الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آهاتكم مسموعة يا شباب قليبية

عبد القادر الدردوري

2010 / 2 / 11
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


يا شباب قليبية :
آهاتكم مسموعة، لكن,...
تناهت إليّ أصوات شبابية، ناحبة, من مدينة قليبية. سمعها قلبي، قبل أن تسمعها أذناي وتراها عيناي. أصوات حبيبة إلى النفس، أصوات تحب مدينتها حبا جنونيا، عاقلا، وهي في شوق كبير لأن ترى مدينتها الجميلة أكثر جمالا، وأروع سحرا، لكن هذا الجمال الساحر والسحر الجميل يذوب ويفسد بمفعول البعض من سكانها، وقد أعماهم الطمع، وشمّع قلوبهم الجشع،فمات فيهم كل شعور بالمصلحة العامة، وصارت هذه المصلحة العامة ذائبة كلها في مصلحتهم الخاصة، فإذا كان بحرنا نعمة كبرى لنا جميعا، فإنهم يتحرقون جوعا ويريد أن تكون النعمة لهم وحدهم، فتراهم يعملون على الإستمتاع بالبحر وحدهم فيستولون، بالتدريج على شاطئنا، شيئا فشيئا، وأمام مرأى ومسمع من الجميع،دون حشمة ولا خجل ولا ذوق، ولا قانون، فيبنون ما يشاءون، وبالكيفية التي يرونها، والناس يرون ويتساءلون في حيرة يشوبها الحزن على المسروق. وإليكم بعض التفاصيل، نسوقها جلدا لكل سارق سرق شبرا من شاطئنا، ورملاة من رمالنا، وصخرة من صخورنا، رغم أن المسوق أكثر من صخرة وأفضح من رمال، وأكبر من أمتار. أما لماذا واصل السراق للملكية البحرية العامةن ومن شجعهم على ذلك ومن أغمض عيونهم عنهم، فجوابه عند أهل البلدية، ومن ركّز البلدية ونصبها، وربما أوصاها بالسكوت التام عن فضائح هؤلاء السراق، مقابل تطبيق القانون على المساكين لكي يبقوا مساكين ولا يرفعوا رؤوسهم لأن من يرفع منهم رأسه يتعب، وقانونهم يتظاهر بأنه شفوق رحيم بكل المساكين. فهل ان البلدية والدولة لا علم لهما بما سرقه أكابر " المتصرفين في المنصورة" من شرقها إلى غربها، ومن صخورها إلى رمالها، ومن بيت العسة إلى " البالج" القديم والجديد وجميعهم يضيّق الخناق على الناس ويحوزون البحر لهم، دون غيرهم، وسيطردوننا حتى من السباحة فيه ، حيث لم تعد " البَرّاكات" تحتل واجهات الشاطئ فقط، بل تعدّته وجعلت تزحف على رماله وتحتله، أمام الجميع ، وآخر توسع على الشاطئ الصخري للمنصورة، وافسد الصخور بشكل يدل على جهل تام بالبيئة وجمالها، فبَلّط الصخور بالإسمنت، وما زال يفعل ولا أحد أنكر عليه فعله لا من بلدية ولا من معتمدية ولا من سلطة اخرى، مطلوب منها أن تحمي الملك العام ، وحتى إن هي سمحت ببعض المشاريع الصغرى فإن الشرط الوحيد، والأساس، هو المحافظة على سلامة الصخور وعدم المساس بها باي شكل من الأشكال، فهل لوضع كرسي، أو طاولة، في الشاطئ الصخري، نفسد منطقة صخرية، بالبناء او الإسمنت، بينما شكل تلك الصخور، كما هي على طبيعتها، لا يوصَف جماله السحري في كل الأوقات؟
كما كان يوجد في قليبية، معلم أثري جميل هو" صابّاط السعفي " جاءت البلدية إلى أهله الفقراء، وذكرت لهم بأن " الصبّاط" يتداعي للسقوط ، وعليهم أن يغادروه، وأن البدية ستهدمه وتتولى كراء منزل لمن كان يسكنه، وهذا ما تم، وهُدّم الصباط،دون أن ترقم حجارته، وتعيد بناءه بالطريقة التي كان مبنيا عليها، بل هدمته ولم تنظر إليه على معناه الأثري، بل تصرفت معه وكأنه حجارة كغيره من الحجارة، والأدهى من كل ذلك أن البلدية تنكرت للوعود التي قطعتها على نفسها( ومعها المعتمدية أيضا) مع سكان الصباط حيث طلبت منهم أن يعيدوا بناءه على نفقتهم الخاصة، وهي تعلم كل العلم أن حالتهم وحالهم يبكي الحجر، فهل هذا منطق؟. هل هذا كلام؟ ومع ذلك فعلته البلدية، لماذا؟ لأنها بلدية( ومعها المعتمدية) والآخرون سكان فقراء، والفقراء، معروف حالهم وأحوالهم، ولا تتذكرهم البلدية، ومعها المعتمدية، إلاّ في حملاتها الانتخابية وفي زيارة كبار المسؤولين في الدولة إلى المدينة. باعتبار أن الثقة في حناجرهؤلاء المساكين، وأكفهم كبيرة وكبيرة جدا.
أما تساؤل الشباب عن سر الصمت الذي يعيشه" كبار" المدينة، فهذا في حد ذاته مٌوَلِّدٌ للكثير من الأسئلة: هل الكبار، هم كبار السن، أم هؤلاء الذين جعلتهم أموالهم كبارا؟ أم غيرهم من جعلتهم الثقافة كبارا، وهم الكبار بالفعل؟
أما كبار السن فلن ينالهم من الجميع إلاّ الرفق والمساعدة والاحترام، فهم آباؤنا وإخواننا وأخواتنا، وأعمامنا وعماتنا، ألا يكفيهم أنهمم يحملون عمرهم وينتظرون ساعتهم، ونطلب منهم أن يحملوا همومنا ومشاكلنا؟. أما هؤلاء الذين كبروا بالمال، فقد صاروا سلطة، ولا يهمهم إلاّ مصلحتهم، ويريدون أن يستحوذوا على كل شيء، حتى البحر، حتى الملكية العامة، حتى البشر، وتراهم يبحثون عن الذمم المعروضة في أسواق النخاسة( وما أكثرهم وأسهل شراءهم !) ليغطّوا ما استحوذوا عليه، أو يسهّل عليهم السرقة والاستحواذ، وإذا كان مثالنا العامي يقول:" إذا كان المهبول ياكل وِيبَة، العاقل ما يعطهالوش" فإننا نقول: وأين العاقل ، الذي لا يماشي الطماع في طمعه، ولا السارق في سرقته، ولا المحتال في احتياله؟ وهنا يبرز دور المثقف الحقيقي، المثقف العضوي، المندمج ضمن حركة التاريخ، والمنصهر في كل المسحوقين الذين لا يملكون إلاّ عملهم وفقرهم وبطالتهم. هذا المثقف هو في حد ذاته، سلطة، سلطة العقل، والعقل لا يسكت عن الخور والسرقة والاعتداء، وانتهاك الحقوق والحريات، فلماذا سكت عن سرقات شاطئ قليبية، مَن يسمون أنفسهم مثقفين؟ إن سكوتهم يعني ببساطة أنهم ليسوا مثقفين، لأن الثقافة ليست معرفة الكتابة والقراءة، بل الثقافةهي " نظرة عقلانية شاملة للواقع، واتخاذ موقف نقدي من هذا الواقع". إن المثقف لا يهادن اللصوص مهما كانت مراكزهم، وقواهم،ولن يسكت عن انتهاك الحقوق والحريات ، لأنه إن هادنهم أو سكت عن انتهاكاتهم لم يعد مثقفا بل صار واحدا منهم، وفرق كبير، وكبير جدا، جدا، بين المثقف وغيره من " كلب الحراسة" و" الجرذان الدبقة، الذين أنفسهم للشيطان وباعوا كرامتهم إلى أسيادهم، وقد صدق فيهم قول الشاعر العربي القديم:
قومٌ إذا حضرَ الملوكَ وفودُهم نُتِفـت شواربُهم على الأبواب
والشوارب ، عند عرب العزة والمواقف الإنسانية النبيلة، هي الكرامة والأنفة، وهؤلاء الذين تحدث عنهم هذا الشاعر، عندما يدخلون إلى أسيادهم، ينتفون شواربهم عند الأبواب، وينزعون عنهم كل شعور بالعزة والكرامة ويلبسون لباس الذلة والهوان، لكن من له كرامة هل يتنازل عنها أو يبيعها؟ فمن مِن شعراء اليوم أو كتّابه يتمثل قول المتنبي:" عش عزيزا أو مُت وأنت كريم..." ؟
ومن هنا من كان مثقفا من أبناء قليبية فعليه أن يضم صوته مع شياب قليبية ، الحي، لفضح اللصوص، والسماسرة،الذين يعتدون على شواطئهم ويفسدون جمالها ويريدون الاستحواذ عليها واستغلال نعيمها لأنفسهم وحدهم، ويحرمون غيرهم منها.
فيا أهل قليبية إن شطوط بحركم هي لكم جميعا ولا حق لأحد أن يحرمكم منها بأي وجه من الوجوه. المنصورة لكم برمالها وصخورها، أما السراق فلن يهدأ لهم بال إلا بصرفكم، وإبعادكم عنها، وإن سكتم فإن سكوتكم يكون أكبر مشجع على المزيد من سرقتكم، فهل تذكرتم يوم كان أحدهم يبني جدارا، أتعس من جدار برلين، حول منزله ويوصل الأسلاك الشائكة إلى داخل البحر، وآخر يسدّ الطريق أمام المارة؟ لقد حدث ذلك وقد قمنا بالرد المناسب عليه، فكسرنا الحائط الذي يسد الطريق، ثم شهّرنا بتلك الأسلاك الشائكة وصورناها وفضحناها في الجرائد، وقد أزيلت في بداية السابع من نوفمبر بتحريك منا وتنفيذ من صديقنا الدكتور حمودة بن سلامة يوم كان وزيرا للرياضة، وها نحن اليوم نشهر بالانتهاكات الواقعة في شواطئ قليبية( مطعم المنصورة وما قام به أصحابه من إفساد واضح لصخور الشاطي، وغيرها كثير، خاصة في الشواطئ الرملية في بُتي باري).
إننا نتعلم منكم الآن ايها الشباب الحي، فنفرح لمواقفكم الشجاعة، التي تفضح المهادنين والسراق والصامتين الأذلاّء. وإننا معكم في كل مواقفكم بأصواتنا وأقلامنا، ولن يضيع حقٌ وراءه مُطالِب، مهما كانت العراقيل والمعوقات، ولا نملك إلاّ أن نشدّ على أياديكم ونقول لكم : إلى الأمام ، وشكرا لكم لأنكم تعيدون فينا الشباب، وتحركون ضمائرنا وخطواتنا وتأخذون بأيدينا وعقولنا.
أخوكـــــم الكبير
عبد القادر الدردوري ــ قليبية
11 فيفري 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: قتلى فلسطينيين في عميلة للجيش الإسرائيلي بقرب


.. غزة: استئناف المحادثات في مصر للتوصل إلى الهدنة بين إسرائيل




.. -فوضى صحية-.. ناشط كويتي يوثق سوء الأحوال داخل مستشفى شهداء


.. صعوبات تواجه قطاع البناء والتشييد في تل أبيب بعد وقف تركيا ا




.. قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين