الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طز في القناة الإسرائيلية العاشرة

عطا مناع

2010 / 2 / 13
القضية الفلسطينية


هي مرحلة اللامعقول المخجلة التي تدفع بالفلسطيني لدفن رأسه في الرمل وأشياء أخرى، وهي مرحلة تتسم بالعادية، فكل شيء في بلدنا عادي وله تخريجاته حتى لو أن هذه التخريجات لا تنطلي على الشعب كل الشعب، فالشعب من وجهة نظرهم أعور.
جاءتنا القناة العاشرة بالخبر اليقين أو الغير يقين، وبالمناسبة هي قناة معادية، ولا يصح التعامل مع القنوات المعادية لأنها تمارس الحرب النفسية على الشعب، وهذا كلام صحيح مئة بالمئة إذا كان نهجاً لا يفرق بين زيد وعبيد، نهجاً يضع حداً للتهافت الغير مسبوق مع الإعلام الإسرائيلي المؤدلج، نهجاً يضع حداً لأباطرة التطبيع في بلد لا يميز بين الثورة والدولة.
السؤال: هل نلوم القناة الإسرائيلية العاشرة على التقرير الذي نشرته عن الفساد الجنسي والمالي عند قيادات فلسطينية؟ وهل يحق لنا أن نحمل عليها ونهاجمها لأنها عرتنا أمام أنفسنا؟ إذا كان هذا الكلام يرضي غرور البعض سنرفع صوتنا بالقول....طز في القناة الإسرائيلية العاشرة!!!!! ولكن هل هذا يكفي؟.
بالأمس اتخذتُ كل تدابير الأمان وأنا اطلع على التقرير الذي ظهر فيه رجل المخابرات الفلسطيني فهمي شبانه، شعرت أنني أتعاطى الممنوعات، شابني الخجل والخزي والإرباك والإهانة وشعرت كغيري من بعض الذين شاهدوا التقرير بالتقزز والدونية، فالمشهد خطير وغير قابل للتفسير فالصورة تحتل المشهد بوقاحة وتطير صرخة مدوية للشعب الفلسطيني وقيادته.
القضية الفضيحة فلسطينية بامتياز وغير قابلة للاستغلال الداخلي، وهي غير مفاجئة، فالشارع الفلسطيني يقرأ ويسمع عن الفساد الذي تحول إلى عمارات وسيارات وحسابات متضخمة في البنوك، فالفساد تمأسس وأصبح قوة لها أدواتها التي باتت تهدد وجودنا ومستقبلنا، قوه رسخت عادات غربية عن تاريخنا الفلسطيني الذي يشكل ضمانة وجودنا ولكن بعيداً عن النبتة الشيطانية التي تغلغلت فينا، إلا أن الصورة التي تغلبت على الصورة وعرتنا أمام الحقيقة هي المفاجأة، وهي العدو الرئيس لشعبنا المغلوب على أمرة.
اليوم استشعر كلمات علي ابن أبي طالب بقوة عندما قال"لا تستوحشوا طريق الحق لقلة السائرين فيه"، هي كلمات تساعدنا وتشد من أزرنا على مواجهة هذه المصيبة التي أعيد وأقول أنها عرتنا أمام أنفسنا، وهي ليست الكلمات اليتيمة، فالشعب الفلسطيني يمتلك كنزنا من الفضيلة التي تساعده على تجاوز هذه المحنة التي يحاول البعض الهروب منها إلى الأمام وهو يجانب الصواب بذلك، لان التقرير الفضيحة لا يتعلق بشخص أو فصيل أو سلطة أنة يمس الشعب كل الشعب.
هذا الشخص لا يشكل القاعدة أنة الشذوذ عن القاعدة، ولدى شعبنا قوة مثل في أسرانا الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين ضحوا من اجل شعبهم وقضيتهم ، أسرانا الذي قضى المئات منهم عقود وراء القضبان دون أن يتذمروا، أليس هؤلاء هم القادة وقوة المثل التي يحتذي فيها كل فلسطيني يعتز بقيمة وتاريخه واخلاقة؟؟؟
والشهداء: الحقيقة الغائبة عن الصالونات المخملية ،الحاضرة دائماً في مخيماتنا ومدننا وقرانا، وفي ذاكرتنا التي تستحضرهم في مثل هذه المواقف المفجعة والمخزية، فالشهداء حاضرون دائما لأنهم أيقنوا أن الإنسان قضية كما أكد غسان كنفاني الذي دفع حياته ثمنا لكلماته، وهم الذي صرخوا في وجه العالم بان الفلسطيني هوية كما قال أبو إياد رحمة الله في كتابة فلسطيني بلا هوية، وأبو إياد أول الرصاص وأول الحجارة، وعلي الجعفري ومراغه والقاسم الذي لا يشبهوا أحداً.
لا هروب إلى الأمام، فالشعب ليس بأعور، ورداً على صاحب السرير فالشعب يعرف وهو الذي لا يعرف أن الشعب يعرف، واليوم الشعب يتطلع للقرار والكرامة وتنظيف البيت الفلسطيني الذي عشعش فيه العنكبوت، أليس هذا ما نادى بة ناجي العلي ودفع حياته ثمناً لذلك؟؟؟؟ أنة كاتم الصوب الموجة إلى رؤوسنا.
نحن على مفترق طرق والقيادة الفلسطينية أيضا ومنظمة التحرير الفلسطينية، والشعب ينتظر الكلمة الفصل التي يمكن أن تعيد الأمور إلى نصابها، وتعيد الأموال المسروقة إلى أصحابها، وتعيد بعضا من كرامة سلبها منا ومن أسرانا ومن أطفالنا صاحب السرير، عندها قد سيقف الشعب ويقول......
طز في القناة الإسرائيلية العاشرة..... طز في صاحب السرير.... طز في الفاسدين والمفسدين.... طز في الذين يحولون نساء الشعب الفلسطيني إلى عاهرات...... طز في كل من يسطو على أموال الشعب والشهداء والفقراء.... طز في الفئران العابثة بوحدتنا والذين يفتون لاستمرار انقسامنا.... طز في المطبعيين... فهؤلاء أقزام أمام الوطن الذي قال فيه طوقان في لحظات الشدة.
موطني الجلال والجمال..... السناء والبهاء.......موطني موطني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صباح الخير
حازم ( 2010 / 2 / 13 - 03:34 )
شدني العنوان ! ظننت انك من من سيدافع عن السلطة ورجالها واعمال بعضهم القذرة . ولكني غيرت راي بعد قراءة الموضوع وصوت له باعلى درجة
بيانات و تصريحات في الصحف والمواقع الالكترونية جميعها تستنكر وتشجب وتدعي ان هذا شي مديلج وغير حقيقي!! ان ما المني كفلسطيني بعد الم مشاهدة البرنامج هو انهم يظنون الشعب الطيب غبي - يسعد صباحكم


2 - مفترق طرق
shadia ( 2010 / 2 / 15 - 01:03 )
ليس المشكلة في اي قناة ظهرت وانكشفت العورات اعتقد ان المشكلة الحقيقية هي بالفاجعة التي صعقنا بها والغريب ان الكثير منا عندما شاهد تلك المشاهد فتح فمه وعيونه وكانه لم يسمع في حياته شيئ يسمى فساد اخلاقي او فساد سياسي او اي مسمى يريد .... مع اننا كشعوب نعلم الكثير الكثير وبداخلنا علامات مكدسة من الاستفهامات الكثيرة ... انا شخصيا لن استنكر ما قام به التميمي بتوجهه الى قناة اسرائيلية فالعاقل منا لا يجب ان يعطي للقناة اي اهمية او دور لتدس في عقله ما ارادت من هذه الحلقة فنحن نعلم من هي اسرائيل فهي بعيدة كل البعد عن الاخلاق يجب أن نتوقف عن ما ظهر من فضائع يستنكرها اصحابها وينكرها ويدعي انها كمين له ونقول بالصوت العالي لابد ان يحاسب كل من اساء الى الوطن حتى وان كان صاحب هذلا المنصب او ذاك ... الخطوة التي قام بها الرئيس ابو مازن جيدة واتمنى ان تكتمل ويعاقب ويحاسب بشكل جدي المسؤلون عن الاساءة للوطن والشعب ولا ان تكون هذه الخطوة فقط لمحاولة ذر الرمان في العيون ..... دعونا ننتظر ونتمنى ونصر على الحقيقة ..... الحقيقة فقط ... فوطننا يستحق .... اليس كذلك ؟؟؟؟؟

اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن