الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الافتراس

علي غشام

2010 / 2 / 12
الادب والفن


علي غشام
الافتراس

يُتم دهراً ..
كُبت دهراً ..
جاع دهراً..
تعرى دهراً ..
عُذب دهراً ..
سُجن دهراً..
عبد الله دهراً دون جدوى ..
ثم انتفض وقاتل..
ضاع دهراً ..
ثم بعث من جديد..
بقي من الساكنين ..
المبعدين المراقبين..المنبوذين .
لكنهم لم ولن يتركوه.
تلقفته كائنات الغربة الخرافية
منبعثة من باطن الارض الغريبة...
تحدر من سلالات الموت المباشر.
سيدهم الذي اعتنق القتل على طريقة الأعراب..
من أصحاب الكوفيات البالية .
الشوارب الصفر الملطخة ببقايا التبغ الردئ..
قيادات الحروب التافهة .
تناهشت لحمه عقارب البيوت القريبة .
ديدان الأزقة المتعفنة .
أولاد بقايا الحروب الفوضوية..
ألسنة نيران القبائل الهمجية الغازية ليلاً...
وارثة همجية التتار والمغول .. وثورة الزنج والتخلف العقلي .
الانهزام والإنكسارات والبكاء بعد فوات الأوان .
بقي عنده شئ متجذر لم يفقده بعد ..
خوفه ..ألمه ..ترقبه .. انتظاره..
وأخيراً أمله وحلمه..
اعتصره هجير غربته الحارق.
لم يسعفه التحننّ لماضيه الماثل دائماً أمامه.
خمس وأربعون عاما انقرضت من عمره المتعب.
هموم أكواخ القصب المتهرئة .
بردّ الشتاء المتسلل الى داخلها.
حنايا ضلوعه الخالية إلا من العشق الأزلي ..
لم يفتر ولم ينقص.
هناك عرف قصص الحطاب الطيب وابنة الملك المغرور.
قتله الجفاء والحيرة .
تلقفته نهايات الشواطئ المباركة..
تلك التنانين التي لم يتعرف إليها شعبه جيدا بعد .
لم يستبقِ شيئاً لسنينه الممتلئة..
والوجوه النهمة والغاطسة بالشهوة والغرائز.
أستمنوا على صور باهتة تتربع منذ أمد طويــــل جداً .
كانت أشباح تمر وتختفي أمامه ..
تظهر ألوان الطيف الشمسي المغموس بوحل السلطة.
تبين له فيما بعد انه إغواء المفترس لفريسته .
اشتعل سواده فجأة .
نهبت أعوامه على مرأى من الإله..
يتفرج عليه باستهزاء ولؤم ولا مبالاة .
من ورائه بالوكالة تلك الوجوه الصفراء .
تخفي تحت جلدتها تماسيح أمريكا الجنوبية.
حيّاة حوض الأمازون .
تبتلعه تارة ، وأخرى تتقيؤه..
تبارك ميّتته العظيمة على أيديهم .
يؤبنوه ويمجدوه ويقرءوا الفاتحة على روحة غير الآثمة ..
ثم ينتظر ان يبعث من جديد ليجدهم في انتظاره يتنعمون ..
بالجنة المُطوَّبَة بأسمائهم.
هم وأزواجهم .
أبنائهم وأبناء عمومتهم .
بنات خالاتهم ..حتى خدمهم .
متكئين متقابلين لا يمسهم فيها نصب
تستمر سلسلة الهلاك ..
لا نهاية....
تطعم جياع البغايا والقوادين..!!
ثم تعاد الكرة على أقرانه .
الذين ينتظرون الطحن المميت .
ليوزعوا على وحوش الارض البعيدة..
بالتساوي والقسطاس المستقيم ..
في آلات تعليب اللحوم ومكائن العصر النهمة .
تلتف، وتلتف ، وتلتف..
تنتهي الى حفر حفرت خصيصا لهذه الغايات..
يخرجون ألسنتهم بعد كل وجبة دسمة ..
يشربون أنخاب تركة الأولين..
يشكروا الله ويصلوا طويلا ..
يولولوا على الوطن المذبوح ..
يلقوا بطعمهم لمن داس هذه الارض وشغف بها..
هلك من هلك عن سابق إصرار وترصد..
من قال لك انك ستستريح؟؟..
أنفاسك المتقطعة في دهاليزهم المظلمة..
مجاهل الغرف السرية المنسية..
على حافة التاريخ.
مساجد غصت بالحقد وإثارة الفتن..
الذبح المبرمج .. على الطريقة الإسلامية البحتة ..!
تُقطع الرؤوس..
تفقأ العيون ..
تُسلّب البيوت ..........
لتمطر بعد ذلك ألوان وأزهار........... ومن ثم بنادق...
2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في


.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء




.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق