين ..
( النمو .. هو نضال الأضداد )
الرجل الذي يدرس هو جاهل ومحتاج للمعرفة في نفس الوقت ، فهو يمثل في درسهِ النضال بين هاتين القوتين المتناقضتين ( المعرفة والجهل ) ..
تحول الماء الى بخار ماء أو ثلج .. يمكننا تفسير هذا التحول بوجود تناقض داخلي ، تناقض بين قوى الإنسجام وبين جزيئات الماء من جهة أخرى ، وبين حركة كل جزئ الخاصة به من جهة ثانية ، وهي طاقات تدفع الجزئ الى التفرق . أي ( التناقض بين قوى الإنسجام والتفريق ) ...
هذا التناقض الداخلي هو المحتوى الحقيقي لحالة السائل ..
ولا يمكن الانتقال الكيفي الى حالة جديدة إلاّ بإنتصار إحدى القوتين على الأخرى ..
فتنتصر قوى التفريق في حالة تحول السائل الى بخار ، ولا يقضي هذا الانتصار على القوى المعارضة بل يُغيّر من صفتها ..
هل يعني ذلك أن الظروف الخارجية المحيطة لا تقوم بأي دور ؟
كلا .. القانون الأول للجدلية يقول كل شئ مرتبط بالآخر ، لأنه لا يجب أن نعزل الواقع عن الظروف المحيطة ...
لهذا تعتبر الجدلية إكتشاف التناقضات الداخلية الكامنة في العملية التي درسناها والتي تفسّرلنا نوعية هذهِ العملية شيئاً أساسياً ...
فالتناقضات الكامنة في الأشياء والظواهر هي السبب الأساسي لنموها ...
تدلل الجدلية بصورة علمية على أن الثورة ما هي إلاّ نتيجة للتناقضات بين الطبقات المتنازعة ، وما الثورة إلاّ نتيجة هذا التناقض الذي يمر بعدة مراحل ، ولهذا فإن الثورة ليست من صنع الله أو الشيطان ...
لا يمكن أن يكون التحول الكيفي نتيجة لتدخل خارجي ، ولهذا غيّر وجود الاتحاد السوفيتي وتقدمه الظروف العامة لنضال البروليتاريا في البلدان الرأسمالية ، لكن لا يمكن لوجود الاتحاد السوفيتي وتقدمه أن يولد الإشتراكية في بلدان أخرى ...
لأن إزدياد نضال الطبقات الخاص بكل بلد رأسمالي وإزدياد التناقضات الداخلية التي يمتاز بها يمكن أن يؤدي الى إنقلابات ثورية في هذهِ البلدان لهذا كان ستالين يردد ..
( سوف يقوم كل بلد لو أراد بثورتهِ .. ولن تقوم الثورة إن لم يردها )
التناقض مجدد ..
لو عدنا الى نص ستالين للقانون لرأينا أنه يعتبر نضال الأضداد كنضال بين القديم والحديث ، بين ما يموت وما يولد ، بين ما يزول وما ينمو ...
لا يكفي إذاً الإكتفاء بإدراك الطابع الداخلي للتناقض ، بل يجب أن ندرك أيضاً أن هذا التناقض هو نضال بين القديم والحديث ، وأن الحديث يولد من أحشاء القديم وأنه ينمو بالرغم عنه ...
ينحل هذا التناقض حين يتغلب الحديث نهائياً على القديم ، فيبدو عندئذٍ طابع التناقضات الداخلية المجدد وخصبها ..
فنضال الطبقات يبشر بميلاد مجتمع جديد ، لهذا يعمل الجدلي على إيجاد الظروف المناسبة لإزدياد هذا النضال الخصب ، فلا تخيفهُ مقاومة قوى الماضي لأنه يعلم أن قوى المستقبل تظهر في النضال كما يدل عليه تاريخ الحركة العمالية ...
إن الإكتشافات العظيمة هي ثمرة لحل التناقض بين النظريات القديمة والوقائع التجريبية الحديثة ...
إن النقد الذاتي يعتمد على النظرة العلمية للعمل الثوري ، إذ يهيئ المناضل بواسطة النقد الذاتي الظروف المواتية للنضال من أجل إنتصار الجديد على القديم في وعيهِ وفي نشاطه اليومي ..
وبالعكس فإن رفض الإنتقاد الذاتي هو إفساد لإمكانيتنا في التقدم ، لأن ممارسة النقد والنقد الذاتي هي التي كونت الحزب الشيوعي البلشفي بزعامة لينين ...
وحدة الأضداد ..
لا يوجد تناقض إلاّ بوجود النضال بين قوتين على الأقل ..
لهذا يحتوي التناقض على طرفين يتعارضان ، فهو الوحدة بين الأضداد وهو ميزة ثالثة للتناقض فلندرسها بعناية ...
متى مازالت البروليتاريا كطبقة مستغَلة زالت البرجوازية كطبقة مستغِلة ...
لا تفصل الجدلية بين الأضداد أبداً ، وهي تنظر إليها في وحدتها التي لا تنفصم ، ولهذا فإن إضعاف الفكرة الإشتراكية هو تقدم للفكرة البرجوازية والعكس صحيح ...
يوضح لنا ماركس ...
( إذ لم تنتهز الطبقة العاملة جميع الفرص لتحسين حالها ، فأنها تنحط الى مستوى جماعات من الكائنات المضطهدة الجائعة التي لاخلاص من شقائها ) ..
ويصبح لهذهِ الوحدة بين الأضداد معنى هام حين تتحول الأضداد بعضها الى البعض الآخر ، لأن كل من الضداد تتحول في ظروف معينة الى ضدها ..
الخلاصة ...
ــ ميزة الجدلية الرابعة هي .. نضال الأضداد
ــ الواقع متحرك وهذه الحركة الشاملة ترتدي صورتين كمية وكيفية وترتبط كل منهما بالآخر إرتباطاً ضرورياً ...
ــ أدرس الماركسية والمادية الجدلية ولا يمكن ذلك إلاّ إذا كنت مدركاً لجهلي وأريد التغلب على هذا الجهل وأكسب المعرفة ..
ــ الدافع الأساسي لدراستي وتقدمي هو النضال ضد جهلي ورغبتي في التغلب على هذا الجهل .. ولا شك أن كل كسب جديد للمعرفة هو حل لهذا التناقض ..
ــ من يعتقد أنه يعلم كل شئ فإنه لن يتقدم أبداً ، لأنه لن يحاول التغلب على جهلهِ ..
ــ ان الدافع للإنتقال التدريجي من معرفة ضيقة الى معرفة أوسع هو النضال بين الأضداد
النضال بين جهلي وبين رغبتي في التغلب عليه ...
ــ لولا التناقض في العالم لما تغيّر العالم ..
ــ إن سبب كل نمو أساسي للأشياء لا يكون خارج الأشياء بل في داخلها ..
ــ هذه التناقضات هي التي تولد حركة الأشياء ونموها ..
ــ تدلل الجدلية بصورة علمية على أن الثورة ما هي إلاّ نتيجة للتناقضات بين الطبقات المتنازعة ..
ــ ما الثورة إلاّ نتيجة لهذا التناقض الذي يمر بعدة مراحل ولهذا ليست الثورة من صنع الله أو الشيطان ..
ــ إن الإكتشافات العلمية العظيمة هي حل للتناقض بين النظريات القديمة ووقائع العلوم التطبيقية الحديثة ..
ــ إن النقد الذاتي يعتمد النظرة العلمية للعمل الثوري ، إذ يهيئ المناضل بواسطة النقد الذاتي الظروف المواتية للنضال من أجل إنتصار الجديد على القديم في وعيهِ وفي نشاطه اليومي ..
ــ وبالعكس فإن رفض الانتقاد الذاتي هو إفساد لإمكانيتنا في التقدم ..
ــ لا يوجد تناقض إلاّ بوجود النضال بين قوتين على الأقل ..


مختصرات لكتاب إصول الفلسفة الماركسية
جورج بوليتزر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتطرف في فرنسا يعتزم منع مزدوجي الجنسية من شغل مناص


.. تركيا تدعو سوريا -لاستغلال الهدوء- للتقارب مع المعارضة والتح




.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال


.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي




.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين