الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيننا وبينهم فروقات ليست طفيفة

فاضل فضة

2004 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في عالم اليوم مازال السؤال يجلدنا بسوطه كل يوم،
وفي عالم القهر الذاتي، والإنساني بكل صوره..
مازلنا نقراً، ونشاهد، ونتعايش..
مالفرق بينننا وبين الأخر، المرفوض من قبلنا..
مالتباين الظاهر والمخفي في المنهجية والسلوك والقيم..
قد تكون فروقات طفيفة، أو فروقات ليست طفيفة..
**
إنهم يصنعون انظمة بيولوجية جديدة
يبنون مكتبة للجينات القابلة للتبادل فيما بينها
يتعلمون الحياة وصناعتها
يصنعون نظاماً بيولوجياً مبرمجاً
يسافرون بمراكب فضائية لاكتشاف الكون،
يسبرون الفضاء المفتوح...
يخترعون كل يوم..
ويبدعون كل شئ..
في بلادهم، العقل سيد، مارد الإبداع بلاقيود امنية أو عسكرية أو أمية...
الإنسان، مطلق، بلا حدود أو سياج أو فتوى رجل سياسي لايعرف من السياسة إلا التحكم بالأخرين. أو قانون رجل دين، يتساءل المرء عن صك صلاحيته الأزلية..
أو رجل عسكري، مزاجي سكر من خمرة هولاكو وأاتيلا والتاريخ الأسود..
في بلادهم (بلادنا الثانية)، تشرق الشمس كل يوم، فلا جوع أو خوف أو قلق من مستقبل..
إنهم سادة العصر بالعلم اليوم، والقيم بالدستور والقانون والأنتخابات...
إنهم يعملون لصالح بلادهم، ولشعوبهم ولمستقبلهم...
إنهم يحاربون لبقائهم الأوائل...
**
في بلادي الأولى..
مازال الجهل سيداً،
فلا انظمة بيولوجية جديدة، لإنها كفر
ولا حقوق إنسان ولا مساواة،
ولا مراكز أبحاث، أو إختراعات او مركبات فضائية..
في بلادي الأولى، اخترع الله الذهب الأسود، ليعمي على عيوننا
والعسكر ليقمعوننا
ورجال الأمن ليثبتوا انهم يعملون بأجر، وانهم ليسوا عالة على المجتمع والإقتصاد..
في بلادي، لايوجد مساواة، ولاحقوق إنسان، ولا ديموقراطية،
إنهم من صنع الغرب الكافر، إنهم ادوات المؤامرة،
في بلادي، مازال أهم المفكرين، خارج حدود الزمن والتاريخ، وادوات العقل في المستقبل..
**
كانت حكاية في الماضي، ومازالت حكاية اليوم..
مازالوا يقبضون على كل مفكر يحاول الخروج من دائرة الظلام..
ومازالوا يمنعون كل لسان معرفي من الحديث..
إنهم متحف الموت في زمن معاصر..
يرفضون الأخر، أبن الوطن..
يرفضون العلم.. فهو قلقهم..
يرفضون الإنفتاح لإنه سيكشفهم..
في بلادي، ندعي الإنسانية ونمارس الوحشية..
ندعي القيم، ونمارس النفاق والكذب الأبيض والأسود..
ندعي نظافة العقل، وهو عقل إرتجالي غائب في حضور مميت...
في بلادي ندفن الاطفال في الجهل الإفتراضي، فيتجذر قنابل..
نقوي العزيمة إنفعالا، وغريزة.
ندعي القوة، في عصر لم تعد تنفع فيه أية قوة عضلية أو نفسية بدون وسائل علم مطلق..
نشرع للعلم بدون ان نعرفه..
للإختصاص..بدون ان نمارسه..
ندعي أننا حراس الله..
بدون ان نذكر ان الله غادرنا من اكثر من ألف سنة..
ونكابر كل يوم في خطاب أو قصيدة او رواية..
كنا عنترة التاريخ المعاصر..
ومازلنا..
في بلادي غابت الحياة في معناها الإنساني الأرقي..
كرهنا الحب، فأصبح الحب أسود..
كرهنا القيم، وحولناها إلى نفاق مستعصي..

نسينا أن نحافظ على سلم إجتماعي، أو إنساني، أو حضاري..متفاعل مع الأخر..
في بلادي قد لاينفع الكلام والخطاب ولا الأمل..
إنه الإنسان المشوه في ماضيه وحاضره ومستقبله..
إنه الأنسان المتشابه في كيانه البيولوجي، والعقلي،
لكنه غائب عن هذه الحقيقة..
يرفض الحياة وان كانت الحياة قد قدمت إليه على طبق من ذهب..
يرفض السلام الإجتماعي وإن كان السلام يعني الرقي والإنسانية في أي فكر أو أي دين..
**
إنها فرقات طفيفة، بين مساحات جغرافية متقاربة أو متباعدة،
بين حضارات قديمة وحديثة..
بين تجدد أو ركود..
بين الفهم أو سيطرة الجهل..
بين الراغبين في عيش مسالم..أو بين المغامرين الباحثين عن دمار لشعوب..تحت سياط العنف والقوة والإستغلال..
أنه الفرق بين التقدم والتخلف..
بين الحضارة الحقيقة..والإدعاء بها..
بين الإصرار على التحجر..أو التحول..
إنها الفروق بيننا وبينهم..
لاأكثر..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجورجيون يتحدون موسكو.. مظاهرات حاشدة في تبليسي ضد -القانون


.. مسيرة في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تطالب بوقف الحرب على غز




.. مضايقات من إسرائيليين لمتضامنين مع غزة بجامعة جنيف السويسرية


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. ديوكوفيتش يتعرض لضربة بقارورة مياه على الرأس